أحيانا كثيرة , يأخذنا الحنين للبحث في الذاكرة عن ناس نلتقي بهم في الحياة , وفجأة نفترق عنهم , دون عودة. الجميل في هؤلاء الناس , أنهم يحبوننا دون قيد أو شرط , يحبوننا لذواتنا , يحترموننا , يسعدون بلقائنا ويشتقون إلينا حتى وان كان كل مايعرفونه عنك سوى مجرد بعض السطور. ونحن أيضا نبادلهم نفس الشعور , وربما أكثر وأكثر. لأنك تعلم أن حبهم لك خالص من أي منفعة أو غاية شخصية. ناس روحك ترقى بتواجدهم , وفؤادك يتعطر بصحبتهم , ووجهك يبتسم حينما يخبرونك بأنهم سعداء بتواجدك. عندي شعور أن هؤلاء الناس حتى وان رحلوا دون عودة , لازالت رائحة الياسمين تجرهم إلينا , لأنهم مثلنا عاشقون لها . شعور معطر بالمرمرية والفل في صباح يوم ربيعي يخبرني بان هناك ناس حبهم لنا غير عادي , يعشقوننا أكثر وأكثر , حتى وان قسونا عليهم لايفوتون فرصة لاغمارنا بالسعادة. شعور جميل يجعلك تحس بالطمأنينة والراحة لأن هناك من هم يقفون خلفك , سيلتقطونك إذا ما أراد احدهم إسقاطك. شعور يقول لك لاداع لرجاء القمر , واستعطاف النجم , ولاداعي لتيه في نسمات الندى في ساعة الفجر. لاداعي لكل هذا يكفي هذا الشعور , شعور نبيل , فهم لايزالون يتذكرونك حتى بعد رحيلهم عنك إلى الأبد , وأنت لازلت تتذكرهم حتى بعد رحيلك عنهم إلى الأبد.