لاتزال رابطة الابداع الثقافي بالقصر الكبير ، تواصل سيرها الآمن في مسالك الثقافة في بعدها الانساني ، متسلحة بارادة تنتصر لقيم الحب والجمال ، حيث أطلت من نوافذها مساء يوم السبت 07 غشت 2012 على الساعة السابعة بمركز النادي المغربي ، ضمن سلسلة أصوات ، الشاعرة أمل الأخضر ، احتفاءا بديوانها * أشبه بي * . هذه الشاعرة المخلصة لفن القصيد والسالكة لدروب الإبداع الوعرة في تفان تام وإخلاص نزيه للفن الشعري ولقيمه النبيلة ، إضافة الى الشاعر والمترجم ، نورالدين الدامون ، هذا الأديب المتميز الذي يعمل في صمت مثل صوفي مخلص لنور الكون ،احتفاءا بديوانه * كم ساعة في الكون * . وفي ظل هذا العرس القصراوي الأصيل بين القصيدة والمكان ، رصدت لهذين العملين مقاربات الروائي والناقد رشيد الجلولي ، والشاعر والباحث عبد السلام دخان ، والشاعر والباحث محمد العناز ، كما زين هذا الحضور الأدبي الباذخ وجود الدكتور والناقد الأكاديمي محمد المسعودي ، و ترأس هذه الجلسة الشعرية بامتياز الأستاذ سعيد حاجي بحضوره المتألق في مجالس الأدب. الشاعر والباحث محمد العناز في مداخلته أكد على أن الشعر هو حصان لايتعب في مسافات البوح في تاريخ الإبداع الإنساني ، وقد تحدث عن بلاغة الديوان في ديوان * أشبه بي * ، ليطرح تساؤلا عميقا ، حول تأخر الديوان في النشر . الدكتور محمد المسعودي ، تدث عن رغبة الشاعرة في الاقتراب من الاخر، عن طريق استخدام الشاعرة أمل الأخضر في ديوانها * أشبه بي * لتعابير حساسة وراقية ، كما أشار الى فوز الشاعرة بجائزة الإبداع النسائي ، إضافة الى ترجمة قصائدها الى الإسبانية ضمن أنطلوجيا الشعر النسائي ، وهذا يؤكد أن أمل الأخضر هي أمل القصيدة العربية. مداخلة الشاعرة المحتفى بها ، أمل الاخضر ، عنونتها بمستقبل الشعر ، مداخلة أغدقت الجميع في مشاعر وأحاسيس جميلة ، وقد صورت القصيدة بمثابة الملاذ والمرفأ الآمن لكل من ضاقت به السبل ، كما أنها أكدت أن قريحتها دائما تنزف شعرا مادام باقي في نفسها نفس . مداخلة الروائي والناقد رشيد الجلولي ، صبت في أعمال الأستاذ نور الدين الدامون، هذا الشاعر الذي يشابه الموتى بالنجوم والمقابر بالمجرات ، شاعر ثوري بامتياز ، وقد استدل في مداخلته بالقصيدة المهداة للراحل ياسر عرفات ، وقصيدة لسعدي يوسف ، معتبرا أن مرور الشاعر نور الدين الدامون بالأسماء هو محاولة للبحث عن الزمن المطلق حيث يتداخل السياسي بالفلسفي . لتأتي بعدها مداخلة الشاعر والباحث عبد السلام دخان في تجربة الشاعر والمترجم نور الدين الدامون ، الشاعر الذي ينصت لصوت الشعب في الساحات ، حاملا هموم الأرض ، موظفا مجموعة من قصائد الشاعر الثورية ، بداية باحتفائه بالشاعر محمود درويش ، وعلى هذه الأرض مايستحق الشهادة ، إلى محمد البوعزيزي ، حيث شاركه الأرض وعصافير الولادة ، حيث يشبه الشاعر خروج الثوار للساحات في ليبيا وتونس ومصر برقصات طيور الأرض ، وأنه من القيم أن نتشارك جميعا لأجل إعادة الحليب للطفل الجائع ، نور الدين الدامون ، صاحب الأشعار المتجدرة في الحياة. مداخلة الشاعر والمترجم نور الدين الدامون ، استهلت بإبراز الجمال الثقافي الذي تزخر به مدينة القصر الكبير ، بشعرائها وقصاصيها وروائييها الباذخين . ورقة جميلة تحمل قيم الشاعر ، كما جاء في مداخلة الشاعر والمترجم نورالدين الدامون قائلا : اذا لم تحترق أنت وأنا فمن ينير الطريق . وقد اعتبر الشاعر أن الكتابة هي مسائلة للكون وتأسيس لرؤية لم تحدث بعد ، وهو التأسيس الحقيقي لعالم تملؤه الكرامة والحرية والعدالة ، ويظل الشاعر هو الإنسان المؤهل لأن يضع التساؤلات عن هذا الكون . في نهاية الحفل ، تم فتح باب المداخلات وبعدها تم توزيع الشواهد على المحتفى بهم والمشاركين في الاحتفاء بالشاعرين ، إضافة الى المنابر الإلكترونية المحلية التي غطت هذا الحفل إعلاميا ، لتأكد رابطة الإبداع الثقافي بمدينة القصر الكبير أن نوافذها ستظل مشرعة لهواء الشعر ، هواء الحياة .