ليلة الجمعة الماضية لم تكن كغيرها من الليالي بالدارالبيضاء. لا أحد كان يتصور أن تشهد المدينة شغبا مماثلا لذلك الذي سبق ورافق وتلا مباراة الوداد البيضاوي ضد النادي القنيطري برسم الدورة 23 من البطولة الوطنية. وسيلة جديدة لفرجة مجانية قبل انطلاق المباراة وقعت مواجهات بين الأمن وجمهور الوداد البيضاوي. عدد كبير من أنصار الفريق الأحمر شرعوا في رشق عناصر الأمن المكلفة بحراسة أبواب الملعب بالحجارة لإجبارها على التراجع وبالتالي الدخول إلى الملعب بدون جمهور مما تسبب في حصول مواجهات بين الطرفين. الأمن نجح في تطويق الموقف ليعود الهدوء وتنطلق المباراة لكن التوتر ظل حاضرا في المدرجات. حداد قنيطري وتوتر في المدرجات أثناء توجه المشجعين القنيطريين إلى مدينة الدارالبيضاء لمتابعة مباراة الجمعة اصطدمت شاحنة لنقل البضائع بأخرى كانت تقل مشجعين قنيطريين لتكون النتيجة هي مقتل مشجع قنيطري وإصابة 15 آخرين بجروح. هذا الحداث خلف حزنا كبيرا في صفوف أنصار الكاك عبروا عنه من خلال رسم كلمة «حداد» بأجسادهم في المدرجات. بعد ذلك انخرط جمهور الفريقين في عملية التشجيع قبل أن تحصل مناوشات مباشرة بعد تسجيل الكاك هدفه الأول عن طريق النيجيري إريك أوبينا في الدقيقة الثامنة. بعض أنصار الوداد شرعوا في القفز في اتجاه مدرجات الجمهور القنيطري لتحصل مواجهات بين الطرفين استعملت فيها الحجارة والشهب النارية كوسيلة للتراشق في المدرجات. مواجهات وجد الأمن صعوبة كبيرة في إيقافها. أسلحة و«شهب» في صدام عنيف الهدوء لم يستمر طويلا. قبيل وبعد تسجيل الوداد البيضاوي لهدف التعادل بفضل ضربة جزاء نفذها بنجاح محمد برابح في الدقيقة 45 ازدادت حدة التوتر. مشجع ودادي قفز إلى الجهة المخصصة لجمهور الكاك تعرض للضرب المبرح على يد المشجعين القنيطريين قبل أن يتدخل أربعة من رجال الأمن لتخليصه. الأمور ازدادت تعقيدا بعد قيام مشجعين وداديين بمغادرة الملعب قببل أن يظهروا فجأة في المدرجات المخصصة لجمهور الكاك بعدما خرجوا من أواب مدرجات «فريميجة» ودخلوا من أبواب مدرجات «المكانة» لينخرطوا في مواجهات عنيفة مع الضيوف استعملت فيها الشهب النارية والحجارة وأسلحة حادة مختلفة بينها مدي وسكاكين من الحجم الكبير. حضور عزيزات أمنية مكن من تفادي الأسوأ ومع ذلك فقد بلغت الحصيلة 15 مصابا بجروح بعضها يكتسي خطورة كبيرة نقلوا إلى مستشفى ابن رشد لتلقي العلاج بينهم 10 من رجال الأمن. 9 مشجعين وداديين أصيبوا بدورهم لكن ليس بسبب المواجهات وإنما نتيجة انقلاب سيارة نقل بضائع «هوندة» كانت تقلهم. عدد المعتقلين وصل إلى 176 شخصا نقلوا إلى ولاية أمن البيضاء قبل أن تتم إحالة 82 منهم على النيابة العامة. رعب بالمحطة والطريق السيار كابوس الشغب لم ينته بمجرد انتهاء مباراة الوداد ضد النادي القنيطري. بعد مشجعي الكاك ومستعملوا الطريق السيار الرابط بين البيضاء والرباط تعرضوا لرشق عشوائي بالحجارة من طرف مجهولين. بعض السائقين اضطروا إلى السير عكس مسار الطريق هربا من الحجارة المتساقطة. محطة الوازيس لم تسلم بدورها من الهجوم بالحجارة والشهب النارية من طرف مشجعين وداديين حاولوا النيل من نظرائهم القنيطريين، الذين أحيطوا بحراسة مشددة منعا لحصول الأسوأ.