الدكتور الريسوني في محاضرة بالقصر الكبير حول الدعوة والدعاة زمن الربيع العربي : يدعو إلى مواجهة بعض الجماعات الطائفية المستقوية بالخارج. يتأسف عن تقسيم الدعاة إلى معسكرين وعن إقبار رابطة علماء المغرب ويعتبر جامعة القرويين من أتعس الجامعات "الدعوة والدعاة في زمن الربيع العربي " موضوع المحاضرة التي أطرها الدكتور أحمد الريسوني بدعوة من الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير، وتنسيق مع فرع حركة التوحيد والإصلاح بالمدينة ،و جمعيىة الدعوة الإسلامية بشفشاون، وذلك بالقاعة الكبرى للعروض التابعة للمجلس البلدي، مساء الأحد 28 أكتوبر 2012 . بداية قدم الدكتور الريسوني ربطا بين الدعوة والدعاة زمن الربيع العربي، وذلك بعد اتساع مساحة الحرية من جهة ،والتخوف الذي أبداه البعض من التحولات التي عرفتها بعض الأنظمة العربية ووصول الحركات الإسلامية إلى مراكز القرار بها . و قدم الدكتور أحمد الريسوني نماذج من سبل الدعوة المبنية على إستراتيجية إيجابية ،من ذلك الاستغلال الجيد للمساجد ومنابرها الدعوية ،عبر الخروج عن المعالجة التقليدية بما في ذلك برامج محو الأمية إذ لم يعد الأمي ذاك الذي يجهل مبادئ القراءة والكتابة بل هناك أمية أخرى بمستويات وظيفية وحضارية وتقنية. - استغلال الفنون ما دامت في أصلها ترسخ المعتقدات السامية ،ومن تم لابد من أن نؤسس لفنون بناءة تجمع بين البعد الجمالي والبعد التربوي . - تطوير الاحتفال والاحتفاء بالمناسبات الدينية والوطنية، ونشر القيم الإنسانية النبيلة بإقامة تظاهرات كبرى. - الدعوة باعتماد أساليب عملية تعالج بعض المعضلات الاجتماعية ومن ذلك مبادرة التزويج الجماعي للشباب ما دام في ذلك " سد باب من أبواب الفساد " وختم الدكتور أحمد الريسوني عرضه بالدعوة إلى تفعيل الخطاب الدعوي وتعميقه في المجتمع المغربي الذي يواجه بعض الخطابات والدعوات الطائفية التي تدعو للجهر بالإفطار أو الشذوذ أو التخلي عن الاحتفال ببعض الأعياد التي تعد شعائر من شعائرنا الدينية ،، إنها الطائفية الجديدة - حسب تعبير الريسوني- والتي لا تتوانى عن الاستقواء بالخارج ضد مصالح البلاد . فسحة النقاش أثمرت نقاشا حول الميزة التي منحها الحراك العربي للدعوة ،والتشكيك في بعض الخطابات الدعوية الرسمية، والدعوة إلى مقاربة عملية لا خطابية ،وأدوار العلماء في توجيه سفينة الربيع العربي حتى يزهر . في رده تأسف الدكتور أحمد الريسوني عن وجود ما يقسم الدعاة إلى معسكرين: رسميين وغيرهم، وعن التدهور الذي طال جامعة القرويين ووصفها بأتعس الجامعات حيث تخلت عن الدور التوازني ألاعتدالي الذي كانت تقوم به في الماضي ضد مظاهر التطرف. وتأسف الريسوني كذلك عن إقبار وتصفية رابطة علماء المغرب ،واستبدالها بإطار آخر يخدم أجندة معينة، وخلص إلى أن السلطة حين تتدخل في أدوار العلماء فإنها تفقدهم ثقة المجتمع ما داموا يفتقدون لمبدأ الاستقلالية الذي يجب تعميمه وعدم اقتصاره على قطاعات معينة كالدعوة لاستقلال القضاء وما إلى ذلك. وقد كانت المناسبة فرصة لتوقيع اتفاقية شراكة بين الجمعية الإسلامية بالقصر الكبيروجمعية الدعوة الإسلامية بشفشاون. شروط التعليقات الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس عن رأي ksar24.com