صدم المجتمع المغربي اليوم الجمعة بارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا والذي وصل إلى 539 حالة جديدة متفرقة على 5 جهات، من ضمنها جهة الرباطالقنيطرة التي بلغت ذروة الإصابات بها ب 457 حالة، معظمها في بؤرة مهنية وسط عاملات معمل "الفريز" الذي تعود ملكيته لمستثمر اسباني، بدائرة لالة ميمونة التي تبعد بحوالي 100 كلم عن مدينة القنيطرة التي تفصلها عن العاصمة الرباط54 كلم. عودة إلى نقطة الصفر بعد أن كانت الحصيلة اليومية في الأسابيع الأخيرة تنحصر بين ثلاث أو أربع جهات، وتظهر بأن الوضعية الوبائية بجهة الرباطسلاالقنيطرة تسير في اتجاه تصنيفها ضمن المنطقة 1، أربكت الحالات الجديدة كل الحسابات وأعادت المنظومة الوبائية في المغرب لنقطة الصفر، في ظل صمت مطبق للجهات الرسمية خاصة وزير الصحة خالد آيت الطالب، حيث أنه ولأول مرة يتم تسجيل رقم قياسي للإصابات بكورونا في يوم واحد، منذ بداية ظهوره في 3 مارس الماضي في بلادنا. أول حالة ببؤرة لالة ميمونة أول إصابة في الوحدة الصناعية للفريز بلالة ميمونة سجلت يوم2 يونيو أي قبل أسبوعين من الآن،إلا أنه لم يتخذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشاره وسط العاملات من قبل الجهة المشغلة، فارتفع العدد بعد عشرة أيام إلى 159 إصابة ثم قفز إلى 457 بعد أن تم إجراء حوالي 4000 فحص مخبري على مستوى معامل منطقة لالة ميمونة ومخالطيهم أيضا. 3 آلاف عاملة على المحك تضم وحدات إنتاج الفراولة، قرابة 3 آلاف عاملة ينحدرن من عدة مدن مجاورة للالة ميمونة خصوصا مدن مولاي بوسلهاموالقنيطرة والعرائش وسوق أربعاء الغرب والقصر الكبير وغيرها، مما يعني أن عدد المخالطين لهؤلاء سيكون صادما للغاية وهو ما يزيد من حجم المخاوف من قبل ساكنة إقليمالقنيطرة والسلطات المحلية والصحية. فظروف نقل العاملات الفراولة، وفق مصادر محلية، لم تخضع لمعايير السلامة والوقاية من كوفيد19 أو احترام للتباعد الاجتماعي في ظل الطوارئ الصحية ،حيث يتم تكديسهم في ناقلات دون تحسب لانتقال العدوى كما يتم تجاوز السدود القضائية دون مشاكل، وهو ما ساهم بشكل كبير مستشفى ميداني بلالة ميمونة وجّه نواب المنطقة طلبا إلى الحكومة اليوم الجمعة عبر مجلس النواب، من أجل إحداث مستشفى ميداني خاص باستقبال مرضى بؤر الفراولة، وذلك بسبب عدم قدرة استيعاب المؤسستين الصحيتين متخصصتين ببنسليمان وبنجرير للعدد الكبير للمصابين بوحدات الفراولة، كما أن هناك ارتباك كبير في نقل الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس والذي وصل إلى600 حالة. استنفار أمني وإغلاق تام استنفر ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بسبب الوحدات الصناعية للفراولة، السلطات الأمنية والصحية، بكل من مولاي بوسلهام ودائرة لالة ميمونة وجماعة الشوافع وسوق الأربعاء، حيث قامت السلطات المحلية باتخاذ قرارات جديدة تحد من الدخول والخروج بمعظم أحياء هذه المناطق مع تطبيق حظر شامل للتجوال وإغلاق جميع المحلات التجارية إلى إشعار آخر بعد انفجار بؤر العاملات الفقيرات وإصابتهن بفيروس كورونا. تحذيرات " الصحة" على إثر المستجدات الوبائية، شدّدت وزارة الصحة على احترام تدابير السلامة والوقاية الصحية في أماكن العمل، واتباع تعليماتها في هذا الصدد. وأكدت على ضرورة ارتداء الكمامات والأقنعة الواقية داخل أماكن العمل، والحرص على نظافة اليد باستمرار، وتوفير المطهرات واحترام مسافة الأمان بين العمال والعاملات والتباعد الجسدي خلال ورشات العمل وداخل المكاتب، بالإضافة إلى التهوية الطبيعية لأماكن العمل.