قبل عدة شهور ، شعر المدرب جوسيب جوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة الأسباني لكرة القدم أنه بحاجة إلى تدعيم صفوف فريقه بمواهب هجومية جديدة استعدادا للتطور المرتقب في مستوى أداء منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد. وانتاب هذا الشعور جوارديولا عقب مباراتي الفريقين في الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي وكذلك في مباراتهما المثيرة بنهائي كأس ملك أسبانيا حيث جرت المباريات الثلاث في غضون أيام قليلة. وأكدت المباريات الثلاث لجوارديولا أنه يحتاج إلى تجديد دماء خط هجومه من أجل مواصلة التفوق على ريال مدريد الذي فشل في تحقيق أي فوز على برشلونة في مباريات الدوري الأسباني منذ أن تولى جوارديولا قيادة الفريق الكتالوني في عام 2008 . وخلال هذه المباريات الثلاث التي جرت في غضون أسبوعين فقط بشهري نيسان/أبريل وأيار/مايو الماضيين ، عانى برشلونة كثيرا أمام مرمى ريال مدريد وأهدر الهجوم الكتالوني العديد من الفرص في مواجهة التألق الواضح من إيكر كاسياس حارس مرمى الريال والذي قاد فريقه للفوز 1/صفر في نهائي الكأس بينما انتهت مباراتا دوري الأبطال بفوز برشلونة 2/صفر ذهابا والتعادل 1/1 إيابا. وأيقن جوارديولا أنه بحاجة إلى مهاجم جديد يجدد به نشاط الهجوم الكتالوني. ووجد المدرب القدير ضاالته في المهاجم التشيلس الدولي الشاب أليكسيس سانشيز /22 عاما/ الفائز بلقب أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الموسم الماضي بعد عروض وأهداف رائعة مع فريقه السابق أودينيزي. وجاء تعاقد برشلونة مع اللاعب بعد عملية طويلة من الاستكشاف والمراقبة ثم المحادثات بين جوارديولا وصديقه الحميم الأرجنتيني مارسيلو بييلسا. وكانت أبرز الصفات التي دفعت جوارديولا وبرشلونة للتعاقد مع أليكسيس هي تميزه بالمراوغة واستغلال المساحات الخالية واللياقة البدنية العالية والشخصية المتواضعة. ويتميز أليكسيس بالتنوع الهجومي الذي يساعده على الاندماج والانسجام مع الأرجنتيني ليونيل ميسي في هجوم الفريق بشكل أفضل وأكثر سرعة من ديفيد فيا وبدرو مهاجمي برشلونة والمنتخب الأسباني. وانتقل أليكسيس إلى برشلونة مقابل 26 مليون يورو (نحو 35 مليون دولار) لأودينيزي الذي تلقى عروضا أفضل من أندية أخرى مثل مانشستر يونايتد الإنجليزي ولكن رغبة اللاعب حسمت الصفقة للنادي الكتالوني. وبعد أيام قليلة من مشاركة أليكسيس مع منتخب تشيلي في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها الأرجنتين في تموز/يوليو الماضي ، دفع جوارديولا باللاعب ضمن التشكيل الأساسي للفريق في ذهاب كأس السوبر الأسباني أمام ريال مدريد. وكانت هذه المباراة تجربة للاعب في مباريات الكلاسيكو قبل الدفع به في لقاء الكلاسيكو 216 أمس الأول السبت والذي سجل فيه الهدف الأول (هدف التعادل) لبرشلونة وقدم عرضا رائعا ليقود الفريق إلى الفوز 3/1 على مضيفه ريال مدريد. وكافأ أليكسيس مدربه جوارديولا على الدفع به في لقاء أمس الأول على حساب ديفيد فيا وبدرو اللذين جلسا على مقاعد البدلاء. وتخلى أليكسيس أيضا في هذه المباراة عن الخجل والهدوء اللذين يتميز بهما خارج الملعب ودأب على مناقشة الحكم ولاعبي ريال مدريد خلال المباراة. وأشاد جوارديولا بأداء أليكسيس في هذه المباراة مشيرا إلى أنه قدم مساعدة كبيرة للفريق الكتالوني في هذه المباراة وساهم بشكل فعال في إزعاج دفاع الريال وتحقيق الفوز من خلال استغلاله المتميز للمساحات الخالية وحركته الدائبة على مدار شوطي المباراة. كما نال أليكسيس إشادة بالغة من زميله فيا الذي قال "إنه (أليكسيس) لاعب يتميز بالانسجام الشديد مع باقي اللاعبين خارج الملعب. لسوء الحظ أنه تعرض للإصابة في بداية الموسم. إنه لاعب مختلف يضيف الكثير للفريق" مشيرا إلى الإصابة التي تعرض لها أليكسيس في العاشر من أيلول/سبتمبر الماضي والتي أبعدته عن الملاعب لنحو شهرين.