- هل تعتبرون أن المؤتمر السادس والعشرين للجمعية الملكية لأمراض النساء والتوليد المنعقد بالموازاة مع المؤتمر التاسع للفيدرالية المغاربية لأمراض النساء والتوليد، المنظم مؤخرا، نجح في الوصول إلى الهدف المرجو منه؟ > أعتبر، شخصيا، أن هذا المؤتمر عرف نجاحا بكل المقاييس. فعدد المؤتمرين وصل إلى 620 شخصا من المغرب والدول المغاربية وأوربا، وقد تدارسوا خلال ثلاثة أيام العديد من المواضيع التي تهم الصحة الإنجابية والبحث العلمي في ميدان أمراض النساء والتوليد والمستجدات الدولية في هذا الميدان. هذا المؤتمر مكننا من تبادل الخبرات والأفكار ومن الوقوف على المشاكل التي تواجهنا نحن الأطباء وكيفية التغلب عليها. - ما هي الأسباب التي تجعل نسبة وفيات الأمهات بعد الولادة ماتزال مرتفعة في المغرب؟ > من أهم الأسباب التي تقف وراء ارتفاع نسبة وفيات الأمهات بعد الولادة كون أغلب النساء الحوامل لا يقمن بمتابعة تطور حملهن في المستشفى، وبذلك لا يتم التشخيص المبكر لبعض الأمراض الموازية للحمل، كفقر الدم ومرض السكري، وهذا ما يؤدي يوم الولادة إلى تعقيدات كنا سنكون في غنى عنها لو كانت المرأة الحامل تقوم بزيارات دورية للمستشفى لمراقبة حملها، ناهيك عن النزيف الدموي الحاد الذي يعد من أبرز أسباب الوفاة. ومن أبرز أسباب ارتفاع نسبة وفيات الأمهات تعاطيهن للإجهاض الإرادي في البيوت في غياب أي شروط صحية وباستعمال أدوات تكون في الغالب غير معقمة، يقوم بها شخص غير مؤهل. هذا الأمر قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها. على ماذا تعتمد استراتيجية وزارة الصحة والجمعية الملكية لأمراض النساء والتوليد لتجاوز هذه المعيقات؟ > أود، أولا، القول إن المؤتمرين ثمنوا جهود وزارة الصحة المغربية المتمثلة في وضع استراتيجية وطنية لتقليص وفيات الأمهات إلى 50 حالة فقط في أفق 2012، وذلك باتخاذ عدة تدابير على الصعيد الوطني. فأن تموت الأم وهي تعطي الحياة لجنين أمر مأساوي حقا. ومن أبرز الخطوات التي يجب القيام بها للحد من هذه المأساة، تحسيس الحوامل بأهمية الذهاب إلى المستشفى لمراقبة ومتابعة حملهن حتى الوضع، وضرورة التشخيص المبكر للأمراض الموازية للحمل، كفقر الدم ومرض السكري، إضافة إلى قياس الضغط الدموي قبل الوصول إلى حالة الإرجاج، وتحذير النساء وتحسيسهن العواقب المميتة للإجهاض الإرادي في البيوت. كما يعد تأهيل الطاقم الطبي، المكون من أطباء أمراض النساء والتوليد والإنعاش والممرضين والمولدات (القابلات)، وتحسين أدائهم من أهم نقط هذه الاستراتيجية، إضافة إلى تحسين خدمات النقل الطبي وتحسين الخدمات والاستقبال في المستشفى. إلى جانب ذلك، ينبغي التشخيص المبكر لحالات الولادة القيصرية وتخصيص «حصة التوليد» Le forfait obstétrical في العالم القروي في إطار نظام المساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود RAMED، وضرورة توفر بنوك الدم في مختلف جهات المملكة، وأيضا ضرورة توفر عدة الولادةKit d’accouchement على قرص يعطى للحامل إذا أصيبت بنزيف دموي حاد أثناء الولادة. * رئيس الجمعية الملكية لأمراض النساء والتوليد ومدير مستشفى النساء والتوليد بالرباط