يقول عبد الحق المريني مؤرخ المملكة المغربية :”ويزخر المغرب بحق بكثير من الاضرحة النسوية منها…….. وللا فاطمة الأندلسية بالقصر الكبير وهي عمة مولاي علي بوغالب” فاطمة الأندلسية أشهر ولية صالحة بمدينة القصر الكبير، وفدت إليها من فاس في القرن السادس الهجري زمن الموحدين بحثا عن موطئ قرب البحر لأنها تعودت على الانتعاش بنسائمه في موطنها الأصلي شلب بالأندلس وهناك من يقول ان بركتها تستمدها من البحر. هي عمة الولي الصالح دفين القصر الكبير سيدي ابي الحسن على بن خلف بن غالب القرشي الشلبي. نهلت علوم الفقه والتفسير والأصول من معين العالم الجليل ابي عبد الله التودي وكذلك من ابي مدين الغوت، واتخدت صومعة البنات بعدوة باب الواد جامعا لتعليم البنات العبادة وآداب السلوك والفقه، كما كان بيتها ناديا يأتيه كبار الفقهاء والعلماء والمتصوفة وطلاب العلم لما سمعوه عنها من علم وأخلاق وفضيلة. والسياق العام كان مشجعا على اكتساب العلم والمعرفة وتبادل الخبرات والتجارب الروحية انذاك. والولية الصالحة والزاهدة المتصوفةكانت صاحبة فراسة وبركة وكرامات. أورد يوسف التادلي في كتابه التشوف الي رجال التصوف :” سمعت محمد بن أحمد الزناتي يقول :بت ليلة عند أبي عبد الله محمد بن محمد بن جميل القصري المعلم وبات معنا ابو عبد الله التاودي وابو زكرياد الساحل فصلينا العشاء الآخرة ثم جرى ذكر طيب حول القصر. وابو عبد الله المعلم حاضر فغاب عنا فلما طلع الفجر طلبته انا وعمر بن عيسى الكتامي فلم نجده، فتفقدنا بيته الذي كان ينفرد فيه فوجدناه مغلقا فاتينا باب المصرية التي بتنا فيها فوجدناه مغلقا. فجلست انا وعمر نرقبه لنعلم من أين يأت فسمعناه قد دفع بيت المصريةبيده وطلع فقلنا :ننظر الي خفيه فإن وجدنا به بللا علمنا انه لم يبت معنا. وكان زمان الربيع فوجدنا بلل الندى على خفيه وعليهما نوار اصفر من نوار المروج.،فاخرج لنا حوتا لا يكون الا في بركة على قدر 18ميلا من القصر،فعجبنا من أمره، فصلينا الصبح و ذهبنا الي فاطمة الأندلسية فوجدناها تصلي الضحى، فما انتهت من صلاتهاحتي قالت لنا: لاتنكروا براهين الصالحين فانها حق ” بعد مسار حافل بالعطاء أسلمت الولية الصالحة الروح لبارئها سنة 642ه ودفنت بالقصر الكبير في ضريح ذي قبة على الطراز الأندلسي واعتبر محمد نخشي الضريح :”هو أثمن عمل فني بالمدينة كلها ” واعتبارا لدورها الإشعاعي وعملها النبيل في نشر العلم وتعليم البنات العبادة وحفظ القرأن اطلق اسمها على مؤسسة تعليمية بالقصر الكبير خاصة بالبنات كخطوة نبيلة لتخليد اسمها ولزرع القدوة والنمودج.