إذا نظرت نحو دروب الحياة تجد أزقة وعناوين بأرقام أو ما يزد فسكان درب البلاء ودرب الفلاح ... دون غفل سكان درب الإنبطاح ودرب الشرف كلهم اجتمعوا تحث نظرة الله الأحد فدرب البلاء عرقهم من سلالة جنكيزخان هواتفهم بطاقات هويتهم حقائبهم كلها مشفرة من يتصل بهم مآله إلى المقبرة ... قلوبهم مسودة غليظة مكفهرة أياديهم طويلة شديدة مروعة يحسبون دربهم أطول حياة من حياة دروب الغير المصغرة فهم يمتلكون الحي بأسره ويطالون حتى الأحياء المجاورة أما درب الفلاح فهم من طينة مباركة يعيشون في بساطة وعفة معطرة قلوبهم مع الله ووجوههم منورة لا يدخلون في متاهات الدروب فحسبهم قطعة خبز و كأس ماء في ميسرة وصبرهم فاق الإحتمال ولو كانوا في مٌعْسِرة أما سكان درب الإنبطاح فيميلون نحو حرف الجر يتبعونه أينما كان ولو في وقث الحر مجرورون معه في كل مراحل العمر قاموسهم لا يعرف قيمة الصبر دربهم يقتات من أوردة سيد القهر فخطرهم دائم حتى مطلع الفجر أما أصحاب درب الشرف فهم أبطال لا يهابون الكر والفر عزة نفسهم تأبى الظلم ولو كانت في لحظة الضُّرْ يقولون الحق ولو على أنفسهم وإن كانت في ذروة الكُره دربهم مثوى لكل سائل أو محروم فَرْ مثلهم كمثل الأعمى والبصير لا يستويان ولو فوق لهيب الجمر فدربهم بسمة الأمل وعنوانهم نسمة الخير