لم يمر حادث وفاة الام فاطنة العبدي ذات الأربعة والعشرين ربيعا بعد وضعها لحملها بأحد المستشفيات الخاصة بالقصر الكبير دون أن تثر جدلا واسعا بين الساكنة خصوصا وان الضحية ماهي إلا واحدة من بين العشرات اللواتي قضين نتيجة الإهمال والتقصير وسوء التقدير لظروف الولادة وما بعدها كما هو الحال لفرح وصفاء بيحي وغيرهما والحالات مرشحة للارتفاع في غياب خدمات صحية ملائمة بالرغم من تدشين الوزارة الوصية لمستشفى القرب الذي جعل القصريين يعتقدون ان معاناتهم مع التطبيب والعلاج انتهت لكن هذا الحلم بل هذا الحق الواجب تبخر في الهواء للخصاص المهول في الاطر الطبية والنقص الحاد في المعدات اللازمة إذ غالبا مايتم توجيه الحالات الصعبة الي مستشفى للامريم بالعرائش او محمد الخامس بطنجة، والحوامل اللواتي تتعسر ظروف وضعهن لحملهن اوتداعياته يوجهن الي احد المستشفيات الخاصة اوالي مستشفيات خارج القصر الكبير بدون مراعاة لعوزهن. وبصعوبة يدبرون المصاريف وتكاليف التدخل الطبي في محاولة لحماية صحة الام ودرء المخاطرلكن التقصير يكون سيد الموقف فالام فاطنة العبدي قضت أثر نزيف حاد دون أن يسعفها احد. وأسباب وفيات الأمهات معروفة لذلك يجب التصدي لها حماية للأم وحفاظا على حياتها ومنها الطلق انتشار العدوى النزيف، ظغط الدم، والتقارب بين حمل وحمل خصوصا بالنسبة لصغيرات السن واللواتي لم يتممن نموهن وهناك مرض ناسور الولادة وهو جرح يصيب المسافة الفاصلة بين عضو التناسل والشرج ويودي الي سلس بولي مزمن اوموت الطفل الذي يبقى محاصرا في حوض امه لعدم التناسب بينهمااو انبعاث روائح كريهة من آلام تكون مدعاة لتطليقها من طرف الزوج حسب شرح الدكتور هنري جون فليب رئيس هيئة طب النساء والتوليد بلا حدود. لكل ماتقدم يجب الاستعداد الكافي لمواجهة هذه المخاطر بتوفير الاطر الطبية الكفءة والخبيرة في مجال التوليد وتجهيز المستشفيات بالمعدات والوسائل المسعفة في مثل هذه الظروف. والصحة الانجابية للامهات تعتبر أولوية وطنية لذلك بادرت الدولة المغربية الي سن تدابير وإجراءات تضمن صحة الأمهات كتعميم مجانية الولادة داخل المستشفيات العمومية وكذا التحاليل البيولوجية الخاصة بتتبع الحمل فضلا عن التكفل بالامهات اللواتي تتعرضن لحدوث مضاعفات أثناء الولادةثم التنقل المجاني الي مستشفيات الولادة مما جعل نسبة الوفيات تقل في السنوات الأخيرة حسب تقرير وزارة الصحة سنة الفين وعشرين إذانتقل عددالوفيات من مائة واثنتي عشر حالة الي اتني وسبعين فاصلة ستة حالة لكل مائة ألف ولادة حية في أفق بلوغ نسبة ست وثلاتين في المائة سنة الفين وثلاثين. اما المندوبية السامية للتخطيط تقر بأن نسبة وفيات الأمهات مازالت مرتفعة في العالم القروي لتردي الخدمات الصحية هناك. ورسالتي بل صرختي هي أيها الاطباء انتبهوا حياة الأمهات غالية تتطلب منكم التضحية.