ليس بالأمر الهين أن ترزق الأسرة بطفل به إعاقة، حيث يشكل ذلك منعطفا في مسار الأسرة بأكملها، وله تأثيرات في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والعاطفية والانفعالية. وبفعل تطور العلوم الإنسانية في مجال علم النفس وعلم الاجتماع وتنامي الحركات الإنسانية المهتمة بالخدمة الاجتماعية ومبادئ الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، أصبحت الرعاية الاجتماعية الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، تحظى بالاهتمام من طرف الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، وخاصة العاملين مع الأسرة وأولياء ذوي الإعاقة، فانتقل الاهتمام من التوجيه والإرشاد إلى التأهيل والتدريب للأسر والعاملين والمؤسسات المهتمة بالأطفال في وضعية إعاقة، ومن ثمة لم يعد الأمر مقتصرا على إلقاء الدروس والمحاضرات حول المشاكل المتعلقة بالإعاقة في أروقة المنتديات والجامعات، بل أثبتت الدراسات العلمية في الآونة الأخيرة، أهمية التدريب المركز على الأسرة في بعض البلدان الانجلو ساكسونية التي حققت نجاحات باهرة في إعداد برامج للتدخل وتأهيل ذوي الإعاقة وأسرهم عبر تشكيل مجموعات عمل ومشاركة أولياء الأطفال من أصحاب الإعاقة في فريق متعدد التخصصات من أجل التدخل المبكر لفهم نوع الإعاقة وتحديد نوع الدعم بطريقة مهنية وناجعة. ويهدف الدعم النفسي والاجتماعي، إشباع الاحتياجات الوجدانية للأفراد والأسر ومساعدتهم على فهم ذواتهم والوعي بمشاعرهم وردود أفعالهم واتجاهاتهم وقيمهم ومعتقداتهم بخصوص مشكلة الطفل ذي الإعاقة وعلاج ما يترتب عليه، بفعل الصراعات النفسية الداخلية وسوء التكيف الاجتماعي. تدريب أفراد الأسرة: وفي هذا السياق تقول إحدى السيدات التي شاركت في دورة تدريبية حول تأهيل أسر ذوي الاحتياجات الخاصة " المعرفة هي القوة"، والورشة التدريبية جعلتني أشعر بثقة أكبر عند التحدث والتواصل مع الخبراء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين حول ظروف ولدي المعاق واحتياجاته وكذلك تعرفت على الأماكن التي يمكن أن أذهب إليها والى من أتحدث بشأن ولدي إذا رغبت بالتزود بالمعلومات عوض الذهاب إلى المشعوذين " وقد أظهرت الدراسات المنجزة في هذا المجال أهمية التدريب بالنسبة للشخص في وضعية إعاقة والأسرة والمختصين والعاملين أيضا مع هذه الفئة من الناس. أثر التدريب على الطفل: يساهم في اتباع إجراءات سلوكية عامة مشتركة بين الأسرة والمدرسة وباقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية مما يسهل عملية متابعة تقدم ونمو الطفل، وزيادة فرص الاندماج والتكيف الاجتماعي وزيادة الاستجابات التي يتعلمها في المدرسة وإمكانية نقل أثرها للبيت والأسرة. أهمية التدريب بالنسبة للأسرة: يمكن من فهم احتياجات الطفل بطريقة صحيحة وعلمية وتزويد الأسرة بالمعلومات المتعلقة بنوع الإعاقة وطريقة التعامل معها وفهم تأثيراتها النفسية، كما يساهم في فهم احتياجات الأسرة ومشاكلها ووضع البرامج ووسائل التدخل من طرف المتخصصين. محمد الأرضي رئيس جمعية المساعديين الاجتماعيين