الآن وبعدما أصبح شبه مؤكد حصول المغرب على شرف تنظيم كأس العالم للأندية لسنتي 2013 و 2014 بعد انسحاب كل من الإمارات وإيران واليابان وجنوب إفريقيا من «سباق» تنظيم البطولة التي تجمع الأندية «البطلة» عن كل قارة (الواقع أن هذه البلدان لم تنسحب لأنها لم تتقدم بطلبها أصلا). الآن يجب أخذ نفس عميق وعميق جدا لتصور مدى «الورطة» التي وضع المغرب نفسه فيها جراء هذا التنظيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. لا ندري هل كان السيد وزير الشباب والرياضة الذي بشر المغاربة بحصول بلدهم على هذا «الشرف العظيم» كان يدرك أنه سيضع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في موقف لا تحسد عليه وهو يفرض عليها تنظيم مونديال الأندية الذي «تتهرب» من استضافته كل دول أوروبا؟؟ ولكم أن تلاحظوا أنه منذ إنشاء هذه البطولة لم تتقدم أية دولة أوروبية بطلب استضافتها لمعرفتها المسبقة بعدم جدواها بل يمكن أن تشكل عبئا عليها. وقد تم الاقتصار على تنظيمها في دول مثل اليابانوالإمارات، هذه الأخيرة رغم توفرها على الإمكانيات المادية واللوجيستية أدركت أنها لم تجن أية فائدة من خلال تنظيمها للنسختين السابقتين لعامي 2009 و2010 فلم تبادر إلى تقديم طلب استضافة نسختي 2013 و 2014 رغم أنها كانت مرشحة قوية لذلك. وحسب مصادر من داخل جامعة كرة القدم المغربية فرئيس هذه الأخيرة السيد علي الفاسي الفهري غاضب جدا من هذه الورطة التي وضعه فيها السيد الوزير منصف بلخياط، والدليل في ذلك أنه يوم تقديم طلب الترشيح لدى الفيفا لم يكن ممثل الجامعة سيحضر إلى مقر الفيفا حيث كان الوفد المغربي مقتصرا على الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة كريم العقاري، لكن الفيفا أخبرت ممثل الوزارة المغربية بأنها لا تتعامل مع الحكومات وإنما مع الاتحادات، فما كان من العقاري إلا أن اتصل بالكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خالد لعرايشي الذي كان موجودا في فرنسا فالتحق به في زيوريخ ليضع طلب الترشيح مكرها لا بطل. ولعل السيد علي الفاسي الفهري سيضع «يديه على رأسه» عندما يصله خطاب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي يشترط فيه أن تضمن الدولة المنظمة للبطولة إيرادات تناهز 40 مليار سنتيم (سنويا) كحد أدنى من بيع التذاكر والنقل التلفزيوني والإذاعي وكذلك حقوق التسويق والضيافة وتكاليف التغطية. وسيضغط بيديه أكثر على رأسه عندما يعلم أنه سيصعب عليه تحصيل هذا المبلغ لعدة أسباب أولها أن الفيفا لها رعاتها الخاصين وهي تتحكم في كل اللوحات الإشهارية التي توضع داخل الملعب أي أن أي مستشهر ستأتي به جامعة كرة القدم المغربية لن يكون بمقدوره التواجد داخل الملعب لأن قوانين الفيفا تلزم أي مستشهر غير الذي هي متعاقدة معه بالابتعاد عن الملعب بمسافة كبيرة، فماذا سيستفيد هذا المستشهر إذا كانت لوحاته الإشهارية ستوضع في مكان بعيد عن الحدث الذي من أجله سيدفع أمواله.. ثانيا بما أن الفيفا تفرض قدرا معينا من مداخيل التذاكر ومعروف على الصعيد العالمي أن بطل أوروبا هو الذي يجلب أكبر عدد من المتفرجين، وبما أن المشاركة تقتصر على فريق أوروبي واحد، ما الذي يضمن دخول الجمهور المغربي بأعداد كبيرة إذا كانت المواجهات مثلا بين فرق من آسيا أو أوقيانيا أو أمريكا اللاتينية غير المعروفة لدى الجمهور المغربي المتعلق فقط بفرق مثل البارصا وريال مدريد وأسي ميلان ومانشستر يونايتد... ولا ننسى أن الجامعة ملتزمة بتنظيم حدثين مهمين ويتعلق الأمر بكأس إفريقيا للأمم للفتيان سنة 2013 وكأس إفريقيا للأمم للكبار 2015 ما يعني أن مصاريف تنظيم مونديال الأندية سيثقل كاهل الجامعة والدولة المغربية. ولعل السيد الوزير الذي يُشنف أسماعنا بأن المغرب سيجني الشهرة من تنظيم هذه التظاهرة الكروية من خلال النقل التلفزي العالمي، فأية شهرة هذه التي تصرف عليها الملايير دون أن تكون مدرة لأي ربح يذكر. وينتظر أن يعلن «الفيفا» خلال اجتماع هيأته التنفيذية في فاتح دجنبر المقبل عن حصول المغرب على هذا «الشرف العظيم» كما بشر بذلك وزير الشباب والرياضة. وتشارك في هذه البطولة سنوياً الأندية بطلة قاراتها وممثل عن البلد المنظم وستقام دورة المغرب في الفترة بين 11 و21 دجنبر لسنة 2013 و 10و20 دجنبر لسنة 2014 .