نحن أبناء هذا الوطن ، لسنا أبناء حزب أو تجمع أو توجه ، لنا دين يربطنا بالخالق ، ننتصر للانسان وقضايا الانسان وانتظارات الانسان ، لم نعول يوما على التاريخ الذي قدم لنا مكتوبا على مزاج الناعمين في البلد ، ارتوينا بالتاريخ من عبق تربة الوطن ، ورأينا الغد الجميل في وجه الفلاح والمياوم والطالب والعامل والموظف والشرطي والطبيب ورجل الاسعاف وعامل النظافة ، صفقنا للنظام مفتخرين عندما أظهر انحيازا للشعب ، صفقنا للوزراء والمسؤولين والبرلمانيين عندما علمنا أنهم أبناء البنائين والعاملين والمساعدين فقلنا هؤلاء مشعل مغرب الغد ، المغرب الذي عانى من نزيف سيال منذ أن رفع الاستعمار يده على خيراته لتحل محله تماسيح بعيون زرقاء تأتي على كل جميل في البلد ، قاومنا من يعمل على اقبار الأمل والتغيير والحرية على أرض المجاهدين والمناضلين ، قلنا أنه اذا كان المشرق أرض الأنبياء فالمغرب أرض الأولياء ، دافعنا عن معتقد معتدل وسطي يمقت التطرف وينتصر للقيم الانسانية الكونية ، قلنا نعم حيث رأينا مصلحة وطننا في نعم ، وقلنا لا حيث وجدنا مصلحة بلدنا في لا ، لم نولي رقابنا لقرابة دم أو عشيرة بقدر ما أبدينا ذلك لعبق الوطن ، عبرنا عن مواقفنا وكتبنا وشاركنا وانتقدنا وعارضنا ودعونا الى الاضراب والمقاطعة والمسيرات والاعتصامات والوقفات وفي أحشائنا أمل أن بالمغرب أنامل ترسم غدا أجمل . ومشينا ولو الهوينا لكن يلفنا الأمل ، ودخلنا مرحلة حرجة يحصي العالم فيها أنفاسه ، انبرى الكل لصيانة بلدنا من شر حاذق ، نسينا الخلافات ، وأجلنا الحسابات ، وأزحنا التفاصيل والجزئيات ، صفقنا للنظام ثانية بوعي وثقة ، صفقنا لأطر الوطن ورجالاته اعتقدنا أن فرصة الاقلاع نحو تنمية بشرية مواطنة أتت الينا من السماء على طبق من ذهب ، ورأينا أن لا تنمية بشرية بدون تفجير طاقات المواهب والتأسيس لتطبيب مواطن وتعليم مواطن وتكوين مواطن وتقديس حرية الرأي والتعبير والاختلاف . لكن كان القوم في الردهات المغلقة يدبرون أمرا بليل والناس نيام يترقبون صبحا أبلج ، يهيؤون على نار هادئة مشروعا جنينيا معاق البنية والادراك ، مشروعا يروم تكميم الأفواه ارضاء لديناصورات ريع المال والعقاروالبنزين والأرض والبشر ، مشروعا يرديك انسانا تنظر بعينين محملقتين ولا تستطيع التعبير ، واذا قمت بتحريك شفتيك كان مكانك الطبيعي السجن . لا وألف لا ، لن نسكت عن جور يلحقنا ، نقول لا مكرهين لأنها مرحلة نعم جماعي نحو تأسيس لوطن حضاري راقي ، لكنكم خنتم العهد وأردتم العودة الى حنين عبودية الرقاب .