فيميجان في الطائرة والأمن يواجه جمهور الوداد بالقنابل المسيلة للدموع عرفت مباراة الوداد أحداث شغب عديدة، إنطلاقا من الدارالبيضاء ووصولا إلى مطار قرطاج ومنه إلى رادس، والحصيلة إصابات خطيرة في صفوف مناصرين منهم من عاد إلى أهله ومنهم من ما زال يرقد وحيدا في مصحة تونسية بمدينة ابن عروس، ومنهم من يوجد رهن الإعتقال، بدأت الحكاية حين أقلعت طائرة تابعة للخطوط التونسية مساء يوم الجمعة في اتجاه تونس، وفي الأجواء المغربية لاحظ طاقم الطائرة أن أعدادا من مناصري الوداد يهتفون بإسم فريقهم وكأنهم فوق المدرجات مما جعل إحدى المضيفات تنبه المسافرين الحمر إلى خطورة الوضع، لكن المفاجأة كانت أكبر مما توقعها الطاقم الفني للطائرة، حين أشعل أحد الشبان شهبا نارية أحدثت رعبا حقيقيا بين الحاضرين الذي سرعوا في قراءة الشهادة إستعدادا للأسوأ. وعلى الفور قام ربان الطائرة بالعودة إلى نقطة الإنطلاق وسلم ثلاثين شابا لشرطة المطار، التي قررت متابعتهم، وفور العودة قرر مجموعة من المسافرين النزول وعدم استكمال الرحلة التي بدأت على نحو كارثي، وقال أحد الوداديين المشاركين في الرحلة المرعبة، إن أغرب شيء في هذه النازلة هو كيف دخلت عشرات الشهب النارية إلى المطار دون أن ترصدها أجهزة الأمن: «لقد قررت ألا أعود إلى الطائرة وفضلت استكمال سفري برا إلى مراكش لأتابع دوري إل جي». الفصل الثاني من محنة المشجعين الوداديين بدأ عند مشارف ملعب رادس، حين كانت الحافلات التي تقل المناصرين المغاربة تقترب من المركب الأولمبي، لتفاجأ بسيل من الحجارة تحطم زجاج الحافلات التي واصلت طريقها وسط حطام وحالة من الهلع، وكأننا في مشهد مستقطع من الحروب الأهلية. وفي مدرجات ملعب رادس إستمرت المناوشات بين رجال الأمن وجمهور الوداد، قبل أن يقدم أحد أفراد الحرس التونسي على تمزيق العلم المغربي مما إستفز الحاضرين، حيث ثار الأنصار ضد هذا الفعل الشنيع وتحولت المدرجات إلى ساحة للدم، إثر هجوم شرس على المنطقة من طرف بوليس يطالب المغاربة بمغادرة الملعب فورا، مع قصف عشوائي بالغازات المسيلة للدموع والتي جعلت الكثير من مرافقي الوداد يتساقطون بفعل الإختناق، فيما داست أجسادهم كائنات هاربة من جحيم رادس. ونقل ثلاثة أشخاص إلى مستشفى بمنطقة بن عروس على متن سيارات إسعاف، بينما قدم طبيب الوداد الإسعافات الضرورية لمجموعة من المصابين، الذين تم تكديسهم في حافلات بدون نوافذ واقتيدوا إلى المطار مباشرة بعد انتهاء المباراة، بعد أن تلقوا حصصا من الجلد، بإيعاز من مسؤول أمني رفيع المستوى كان يحث أفراد فرقته على ضرب «المروك»، فيما تعرض مسؤولون وداديون لاستفزازات مهينة، ولم تنفع محاولات المسؤول الأمني للوداد كارا من منع هذا الهجوم، فيما شوهد ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنسق المباراة وهما يغادران الملعب دون أن يحركا ساكنا. وتحدثت أنباء عن إصابات خطيرة في صفوف ثلاثة مشجعين، دون أن يسمح لنا الطاقم الطبي بزيارتهم في مصحة ابن عروس غير بعيد عن ملعب رادس، ومن أبرز المصابين مانولو، كما تعرض المصور الصحفي اليمني لإصابات متفاوتة الخطورة وصودرت آلة التصوير التي كانت في حوزته. وامتدت أعمال العنف إلى مطار قرطاج، حيث فوجئ أفراد الوداد البيضاوي وهم يصلون إلى المطار، بثلاثة أشخاص قيل إنهم من أقرباء لاعب الترجي خالد القربي جاؤوا إلى محطة قرطاج للإنتقام من اللاعب لمسن بسبب تعنيف القربي، ودارت معركة قوية في ردهات المطار شارك فيها اللاعبون بمن فيهم المصابان لمياغري والخالقي هذا الأخير تكسر عكازه الفولاذي من شدة الإصطدام. من جهة أخرى قال سفير المغرب في تونس، إن وزير الشباب والرياضة التونسي قد اتصل هاتفيا بوزير الداخلية وأشعره بخطورة الوضع، وأضاف أن الداخلية التونسية ستفتح تحقيقا في الحادث الدامي، الذي أعاد إلى الأذهان موقعة أم درمان بين المصريين والجزائريين.