في الوقت الذي يكتفي فيه أغلب رجال ونساء التعليم بالقيام بالأعمال المنوطة بهم وفق المنهاج الدراسي المحدد في الزمان والمكان، اختارت أستاذة للتعليم الابتدائي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعرائش خوض غمار “التجديد” في الحقل التربوي، من خلال وضع اللبنات الأولى لمشروع اختارت له اسم “ربّان الحروف”. وقالت الأستاذة حورية فيهري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن لديها “مجموعة من المشاريع التربوية، ومن ضمنها مشروع “ربان الحروف” الذي يهدف بالأساس إلى مساعدة المتعلمين الذين يعانون من صعوبات في تعلم الحروف، ويمكن تطبيقه أيضا مع الأشخاص الذين يرغبون في محاربة الأمنية من مختلف الأعمار”. وأضافت المتحدثة ذاتها أن اهتمامها بالتجديد في المجال التربوي دفعها إلى إنشاء مشروع “ربان الحروف” الذي يروم تسهيل بعض صعوبات تعلم الحروف لدى المتعلمين، من خلال إطلاق حملة تطوعية داخل المؤسسات التعليمية وبمحيط المستهدفين، من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعانون أيضا من الأمية”. وعن المنهجية المتبعة في المشروع، قالت حورية فيهري إن “المبادرة تنبني على تطوع عدد من المتعلمين المتمكنين من القراءة والكتابة، من أجل الانخراط والمساهمة في تعليم زملائهم المتعثرين، من خلال اتباع منهجية من ابتكاري تستخدم فيها تقنية تدوير النفايات والاستفادة منها في العملية التعليمية”. وأشارت الأستاذة ذاتها إلى أنه “من الممكن استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المشروع إذا توفرت الوسائل”، مضيفة أن “مرحلة التجريب التي تمت على مستوى المؤسسة التعليمية التي أشتغل بها وأيضا بإحدى إعداديات مدينة العرائش أعطت نتائج إيجابية ومشجعة، على الرغم من ضيق الوقت وصعوبة تخصيص حصص منتظمة للمشروع”. وأكّدت حورية أنها فازت رفقة زملاء لها بالمباراة الوطنية للأساتذة المجددين المبدعين، واختارتها شركة مايكروسوفت مربية مبتكرة خبيرة؛ فيما تحاول في الوقت الراهن التعريف بمشروعها ونشره وتوسيع دائرته، وتحفيز المتعلمين على المشاركة فيه بالإيجابية اللازمة. وقالت حورية إنها تحاول تقاسم فكرة المشروع مع أعضاء نوادي البحث التربوي والمشاريع التربوية المبتكرة، وتحفيز المتعلمين ببعض الأقسام الدراسية، من أجل إشرافهم لعب دور “المتعلّم الربّان” وتفاعلهم مع هذه الطريقة المبتكرة، مع إمكانية تطعيم المشروع بأفكار أخرى كلما تطلب الأمر ذلك.