اليوم وغدا ستنطلق في إفريقيا وأسيا التصفيات المؤهلة الى كاس العالم 2014 في البرازيل؛ وأنا لا أعرف الحقيقة لماذا العرب يحبون تصغير حتى بعض إنجازاتهم القليلة؟... كأنهم قوم التشاؤم سكنهم من فروة رؤوسهم الى أخمص أقدامهم ... فكل شوية يطلع لنا محلل في الشاشة ينوح على رياضتنا أو مقدم برامج يشتكي على حالنا أو معلق يصرخ على خراب فرقنا او كاتب يعبر عن ضعفنا او مناصر يسخر من لاعبينا!.. حتى سكن الضعف اجسادنا والشؤم عقولنا ولامس الفشل قلوبنا. صحيح ان ذلك قد يكون صحيحا في ميادين الاخرى. لكنني لا اراه صحيحا في الرياضة بل ارى عكس ذلك تماما: انني ارى ان العرب متقدمين رياضيا.. نعم ان العرب متقدمين رياضيا في كرة اليد والعاب القوى وكرة السلة وحتى كرويا.. قد يقول لي احدكم: كيف تقول هذا هل انت جئت من كوكب اخر؟! هل انت من سكان بلوتو او نيوتن؟! كيف العرب متقدمين ولا يتاهل منهم الى كاس العالم الا فريق او اثنان فقط؟! أجيب وأقول: نعم متقدمين ونص.. لانك إذا حسبتها بالورقة والقلم ستجد ان عدد بلاد العرب قليل مقارنة بالرقعة الجغرافية اللتي ينتمون لها في أسيا او إفريقيا.. اما الانجازات فأراها مميزة.. عندك في القارة السمراء مثلا: بطل القارة في اّخر خمسة كؤوس للامم كان عربيا في أربع مناسبات.. بطل إفريقيا للأندية في أكثر المرات يكون عربيا في رابطة الابطال او كاس الكاف.. وفي كل مرة خلال تصفيات كاس عالم يصعد على الأقل فريق عربي او اثنان الى كاس العالم و و..الخ اما في "القارة الصفراء" (اسيا) فعندك: بطل اسيا من 5 سنوات كان عربي (العراق) كما وصيفه (السعودية) عندك اليوم 5 فرق من 10 في المرحلة الاخيرة من تصفيات كاس العالم عرب.. عندك فريق السد احرز كاس اسيا العام الماضي و و..الخ أليست كل هذه الانجازات كافية لازالة الشكوك ام يبقى العربي دائما يقارن بلده كرويا مع البرازيل وايطاليا والمانيا واسبانيا الذين يملكون تقاليد، وظروف، واجواء اخرى؟!.. * ماهر عدنان قنديل: كاتب (سوري/ جزائري)