الحقيقة هي أن الكثير ممن يمتهن مهنة التعليم يسيء إلى المهنة ويسيء إلى ممتهنيها عامة، و ذلك من خلال عدد من الممارسات الغريبة التي لا تراها في باقي القطاعات و المجالات المهنية الأخرى إلا نادراً، ولعل أبرز هذه الممارسات ما يلي: _الحديث عن الحركة الوطنية و وعن الجذاذات و الاقتطاعات والأقدمية و و و، في المقهى أو في القطار أو الطاكسي أو في الشاطئ بحيث أنك ستتعرف بسهولة على مجلس رجال التعليم ولن تتعرف على مجلس موظفي باقي القطاعات الحكومية الأخرى. _ جميع المغاربة يعلمون راتب الأستاذ وتعويضاته و اقتطاعاته فيما لا يعلمون رواتب باقي ممتهني القطاعات الأخرى. _ نشر الوثائق المهنية والشخصية أحيانا في الفيسبوك بهدف إما السؤال أو التباكي في مختلف المجموعات دون أي اعتبار للسر المهني أو أثر نشر تلك الوثائق على حياته المهنية أو على زملائه في المهنة. _ التباكي من ظروف القطاع الذي نعلم جميعا حاله و مآله قبل الولوج إليه في الوقت الذي توجد فيه آلية تقديم طلب الاستقالة التي يمكنك ببساطة من التخلص من تلك الظروف التي تشتكي منها. _ عدد من الأستاذات والأساتذة يجعلون من المجموعات الفايسبوكية فضاء لنشر مشاكلهم الشخصية ورغباتهم الاجتماعية بشكل مستفز. هذه وعدد من السلوكات والتصرفات الأخرى التي لا تمت للمهنية بصلة ولا تؤكد إلا أن عددا من الأفراد يحتاجون فعلا إلى إعادة مراجعة مهنيتهم تقديرا للمهنة أولا و رأفة بزملائهم الذين يتأثرون بهذه الصورة التي تُسوق باسمهم.