إصدار جديد للدكتور رشيد الكنوني، الحاصل على دكتوراه الدولة في علم النفس الاجتماعي، يحمل عنوان “سيكولوجيا الإنسان الأمي”؛ وهو دراسة للاتجاهات النفسية الاجتماعية نحو الذات والآخر بالمغرب، يعمل على رصد العلاقة التي افترض وجودها بين عملية محو الأمية والاتجاهات النفسية الاجتماعية للإنسان الأمي نحو ذاته ونحو الآخرين. المؤلف الجديد، الصادر ضمن منشورات شركة النشر والتوزيع المدارس بالدار البيضاء، سيتم تقديمه وتوقيعه في رواق مكتبة المدارس بالمعرض الدولي للكتاب، السبت المقبل، بحيث يقارب المؤلف مجموعة من التساؤلات التي طرحها الباحث؛ من قبيل: ماذا نعرف عن الإنسان الأمي أو الذي تمكن من القضاء على أميته؟ ماذا نعرف عن دوافعه، عن اتجاهاته وتمثلاته، عن رغباته، عن ميولاته ومكونات شخصيته؟. تساؤلات وأخرى عمل الباحث في مجال علم النفس الاجتماعي على مقاربتها في مؤلفه الجديد، الذي يتكون من تسعة فصول موزعة على بابين: خصص أولهما للإطار النظري، تضمن شروحات مستفيضة لدلالات وأبعاد الأمية ومحو الأمية بالإضافة إلى المعطيات الإحصائية والبرامج والمقاربات المتعلقة بها، مع استعراض المراحل التاريخية التي عرفها هذا المجال بالمغرب. وانتقل الكتاب بعدها إلى مقاربة مفهومين أساسيين في مجال علم النفس: مفهوم الاتجاهات النفسية الاجتماعية، ومفهوم الذات كمدخل لدراسة سيكولوجية الإنسان الأمي بالمغرب. وقد خصص المؤلف فصول الباب الثاني المتعلق بالجانب الميداني للتحديد الإجرائي لإشكالية وفرضيات ومتغيرات ونهجية هذا البحث، قبل الانتقال إلى استعراض النتائج التي تم التوصل إليها من خلال التحليل الإحصائي وتحليل المحتوى. ويرى المؤلّف أن محو الأمية ليست مجرد تعليم الإنسان لبعض المهارات، مثل القراءة والكتابة أو الحساب أو مهارات وظيفية أخرى؛ بل هي حلقة من حلقات سيرورات التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الفرد منذ ميلاده إلى مماته، والتي يكتسب من خلالها المعايير والنماذج السلوكية التي تجعل منه عضوا مندمجا في المجتمع. وبذلك، فمحو الأمية تساهم في تشكيل الفكر الاجتماعي للإنسان الأمي وتجعله حاملا لاتجاهات نفسية اجتماعية نحو ذاته ونحو الآخرين، بتعبيره. ويعتبر الدكتور المصطفى حدية، وهو أحد رواد علم النفس الاجتماعي بالمغرب، أن المؤلف الجديد للدكتور رشيد الكنوني “يحظى بميزة السبق في مجال علم النفس الاجتماعي، كبحث لا يقتصر في تقديم إشكالية الأمية في المغرب ومحوها على الجانب النظري الذي يبين من خلاله بشكل عميق مفهوم الأمية وعملية محوها، في مختلف أبعادها المعرفية والعلمية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، مما نعتبره مرجعا مهما في هذا الموضوع”. زد على ذلك، يورد الباحث سالف الذكر، تركيز “الكتاب الدقيق والمفيد على تحديد الدلالات والمعاني لمفهوم الأمية وعملية محوها والآثار الإيجابية المترتبة عليها فيما يخص الإنسان الأمي، وكذا قضايا النمو والتحديث للمجتمع”، مستدركا: “نقول لم يقتصر تناوله على الجانب النظري، بل تستند استنتاجاته ومقاربته لخصائص سيكولوجيا الإنسان الأمي على بحث ميداني كرسه للإجابة عن تساؤلات عديدة”. يشار إلى أن الدكتور رشيد الكنوني حاصل على دكتوراه الدولة في علم النفس الاجتماعي وخبير في السياسات الاجتماعية المتعلقة بمجالات الأسرة والطفولة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، يعمل أيضا أستاذا زائرا في بعض الجامعات والمعاهد الوطنية، حصل على الجائزة الأولى للبحث العلمي في مجال الإعاقة من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 2017. ومن أهم المؤلفات التي أصدرها د. الكنوني في مجال الإعاقة: “التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق: دراسة نفسية اجتماعية لقضايا الاندماج الاجتماعي”، من منشورات فكر 2006، و”الإعاقة بالمغرب: عنف التمثلات وممكنات التغيير”، شركة النشر والتوزيع المدارس 2016. كما تقلد مجموعة من المسؤوليات؛ آخرها مدير للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ما بين سنتي 2006 و2018، مكلف بمهمة لدى رئيس الحكومة حاليا