لم يخف امحمد فاخر، مدرب المنتخب المحلي، وجود إكراهات ومشاكل تواجه استعدادات المنتخب لمرحلة تصفيات بطولة إفريقيا التي تقام الشهر المقبل بتونس. وكشف في حوار أجراه معه «الصباح الرياضي» ، أن الأجندة الدولية واستعدادات الأندية لاستحقاقات الموسم المقبل، حالت دون برمجة معسكرات تدريبية ومباريات إعدادية للمنتخب المحلي، متصدر مجموعة شمال إفريقيا في تصفيات أمم إفريقيا للمحليين. ودعا فاخر الأندية ومسؤولي الجامعة إلى تفهم وضعية المحليين، ومنحه فرصة الاستعداد في ظروف جيدة، لأنه يمثل بلدا بأكمله، وليس جهة بعينها. وتوقع مدرب المحليين أن تكون تصفيات الإياب قوية، بالنظر إلى الظروف المحيطة بها، والتي تحتم على تونس البلد المستضيف الفوز في مواجهتين، وعلى ليبيا الفوز في مواجهة واحدة، لحضور نهائيات «الشان» برواندا. إلى ذلك، أشار فاخر، إلى أنه ليس من المدربين الذين يختبئون وراء الإكراهات والمشاكل، للتنصل من مسؤولياته، وأنه سيرحل إلى تونس للمحافظة على صدارة المجموعة، وضمان الحضور في النهائيات. وأبرز فاخر أن رحيل بعض اللاعبين صوب الاحتراف، وتراجع أداء البعض الآخر، يفرض إحداث تغييرات في صفوف المحليين، لكنها لن تمس العمود الفقري للمنتخب، معتبرا عودة بعض النجوم للممارسة في البطولة الوطنية، عاملا إيجابيا قد يستفيد منه، لتعويض الخصاص. وفي الأخير، وجه فاخر نداء إلى مسؤولي الأندية الوطنية، ودعاهم إلى تفهم وضعية المنتخب المحلي، ووضع مصلحته فوق كل اعتبار، والترخيص للاعبيهم بالالتحاق بالمعسكرات التدريبية، أملا في مشاركة مشرفة في التصفيات والنهائيات، كما جاء على لسانه. في ما يلي نص الحوار: أين وصلت استعدادات المنتخب لإياب تصفيات بطولة إفريقيا الذي سيجري بتونس الشهر المقبل؟ للأسف، لم تراوح مكانها، منذ آخر مواجهة أجريناها أمام ليبيا لحساب ذهاب التصفيات التي منحتنا تقدما بسيطا. لم نلتق اللاعبين، ولم نجتمع بهم، بل أكثر من ذلك، ليست هناك بوادر لتحسن الوضع في الأيام القليلة المقبلة، لازدحام أجندة الأندية منذ بداية الاستعدادات لاستحقاقات الموسم المقبل. هل تفكرون في حل لهذا الإكراه الذي يواجه المحليين على بعد شهر من مرحلة الإياب للتصفيات؟ نحاول بشتى الوسائل، إقناع الجامعة ومسؤولي الأندية، بضرورة إعطاء الأولوية لهذه المنتخب الذي يمثل المنتوج الوطني، وإن شاء الله سننجح في إيجاد ولو فجوة صغيرة لإعداد عناصره في ظل كل هذه الإكراهات التي تواجهنا. هل برمجت مباريات إعدادية قبل رحلة تونس؟ تحدثني عن مباريات إعدادية، ونحن فشلنا في تحديد مواعيد المعسكرات التدريبية في ظل أجندة الأندية والتزامات الجامعة، التي تسارع الزمن لإجراء نهائي كأس العرش في موعده، وهذا من حقها للمحافظة على الالتزامات التي أخذتها على عاتقها، منذ مجيء المكتب الجامعي برئاسة فوزي لقجع. هل تحدثتم للقجع عن هذه الإكراهات، وماذا كان موقفه؟ بداية أشكر لقجع على الاهتمام الذي يوليه لهذه المنتخب، والظروف المناسبة التي ما فتئ يوفرها لنا في كل تجمع، لكن بخصوص هذه النقطة يكون الحديث مع نورالدين البوشحاتي، رئيس لجنة المنتخبات الذي لا يدخر بدوره جهدا لتوفير الظروف المواتية لاجتماعات العناصر الوطنية، قبل أي محطة رسمية، لكن في ظل الوضع الحالي يصعب الأمر، وأنا أتفهم موقف الجامعة، وسأعمل على إيجاد حلول بديلة، حتى ولو اقتضى الأمر الاجتماع في الفترة المسائية مرة كل أسبوع، المهم أن نكون جاهزين في ساعة الانطلاقة، وتشريف كرة القدم الوطنية، سواء في التصفيات أو النهائيات. الإمكانية الوحيدة المتوفرة لكم الآن، هي متابعة المباريات بعد انطلاق المنافسات الرسمية، والبحث عن العصفور النادر، الذي بإمكانه تقديم الإضافة… أكيد، كما يتابع الجمهو،ر فأنا والطاقم التقني المساعد دائما الحضور في جميع المباريات عبر ربوع المملكة، في بحث مضن عن اللاعب الذي بإمكانه تقديم الإضافة، وحتى لا نظلم أي أحد. شخصيا أحرص على متابعة مباراتين على الأقل في الأسبوع في الملعب، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المساعدين الذين أشكرهم بالمناسبة، على المجهود الخرافي الذي يبذلونه، سواء في التجول بين الملاعب، أو خلال المعسكرات التدريبية. هل توفقتم في العثور على بعض العناصر التي بإمكانها تعزيز صفوف المنتخب في مرحلة الإياب من التصفيات؟ العمود الفقري للمنتخب متوفر والحمد لله، وتنقصه بعض الرتوشات والغيار التي نحن بصدد البحث عنها، والأكيد أن هناك بعض العناصر التي تألقت في الفترة الإعدادية، وتستحق منحها الفرصة، لكنها ليست كثيرة، للمحافظة على توازن المجموعة. هناك تداخل في ما بينكم وبين المنتخب الأول في ما يخص حراسة المرمى؟ لدينا العديد من الحراس في البطولة الوطنية، ولا نشتكي من أي خصاص، فرغم استنجاد الزاكي بين الفينة والأخرى بحارس من البطولة، كما حدث في اللائحة الأخيرة، التي ضمت البورقادي، لكن البديل متوفر وجاهز، بفضل المجهودات المبذولة داخل الأندية بخصوص تكوين هذه الفئة من اللاعبين، والتي يضيف إليها الشادلي لمسته داخل المنتخب. وماذا عن اللاعبين الذين ولجوا عالم الاحتراف، ولم يعد بالإمكان الاعتماد على خدماتهم؟ تقصد ياجور، لأن باتنة فضل البقاء في الفتح، وسيظل رهن إشارة المنتخب. كما رحل ياجور صوب الاحتراف، وأتمنى له التوفيق، بالمناسبة، لأنه يستحق ذلك، عادت بعض الأسماء التي شكلت إلى وقت قريب العمود الفقري للمنتخب المحلي للممارسة في البطولة الوطنية، وهذا من حسن حظنا، لأنهم فعلا قادرون على تقديم الإضافة. من تقصد بالضبط؟ لا يخفى على أحد قيمة يوسف القديوي، المنضم للرجاء، وكذا زميله في الفريق محمد المسعودي، الذي خاض تجارب احترافية بالدوريين الهولندي والبلجيكي، كما لا يجب إغفال عودة إبراهيم البحري، وقيمة هذا اللاعب الكبير، الذي بإمكانه تقديم الإضافة، كما يمكن الاعتماد على خبرة جمال أيت بندير، وكلها عناصر قادرة على الالتحاق بصفوف المحليين. هذا يعني أنك تثق في قيمة العائدين إلى صفوف البطولة؟ بطبيعة الحال، فأي لاعب يحمل الجنسية المغربية، ويمارس في البطولة المحلية، مرحبا به للدفاع عن القميص الوطني، شريطة أن يسعى إلى ذلك، ويؤكد أحقيته في الانتماء إليه. نتحدث قليلا عن كرة القدم، بعد أن تحدثنا عن الإكراهات والمشاكل. كيف هي حظوظ المنتخب في مرحلة الإياب من التصفيات؟ حظوظ وافرة لحجز بطاقة العبور إلى النهائيات، أنا لست من المدربين الذين يختبئون وراء الإكراهات، ولكنني أطلب العناية بهذا المنتخب الذي يمثل المنافسة المحلية، التي تشكل مرآتنا القارية ومن دونها لن نطور كرتنا، لأن أحد أكبر المشاكل التي تعانيها الكرة في بلادنا، هي غياب أنديتنا عن المنافسة القارية، وعدم تحقيقها لنتائج تليق بالاهتمام الذي يوليه المسؤولون لهذه الرياضة. تتصدرون مجموعة شمال إفريقيا بفارق نقطة وحيدة عن ليبيا، ولا ينقصكم سوى تعادل لضمان الحضور في النهائيات، هل هذا دافع إيجابي أم قد تكون له نتائج عكسية لا قدر الله؟ الجميع على علم بالإمكانيات التي يوفرها الاتحاد التونسي لأنديته ومنتخباته في المباريات التي تجرى على أرضه، ولا مجال للحديث عن التحكيم والضغط وما شابه ذلك من عوامل قد تؤثر على المنافسين، إضافة إلى أن المنتخب الليبي في حاجة إلى فوز للتأهل، وسيحاول الحصول عليه أمامنا، وبدل البحث عنه أمام المستضيف، الأخير في حاجة إلى فوزين، وهنا تكمن صعوبة المهمة. هذا يعني أنك ستلعب باحتياط كبير للحصول على نقطة التأهيل؟ البحث عن نقطة قد نؤدي ثمنه غاليا، لأن كرة القدم لا تخلو من مفاجآت، سنحاول الظفر بالمباراتين، لأن لدينا من الإمكانيات ما يخول لدينا ذلك، وإذا كان اللاعبون في يومهم بلغة كرة القدم، أكيد أننا سنكون حاضرين في النهائيات. كلمة أخيرة للأندية التي ترفض تسريح لاعبيها للمنتخب خوفا على مصالحها… أدعو كل المسؤولين على الأندية إلى مراعاة مصلحة المنتخبات الوطنية كافة، لأنها مرآة كرة القدم الوطنية، ولأن المنتخب يمثل بلد بأكمله، وليس جهة من الجهات. كما أدعو جامعة كرة القدم، إلى بذل المزيد من الجهد في سبيل توفير الظروف المناسبة لاستعدادات المنتخب لهذه التصفيات التي ستكون حاسمة بالنظر إلى كل الظروف التي تحدثت عنها، وآمل في الأخير أن نكون في مستوى التطلعات، ونحقق للجمهور المغربي عامة، تأهيلا غاليا للنهائيات.