عزيزتي عبق الزهر : ها أنت تطلين علي، من كوة الضوء بوجه سرمدي ، وروح قلقة مضطربة ، تخدشك أظافر السحاب ، تلوي عنقك وعنق الأحلام في أرخبيل النجوم، وصقيع الوحشة المضروبة في زوابع البحر الهائج ،وعواصف المطر المنهمر على أشرعة السفن المنكسرة على صخرة المساء ، وجلمود الليل الحالك . ها أنت تنصبين لي شباك هواجسك و فخاخ مخاوفك ، كي أهوى في قعر الشجن ،وينحسر الأمل ،وأتجرع كأس المرارة ، لكني لن أنهزم أو أترك الأمواج ترميني في انحدار البحر ، أو أدع الريح تقلع جذري في الهواء ..سأصمد كجبل ، وأعلن فيك ميلاد الخريف ، وأطمس لون وجهي في غياهب المساء ، كقوس الشجر ، وقبة النهر في آخر المدى .هذا وجهك يختلط بعزف بيانو في صدر المدينة ،ويتهادى على رقصة الأسى في رنين الروح ، يتغلغل عميقا في أنفاسي الهائمة في دهاليز الحياة ، وعطر الدمع الخالد في اتساع رموشك في سكون العشق ،وعناق اللحظات العارمة بسنابل أصابعي ، التي تنبت في ضفائر روحك. ليت الزمن يتوقف ! يبقى هذا الرنين يطن في مسامعي ، وتظل حكايتك في صدري خالدة ، على هديل البحر، وهدير الشمس، تلاطم جسدي ، وتشعل نار فتيل العشق في منارة العمر. دمت بخير وتقبلي ودي ووردي وكثير من العشق.