منذ مدة والفراولة تخلق الحدث بالمغرب، فمرة مشاكل آلاف العمال والعاملات بها ومرة قضايا التحرش التي يعانينها العاملات بحقول الفراولة بإسبانيا، وهذه المرة تطل علينا حقول الفراولة من جديد بأكبر بؤرة لفيروس كوفيد 19 المستجد وذلك بتسجيلها ل 457 حالة مؤكدة حسب ما صرحت به وزارة الصحة وبوصول العدد لحوالي 800 حسب ماتداولته بعد اللمصادر المختلفة. في هذه اللحظة كان المغرب يستعد لرفع الحجر الصحي بشكل تدريجي وقد بدأ في ذلك من خلال تصنيف المناطق إلى منطقة 1 و منطقة 2، لكن الصدمة كانت قوية جدا بعدما انخفضت عدد حالات الإصابة بشكل يؤشر على رفع الحجر الصحي وإنهاء حالة الطوارئ الصحية عادت هذه الحالات للارتفاع بشكل أكبر من صاروخي لاسيما في بؤرها الجديدة. ربما الجهات الرسمية والحكومة لم تلتقط الإشارات التي بعثها فيروس كورونا من بؤرته بضيعات الفراولة بمركز لالة ميمونة خصوصا بعد ظهور بعض الحالات بالأقاليم المجاورة واللواتي كن يشتغلن هناك لاسيما ظهور حالات بمدينة وزان التي ارتاحت من الفيروس لطيلة أشهر. هذا الأمر جعل خمسة عمالات وأقاليم تبقى في منطقة 2 ويتعلق الأمر بطنجة أصيلة، مراكش، العرائش، وزان والقنيطرة بينما باقي العمالات والأقاليم جميعها ضمن منطقة التخفيف رقم 1 بعدما كان من المحتمل أن تخرج هاته المدن لمنطقة التخفيف. ومن بين الأسباب التي جعلت بؤرة للا ميمونة تنفجر بهذا الشكل، أولها وسائل النقل التي يتم بها نقل العمال والعاملات والتي لم يتم فيها احترام مسافات الأمان حيث تجد النقل الخاص به 20 كرسي فيملأ جميع الكراسي بالعمال والعاملات، واثناء ولوجهم للضيعات عدم احترام الاحترازات التي اعلنت عنها السلطات داخل العمل، بالإضافة لهذا عدم إيقاف العمل ولو مؤقتا بعد ظهور العديد من الحالات بهذه الضيعات. نفس الأمر وقع لشركة تركيب السيارت بطنجة حيث ظهرت فيها مجموعة من الحالات لكن ربما الاحتياطات التي اتخذتها كانت كفيلة بالحد من انتشار الفيرس أكثر وحمايتها منه. هاته البؤر الجديدة وجب على السلطات المحلية محاصرتها كليا و إيقاف جميع الانشطة الصناعية والفلاحية بها والدخول والخروج منها تفاديا لكوارث وبائية محتملة جدا. وتبقى الفراولة بريئة من كل هذا لكن أرباب الضيعات والوحدات الفلاحية والصناعية يتحملون قسطا كبيرا في انتشار الوباء وقد يكونون سيفا ذو حدين إما أن يساهمو في استقرار الوضع الوبائي والحد منه و إما المساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في تفريخ مزيد من أعشاش كورونا.