صعد المنتخب العراقي للدور قبل النهائي من بطولة كأس العرب لكرة القدم التي تستضيفها السعودية حالياً وذلك بعد تعادله مع منتخب السودان 1- 1 في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة في ختام مباريات المجموعة الثالثة وبهذه النتيجة تصدر العراق المجموعة برصيد 7 نقاط .. بينما إحتل المنتخب السوداني المركز الثاني برصيد خمس نقاط .. ويلتقي منتخب العراق مع نظيره المغربي ليصعد أحد الفريقين للمباراة النهائية . غلب الإلتزام التكتيكي والقوة على الأداء المهاري من الفريقين حيث تبادلوا السيطرة على مجريات المباراة وأحرز للعراق سلام شاكر ( د 5 ) وللسودان أحمد الخضر ( د 9 ) . زيكو المدير الفني للمنتخب العراقي دخل المباراة وهو يضع في حساباته أن الهزيمة تعني خروجه من البطولة مبكراً والتعادل أو الفوز يصعدان به للدور قبل النهائي فلعب بتوازن بين الدفاع والهجوم معتمدا على خبرة بعض لاعبيه الكبار وإعتمد على طريقة 4- 3 – 2 -1 بتقدم حمادي الطائي بمفرده في المنطقة الأمامية كرأس مثلث ومن خلفه مصطفى كريم وعلاء عبد الزهرة . في المقابل لم يكن لفاروق جبرة المدير الفني للمنتخب السوداني أي خيار غير الفوز بالمباراة للصعود ولذلك لجأ للمغامرة ولعب بتشكيل يميل للهجوم معتمداً على قوة وسرعة لاعبيه الذين يجيدون إستغلال المساحات فلعب بطريقة 4-2-3-1 بتقدم محمد عبد المنعم عنكبة في المقدمة ومن خلفه الثلاثي أحمد خضر وأحمد صالح أدريس ونصر الدين المر رغبة منه في إمتلاك منتصف الملعب ويهاجم بأربعة لاعبين . جاءت البداية ساخنة من الفريقين حيث رفض لاعبو المنتخبين المرور بفترة الإستكشاف وجس النبض ففي الدقيقة الخامسة من اللقاء أرسل أحمد ياسين عرضية من ركلة ركنية للمنتخب العراقي قابلها سلام شاكر قائد الفريقه بقدمه لتسكن شباك الحارس السوداني إيهاب عبد الفتاح محرزا الهدف الأول لإسود الرافدين ومعلناً عن بداية قوية للقاء . لم يكن الهدف المبكر محبطاً أو مربكاً لصقور الجديان بل إتجهوا للهجوم للعودة للمباراة سريعا وتحقق لهم ما أرادوا في الدقيقة التاسعة ومن ركلة ركنية أيضاً قابلها أحمد خضر برأسه إصطدمت بالعارضة ثم سكنت شباك نور صبري حارس العراق ليتعادل الفريقان في أول 10 دقائق من المباراة في كل شئ سواء الأهداف أو الركلات الركنية أو الأداء . وضحت الإستراتيجية الهجومية لزيكو المدير الفني للمنتخب العراقي حيث إعتمد على الجانبين من خلال إنطلاقات مصطفى كريم من الجهة اليسرى وأحمد ياسين الذي سيطر على الجبهة اليمنى بينما ينضم علاء عبد الزهرة لحمادي الطائي داخل منطقة الجزاء لإستقبال عرضيات الطرفين وبذلك إنعدمت خطورة مصطفى كريم خلال هذا الشوط . بينما جاء التكتيك الهجومي لفاروق جبرة معتمدا على إرسال الكرات الأمامية خلف المدافعين العراقيين مستغلا سرعة ومهارة عنكبة وأحمد الخضرفي تشكيل خطورة بسبب المساحات الخالية أمام خط دفاع المنافس .. وفي مرحلة التحضير طالب لاعبيه بمحاولة الإختراق من العمق نظرا لطول المدافعين العراقيين الذين يجيدون التعامل مع العرضيات . حاول كل فريق إستغلال نقاط قوته في المباراة للخروج متقدما في الشوط الأول وكانت هجمات السودان أخطر على المرمى والأكثر فاعلية لسرعة نقل الكرة من الدفاع للهجوم وأهدر نصر الدين المر أخطر الفرص في الدقيقة 30عندما إنطلق من المنتصف وسدد بقوة ولكن الحارس نور صبري تصدى للكرة بصعوبة ثم شتتها الدفاع بينما لم تشكل الهجمات العراقية خطورة على المرمى للرقابة الدفاعية اللصيقة وينتهي الشوط بالتعادل 1-1 بين الفريقين . أجرى زيكو المدير الفني لإسود الرافدين تغييرا مع بداية الشوط الثاني حيث دفع بفريد مجيد بدلا من قصي منير الذي لم يظهر بمستواه في الشوط الأول ووضح إختلاف الأداء للمنتخب العراقي حيث تقاربت خطوطه وإنضم مصطفى كريم لحمادي الطائي كرأس حربة ثان وبدل زيكو طريقته إلى 4-4-2 فسيطر على بداية الشوط الثاني وشكلت الجبهة اليسرى التى إحتلها أحمد ياسين وحسام كاظم بعض الخطورة من خلال العرضيات على المرمى السوداني . لم يقف فاروق جبرة المدير الفني لصقور الجديان موقف المشاهد بعدما شعر بإن منتصف الملعب ذهبت سيادته للعراق فبعد 10 دقائق من البداية أجرى تغييره الأول حيث دفع باللاعب أمين أنقلو بدلا من أحمد ادريس بهدف عودة إمتلاك منتصف الملعب لفريقه وبالفعل تحسن الأداء السوداني نوعيا ولكن لم تختلف إستراتيجيته الهجومية التي تعامل معها الدفاع العراقي جيدا . إستمرت محاولات الفريقين فالعراق يخشى من مفاجاَت الأوقات الأخيرة ويريد أن يحرز هدف الإطمئنان .. بينما السودان يريد إحراز هدف الصعود وهاجم بضراوة في الدقائق الأخيرة ولكن تسديدات البديل علي النعيمي مرت بجوار القائم الأيسر وكانت الكلمة العليا لدفاعات الفريقين حيث لم تمثل الهجمات أي خطورة على الحارسين لينتهي اللقاء بالتعادل 1-1 ويتصدر العراق المجموعة الثالثة ويلتقي بالمغرب في الدور قبل النهائي .