إلى روح زهرة بني معافة، أمنا الأخرى رحمة المعافية. لا شك أنها الآن تؤنس الموتى بحكاياتها العجببة أو تخضب أقدام العذارى ليرقصن في زفاف أمي) كمثل من ماتوا، جئت تفتشين عني في لغتي.. يا أمنا الأخرى، خبأت عطرك للآتي.. ففاحت أواخر العمر روائح الذكرى. يا أمنا الاخرى، بماء عينيك توضأت.. في شالك أعدت خاشعا صلاتي.. قبلت خفك الجبلي، نمت تحت أقدامك أشعاري وباقاتي. يا أمنا الأخرى، افتش في آهاتي عن زمن مستحيل.. من يخرج الغول من حكايتك* كي ينام في شعر لونجا الطويل الطويل..؟ من يمسخ الطفل عجلا * يخور تحت ظل أخته العذراء تساقط عليه دمعا وثمرا.. والأم تمسك بالحبل في جيده المنهوك ، وتغرق في العويل والعويل..؟ من يبدل الفتاة بالأقرع المشؤوم؟ من ينشد للبنات* اعلو بنا.. اعلو بنا ياصخرة؟ يا أمنا الاخرى، ما أحوال الطقس هناك..؟ أما زلت ترتقين قصدير قصرك البالي؟ أما زال الماء يقطر من ثقوبه قطرة ثم قطرة.. قطرة؟ أيقظي عمي من نومه المعتاد كي يطرد الريح والعواصف الهوجاء من الباب.. كي يصرخ : يارب لسنا من قوم عاد. أيها العشق المشتعل جمرا، أيها العشق الذي لا يموت، اعلو بنا.. أعلو بنا.. كي نطل على من ماتوا.. وقد أعيانا بباب القبر السكوت.. اعلو بنا.. اعلو بنا كي نطل على أمنا الأخرى.. فالفؤاد كقصدير بيتها المثقوب.. والحنين يقطر قطرة ثم قطرة.. ثم قطرة. هامش: من حكايات أمنا الأخرى العجيبة: الغول ولونجة : سرق الغول لونجة الجميلة في أيام البرد القارس والمطر.. وكان يفرش جزءا من شعرها الطويل ويتغطى بالجزء الآخر فأنقذها ابن عمها الفارس المغوار. * العجل والنخلة : حكاية عجيبة ومؤثرة مسخ فيها الطفل الوديع واليتيم عجلا مهددا بالذبح وأخته نخلة يأوي إلى ظلها طلبا للحنان.. * حكاية الغولة واحميدو الأقرع وسبع بنات..حيث فرت البنات من منزل الغولة باكرا ووضعن مكان أختهم الصغيرة ابن الغولة الأقرع، فالتهمته الغولة في الليل معتقدة أنه الفتاة الصغيرة.. لجأت الأخوات بعد فرارهن إلى صخرة طلبا للحماية وهن يرددن: اعلو بنا ياحجار، احنا يتامى صغار ..فعلت الصخرة بهن نحو السماء حتى لا تصل إليهن الغولة الراغبة في الانتقام. د. العلمي الدريوش. القنيطرة 2019 – 9 – 13