اختتمت يوم السبت 03 مارس 2012 فعاليات القافلة التحسيسية بأهمية المحافظة على التراث الثقافي بمدينة القصر الكبير، التي نظمها فريق العمل المحلي لحماية التراث الثقافي للقصر الكبير خلال الفترة الممتدة ما بين دجنبر 2011 و فبراير 2012 ، بشراكة مع جمعية المبادرة للثقافة وإنعاش التراث بإقليم العرائش والملحقة الإقليمية لوزارة الثقافة بالعرائش والمندوبية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعرائش، ومؤسسة cirem وبلدية مدينة برشلونة وبرنامج ART GOLD وبتعاون مع المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، حيث استفادت من أنشطة هذه القافلة كل المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية الإعدادية والثانوية التأهيلية بالمدينة، من خلال برامج متنوعة تهدف إلى التحسيس بقيمة وأهمية المحافظة على التراث الثقافي وإنعاشه بمدينة القصر الكبير، كما وقع تلاميذ المؤسسات على ميثاق شرف للمحافظة على التراث الثقافي للمدينة. وقد تنوعت أنشطة هذه القافلة حسب المستويات الدراسية، حيث استفاد تلاميذ الثانوي التأهيلي من عروض حول الموروث الثقافي لمدينة القصر الكبير، تلتها ورشات حول وضعية التراث الثقافي وأهميته في التنمية المحلية للمدينة تختتم بصياغة توصيات التلاميذ في مجال المحافظة وإنعاش التراث بالقصر الكبير ، في حين نظم دوري ثقافي تراثي بين الثانويات الإعدادية في المدينة، تمحورت أسئلة مسابقات هذا الدوري كلها حول تاريخ وتراث المدينة الثقافي، حيث كان هدف فريق العمل المحلي خلق جو من المنافسة من أجل تشجيع التلاميذ على البحث في كل ما يتعلق بالتاريخ والتراث الثقافي المحلي، وقد توجت ثلاثة من أصل تسعة ثانويات إعدادية بالمراتب الأولى، أما فيما يخص تلاميذ 24 مؤسسة ابتدائية عمومية وخصوصية، فقد نظم فريق العمل المحلي صبيحة تربوية ترفيهية تمثلت في مهرجان ألعاب بلا حدود، حيث تمحورت هذه الألعاب حول الموروث الثقافي بهدف إيصال المعلومة التراثية لأطفال المستوى الابتدائي عن طريق بيداغوجية اللعب، واختتم هذا المهرجان بتنظيم عرض مفتوح في وجه أطفال المدينة في ساحة عمومية تضمن عروضا بهلوانية وألعاب سحرية، مما خلق جوا للمتعة وسط التلاميذ والأطفال مصحوبا بتلقيهم لمعلومات حول تاريخ وتراث المدينة الثقافي. وقد تضمن برنامج هذه القافلة إجراء مسابقتين فنية وأدبية، حيث تبارى مجموعة من التلاميذ حول الجوائز الثلاثة الأولى في المسابقتين اللتان كان موضوعهما التراث الثقافي للمدينة، وقدم المتنافسون أعمالا عبارة عن رسومات تمثل مختلف مظاهر التراث الثقافي المادي واللامادي، في حين شارك المتبارون في المسابقة الأدبية بمقالات وقصائد حول نفس الموضوع. وعلى صعيد آخر أشرف فريق العمل المحلي على ورشات لتلاميذ الثانوي التأهيلي بمدينة القصر الكبير، أصدروا من خلالها التوصيات التلاميذية الأولى حول الموروث الثقافي للمدينة، مثلما أجرى فريق العمل استطلاعا للرأي هم عينة من 405 تلاميذ ينتمون إلى مختلف المستويات، حيث عبئوا استمارات تتضمن أسئلة حول الجوانب التاريخية والتراثية لمدينة القصر الكبير لقياس مدى إلمامهم بهذا الجانب، وقد أسفر هذا الاستطلاع عن نتائج مهمة، بينت بالملموس حاجة الفئات التلاميذية إلى أنشطة تحسيسية حول التراث الثقافي والتاريخي للمدينة. كما تم إنجاز مجموعة من البرامج الأخرى ضمن فعاليات القافلة التحسيسية، حيث تم إنتاج شريط وثائقي تحت عنوان ( القصر الكبير، عمق التاريخ وغنى التراث )، تضمن هذا الشريط ربورطاجا مصورا حول مختلف مظاهر التراث الثقافي لمدينة القصر الكبير، وهو من إنجاز فريق العمل المحلي، وفي نفس السياق ألف الفريق كتيبا يحمل نفس العنوان تطرق إلى مختلف المحطات التاريخية للمدينة وأهم مظاهر تراثها الثقافي سواء المادي أو اللامادي، كما قام الفريق بإصدار مجلة القافلة التحسيسية والتي تضمنت معلومات عن المدينة وفريق العمل المحلي وبرنامج القافلة وصورا لأنشطتها المختلفة. وقد اختتم فريق العمل المحلي فعاليات القافلة بتنظيم ندوة ختامية، عرفت حضور شركاء المشروع وممثلين عن المؤسسات التعليمية وفعاليات المجتمع المدني بالقصر الكبير، حيث انصبت مختلف التدخلات على تثمين هذه القافلة وأهميتها، كما ثمنت مجهودات فريق العمل المحلي في سبيل التحسيس بقيمة التراث الثقافي لمدينة القصر الكبير، وتم عرض شريط وثائقي لمختلف أنشطتها وتقديم الموقع الإلكتروني الجديد للتراث الثقافي بإقليم العرائش www.larachepatrimoine.com، وقد اختتمت فقرات هذه الندوة الختامية بإعلان أسماء التلاميذ والتلميذات والمؤسسات الفائزة في مختلف المسابقات، وتسلم المتوجون شواهد تقديرية وجوائز مالية مهمة تراوحت ما بين 1500 و300 درهم للمتوجين في المسابقتين الأدبية والفنية، في حين تسلم تلاميذ المؤسسات الابتدائية ما بين 300 و200 درهم لكل تلميذ ضمن فرق مؤسساتهم المتوجة في مهرجان ألعاب بلا حدود. يذكر أن فريق العمل المحلي لحماية التراث الثقافي بمدينة القصر الكبير، يتكون من فعاليات المجتمع المدني في المدينة وأساتذة وطلبة باحثين في التاريخ والتراث، وشخصيات من مختلف المشارب الثقافية والفنية والرياضية والسياسية، وتعتبر هذه التجربة من التجارب المتميزة على الصعيد الوطني في ما يتعلق بالجانب التحسيسي لدى التلاميذ بقيمة وأهمية المحافظة على التراث الثقافي ودوره في التنمية المحلية.