يُحيي العالم يوم الأحد المقبل الثالث من دجنبر اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة. وفي هذا الإطار يطرح برنامج مشارف في حلقة يوم الأربعاء سؤال الإعاقة بالمغرب انطلاقا من تمثلات المجتمع المغربي للإعاقة. فإذا كانت ثقافة حقوق الإنسان ساهمت في تغيير سلوك المجتمع الإنساني تجاه المعاقين، وإذا كانت ثقافة الاختلاف اعتبرت المعاقين جزءا من التنوع البشري، يتساءل مقدم البرنامج: "فهل تواكب التنشئة الاجتماعية في بلادنا هذه التحولات الفكرية والثقافية؟ ألا تساهم الأسرة المغربية في تعميق الجرح لدى المعاق، سواء وهي تتبنى موقف الرفض عبر إهمال الطفل المعاق، أو عبر الشفقة المبالغ فيها وأسلوب الحماية الزائدة الذين يعطيان في الغالب أثرا عكسيا؟ ثم ماذا عن المدرسة؟ هل المدرسة العادية التي تتيح للمعاق فرصا أوفر للاندماج في المحيط هي الأنسب؟ أم المدارس الخاصة بالمعاقين التي توفر له شروطا ملائمة على مستوى التأهيل، لكنّها قد تنمّي لديه مشاعر العزل وتُضاعفُ إحساسَهُ بإعاقته؟". "ماذا عن الإعلام؟ إلى أيّ حدّ يساهم في بلادنا في تغيير التمثلات والاتجاهات النفسية والاجتماعية السلبية تجاه هذه الشريحة؟ أم أنّ إعلامنا يتناول قضايا الإعاقة أحيانًا بطريقة ترسّخ هذه التمثلات السلبية؟ ثم كيف يمكننا جميعًا تجاوز المقاربة الإحسانية التي تستدرُّ العطف والتضامن مع هذه الفئة، إلى مقاربة قضايا الإعاقة من منظور حقوقي يرتكز على مبادئ الحق والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص؟ وأخيرا، هل يمكننا الحديث عن صحوة يعرفها المجتمع المدني الوطني اليوم في مجال الإعاقة؟ ألا يعكس توفرُ بلادنا على أكثر من ألف جمعية تهتمّ بمختلف الإعاقات تحوّلا في وعي المغاربة بقضايا الإعاقة؟". بهذه الأسئلة سيحاول ياسين عدنان فحص التمثلات النفسية الاجتماعية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة، وكذا مساءلة أدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية للطفل ذي الاحتياجات الخاصة في لقائه مع الدكتور رشيد الكنوني، مدير النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بوزارة الأسرة والتضامن، الباحث في مجال علم النفس الاجتماعي، ومؤلِّف كتابَيْ "التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق" و"الإعاقة بالمغرب: عنف التمثلات وممكنات التغيير".