يواجه فريق الوداد البيضاوي يوم السبت المقبل بملعب رادسبتونس مضيفه الترجي التونسي، برسم إياب نهائي عصبة أبطال إفريقيا في كرة القدم، وهاجسه نسيان مباراة الذهاب بالدارالبيضاء (0-0) وانتزاع أغلى الكؤوس الإفريقية. ولإعادة الإنجاز الذي حققه الرجاء البيضاوي في المسابقة ذاتها بعدما حول تعادله السلبي بميدانه إلى تتويج قاري سنة 1999 وكان على حساب الترجي أيضا بملعب المنزه، يتعين على ربان فريق الوداد البيضاوي السويسري، ميشيل دوكاستيل، إعادة ترتيب أوراقه لكسب رهان هذه المهمة التي تبدو صعبة لكن يبقى النجاح فيها غير مستحيل. وإذا كانت مواجهة الذهاب بالبيضاء لم تمط الغطاء عن ملامح بطل الكأس القارية بعد أن أجل التعادل السلبي بين الفريقين الحسم إلى ملعب رادس، فإن لقاء الإياب سيشكل حتما منعطفا جديدا خاصة لفريق الوداد بحكم أن التتويج باللقب سيعبد الطريق أمامه للعبور إلى كأس العالم للأندية باليابان (8 -18 دجنبر 2011) وبالتالي استعادة الأندية ومعها كرة القدم المغربية مكانتها قاريا ودوليا. والأكيد أن هذه المواجهة، التي تجمع بين خصمين يعرفان بعضهما البعض جيدا والتي لا تقبل نتيجتها القسمة على إثنين، لا يمكن الحسم فيها إلا مع الصافرة النهائية للحكم الإيفواري ،دوي نوماندييز، باعتبار أن نتائج الذهاب غالبا ما تكون مصدر تحفيز للعناصر المغربية على غرار نهاية دورة 1999 حين حول فريق الرجاء تعادله 0-0 بملعب الأب جيكو إلى إنجاز تاريخي بالمنزه. وكما أكد دوكاستيل ، فإن أمام الفريق البيضاوي الذي عانى في لقاء الذهاب من الغيابات في صفوفه خاصة محسن ياجور مما اضطره إلى اللعب بمهاجم وحيد " فرصة للتعويض في مباراة فاصلة في رادس". في المقابل، سيعمل فريق الترجي، بطل إفريقيا سنة 1994 والذي لعب نهاية المسابقة القارية ثلات مرات سنوات 1999 و2000 و2010، على عدم تضييع هذه الفرصة الذهبية لمعانقة الكأس من جديد، خاصة وأن عودته بنتيجة التعادل من الدارالبيضاء من شأنها الرفع من معنويات لاعبيه الذين سيدخلون - كما أكدوا على ذلك- اللقاء بروح قتالية عالية. بيد أن المتتبعين يصنفون لقاء الذهاب بالدارالبيضاء ضمن المواجهات "الملغومة" التي تدفع إلى توخي المزيد من الحيطة والحذر خاصة بالنسبة لفريق الترجي الرياضي التونسي وعدم الاطمئنان لها وبالتالي بدل المزيد من الجهد وتفادي الضغط النفسي الذي تفرضه مثل هذه اللقاءات على الفريق المضيف. من جهة أخرى، تلقى فريق الوداد ضربة موجعة بإصابة حارسه المتألق نادر لمياغري ، الذي خضع لعملية جراحية أول أمس الثلاثاء على الكتف وسيبتعد عن الميادين لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، وسيتحمل مسؤولية الدفاع عن عرين الفريق الأحمر حارسه الثاني ياسين بونو. لكن دوكاستيل يبقى متفائلا "أتمنى أن نتجاوز جميع هذه الصعوبات في مباراة الحسم، فنحن نمتلك فريقا قادرا على الفوز بهذا اللقب، فقبل أشهر قليلة لا أحد كان يتنبأ بإمكانية بلوغنا المباراة النهائية، نحن سعداء لأننا سنلعب النهاية لكن سعادتنا لن تكتمل إلا إذا أحرزنا اللقب". ويذكر أن الفريق الأحمر سجل في المباريات السبع، التي لعبها منذ الدور التمهيدي بملعبه، 14 هدفا، فيما استقبلت شباكه ثلاثة أهداف في مركب محمد الخامس في الدارالبيضاء، إثنان منها أمام الترجي. أما فريق الترجي فحقق نتائج جيدة بميدانه على ملعبه، إذ تغلب على كل الفرق باستثناء الوداد البيضاوي (0-0)، ولم تستقبل شباكه أي هدف، في حين سجل 17 هدفا في ست مباريات لعبها في تونس. وتجدر الإشارة إلى أن فريق الترجي خاض خمس نهايات آخرها ضد مازيمبي الكونغولي في السنة الماضية علما بأنه فاز بواحدة فقط على حساب الزمالك المصري عام 1994 ليحصد لقبه الوحيد، في حين تحذو الرغبة ذاتها فريق الوداد الذي سبق له التتويج باللقب القاري مرة واحدة وكانت عام 1992 على حساب الهلال السوداني.