في الليل حين يغفو القمر بين جفون الغمام وحين ترحل النجوم في شلال الضباب أجلس إلى أصحابي إلى مائدة السمر نقتسم نبيذ العمر وفاكهة تغرينا فاكهة آدم في أرض الله نقضمها باشتهاء احتراق نترك الورد للحظات يكبر في أصابعنا كنهر نترك الحلم يزهر في عيوننا كشمس لا مفر من أن ننام هذه المرة على وسائد أحلامنا لا مفر من أن تطرق أناشيد أصحابي بابي في البحر ستكون-بلا شك-عذبة مثل أرجوحة مثل حبات مطر لا مفر من أن نثرثر ساعة يهزمنا الصمت لا مفر من أن نتجل كشموع ساعة يتسرب الضوء إلى مرايانا لا مفر من أن نستريح ساعة نتعب من الركض وراء سرابنا أخيرا وأخيرا في مدى الطريق في مدى السماء فوقنا سنعانق فرحة الظل بنشوة عارمة فرحة المجهول الآتي بين فجاج الكلمات فرحة الحروف ترقص في الشفاه فرحة الأصحاب يطلقون العنان لعصافير الفؤاد تسافر بعيدا في التلال الخضراء وفي السهوب المائلة إلى انبساط الريح .