قد يكون من المستغرب، أن تجد من يدعي الإنتساب إلى مدينة القصر الكبير، و لا يعرف خاي محمد .. أقصد خاي محمد الشرقاوي ! و القصري عندي (و ليس القصراوي)، هو من عاش بالمدينة سنين عددا- و ليس من ازداد بها فقط- وعايش، و استأنس بأهلها الطيبين ! و أهلها قطعا؛ ليسوا من تُسوّق الصورة السلبية بشأنهم حاليا ! و خاي محمد الشرقاوي، واحد من هؤلاء الطيبين ! و لعله واحد من أبرزهم ! فأن نكون من الهامش، لا يحول أن نُصنّف من بين الوجوه/المعالم المميزة للمدينة ! الهامش أرحب استضافة، و أجزل عطاء، وأنكر للذات، لو كنتم تشعرون ! فقلب خاي محمد رحب؛ بما كفى، و يكفي لإحتضان المئآت من اليافعين و الشباب .. و أريحية خاي محمد حاتمية؛ بما كفت، و تكفي للبذل و العطاء، على امتداد أكثر من خمسين سنة .. و نكران الذات عند خاي محمد معين لا ينضب؛ فقد عرفته منذ عقود، و لم أسمعه يوما يسأل لنفسه، أو يشكو همومه الشخصية ! خاي محمد حمل هما واحدا؛ كيف يساهم من باب الرياضة – كرة القدم على وجه التحديد-، في تقديم وجه جميل لمدينة القصر الكبير ! خاي محمد الشرقاوي، اكتشف معادن ثمينة .. أبعد المئات من اليافعين و الشباب من براثن المخدرات و الإنحراف .. و أمتع الآلاف بلحظات لا تُنسى؛ بمباريات الساحرة المستديرة ! و في سبيل تحقيق ذلك؛ تحمل خاي محمد الكثير من العنت، و الألم .. و الكثير من الإهانات و سوء الظن ..!!؟ كانت إجاباته – كلما طرق باب أحدهم – في كثير من الأحيان، كجواب ذلك الغني ( الذي أنفق ثروثه على الفقراء، فلما نضبت، لجأ إلى أصدقائه الميسورين يستجدي للمحتاجين. حدث مرة – و بعد إلحاح منه – أن صفعه أحد الأثرياء آمرا إياه بالإبتعاد، فأجابه صاحبنا : هذه الصفعة لي، لكن، ماذا نويت أن تقدم لأصدقائي الفقراء ؟) !! حال خاي محمد؛ لم يشذّ عن حال صاحبنا الغني ! و قد عيل صبر من راهن على تراجع و خفوت همة خاي محمد ، و صبر خاي محمد أثبت أن الرجل ذو معدن أصيل ! احتجنا لسنوات طوال؛ لنتيقن من صدق الرجل؛ و قد كان أمرا رائعا أن لم تخب الظنون ! اليوم، وقد تداعى الكثير من الشرفاء، و الأصلاء من أبناء المدينة لتكريم الرجل، وجدتني مطوقا بالإدلاء بشهادة متواضعة، لعلها تفي صديقنا خاي محمد بعض أفضاله ! شكرا سي محمد .. سأكون حاضرا إن شاء الله يوم التكريم .. يوم العرفان !