في حصيلة قياسية من حيث عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، تعد هي الأثقل منذ بداية تفشي الوباء بالمملكة منذ شهر مارس الماضي، سجلت جهة الرباطسلاالقنيطرة، إلى حدود ظهيرة اليوم الجمعة 500 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي. هذه الحالات التي ستعقد الوضع الوبائي بالمغرب، رصدت ببؤرة في معامل الفراولة بمنطقة "لالة ميمونة" التابعة ترابيا إلى إقليمالقنيطرة، بما فيها ضيعات تعود ملكيتها إلى مواطن إسباني. ووفق المعطيات التي استقاها موقع "الأول" من مصادر صحية مسؤولة، فإن التحاليل المخبرية التي أجرتها السلطات الصحية لمئات العمال، كشفت إلى حدود ظهيرة اليوم الجمعة عن إصابة 500 حالة موزعة بين عمال الوحدة الصناعية "فريكودار "، وباقي المعامل المنتشرة على مستوى مولاي بوسلهام و"الشوافع" وغيرهما. إلى ذلك، تؤكد المصادر ذاتها أن الحصيلة مرشحة للارتفاع في الساعات المقبلة، مبرزة أن مصالح وزارة الصحة والداخلية استنفرت أطقمها عقب تفجر الوضع الوبائي هذا الصباح بإقليمالقنيطرة، فأصبحت تسارع الزمن لتحديد جميع مخالطي عمال بؤرة "لالة ميمونة" قصد إخضاعهم للفحوصات الطبية اللازمة. هذه التطورات التي لم تكن في حسبان وزارة الصحة، كانت محط تنبيهات سابقة لفعاليات حقوقية ومدنية بإقليمالقنيطرة، حيث تعالت أصواتها منذ أيام تحذر من مغبة وقوع كارثة إثر تكديس العاملات والعمال داخل معامل "الفريز" دون الالتزام بالمحاذير الصحية والتوصيات الصادرة عن السلطات الحكومية. وقد ارتفعت هذه التنبيهات بعد تسجيل أول حالة إصابة خلال الأيام الماضية بين صفوف هؤلاء العمال، لكن أمام استهتار المسؤولين وعدم اتخذاهم إجراءات حازمة أصبح إقليمالقنيطرة والمناطق المحيطة به يعيش على وقع كارثة بكل المقاييس، وباتت مجهودات الدولة في التحكم أكثر في الوضعية الوبائية في كف عفريت في ظل امتلاء الطاقة الاستيعابية للمستشفيين الميدانيين بكل من بنسليمان وبنكرير.