قال حسين عموتة، مدرب السد القطري لكرة القدم، إنه فخور بتتويجه مع النادي بخمسة ألقاب محلية وقارية منذ انضمامه إليه قبل خمس سنوات. وأضاف عموتة في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي” ، أن السد كان قريبا من التتويج بلقب الدوري القطري هذا الموسم، لولا أخطاء التحكيم، معتبرا أن احتجاجه على ما أسماه ”ظلم التحكيم” كان بهدف إثارة انتباه الجهة المختصة بحجم الأخطاء التي استهدفت فريقه من قبل بعض الحكام. وأوضح عموتة أن تعاقد السد مع النجمين راوول وتشافي يهدف من ورائه إلى تلميع صورة النادي قاريا ودوليا ومساعدة اللاعبين الشباب، مشيرا إلى أن تشافي بخبرته وتجربته وثقافته الكروية سيفيد كثيرا الكرة القطرية. ونفى عموتة أن يكون السد القطري يدير ظهره للاعبين المغاربة، مؤكدا أنه خطط للتعاقد مع عادل تاعرابت وأسامة السعيدي وحسين خرجة، قبل أن تتعثر المفاوضات في آخر لحظة. وتمنى عموتة عودته إلى المغرب عبر بوابة المنتخب الوطني، وتابع ”سيكون ذلك أفضل وأحسن بالنسبة إلي لتحقيق طموحات أخرى”. واعتبر عموتة أن وجود المدربين الأجانب المغاربة في البطولة لا يخدم مصلحة الأطر الوطنية، التي دعاها إلى المزيد من التكوين والاجتهاد لتحقيق طموحاتها. وتأسف مدرب السد للتصريحات التي شككت في مصداقية البطولة، معتبرا إياها نقطة سواء أضرت بالكرة الوطنية. وفي ما يلي نص الحوار: هناك من اعتبر حصيلتك هذا الموسم غير إيجابية رفقة السد، ما تعليقك؟ لقد فزنا بلقبين، هما لقب كأس الأمير والكأس الممتازة. صحيح أن طموحنا كان أكبر من ذلك بكثير، لأنني كنت أطمح في حصد أكبر عدد من الألقاب، لكن للأسف ارتكبنا أخطاء في بعض المباريات الأخيرة، جعلتنا نضيع نقاطا مهما كان بمقدورها أن تضعنا في المقدمة دون منازع. وأعتقد أن حصيلتنا إيجابية، خاصة أن لاعبين في السد توجوا بجوائز كبيرة، من بينها أحسن لاعب في الدوري. ولولا الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين، خاصة البرازيلي موريكي وصالح اليزيدي، لكان أداء فريقنا أفضل بكثير، بالنظر إلى مكانة اللاعبين. ليس سهلا أن يفتقد السد لاعبا من قيمة موريكي ستة أشهر، والشيء نفسه بالنسبة إلى اليزيدي الذي أصيب بتمزق في الرباط الصليبي. لاحظنا في بعض المباريات دخولك في مواجهة مع بعض الحكام من خلال توجيه انتقادات شديدة اللهجة بالنسبة إليهم. هل فعلا تعتبرهم مذنبين؟ عانينا ظلم بعض الحكام في المباريات الأخيرة، وذلك بشهادة المحللين الرياضيين، وحتى مسؤولي ومدربي الفرق المنافسة. لا أخفيك سرا أن الحكام حرمونا من 10 نقاط على الأقل. هل كان ضروريا من الاحتجاج ؟ طبعا، كان الهدف إسماع صوتنا إلى الجهة المختصة، بهدف اتخاذ المتعين في حق بعض المدنبين، سيما أن أخطاء كانت سببا في حرمانها من لقب الدوري القطري. وأعتقد أن 10 نقاط كانت ستحسم اللقب لفائدتنا وبنسبة كبيرة. وهل وجدت آذانا صاغية بعد احتجاجاتك المتكررة؟ بكل تأكيد، لقد اعترف المختصون والمحللون بهفوات بعض الحكام، لهذا عمدوا إلى إلغاء بطاقة حمراء لنادر بلحاج من قبل لجنة المراقبة، فضلا عن أنه تم الإقرار بأهداف صحيحة لم تحتسب وضربات الجزاء لم يعلن عنها. على كل طوينا صفحة الموسم الماضي بإيجابياته وسلبياته، على أساس أن نصحح بعض أخطائنا في الموسم المقبل، والذي سنستعد له في النمسا. لاحظنا تعاقد السد القطري مع رمزي «الليغا» في السنوات الأخيرة، راوول غونزاليس، نجم الريال وتشافي، صانع ألعاب برشلونة، ترى ما الهدف من استقطاب النجمين؟ أعتقد أن إدارة السد سعت من وراء التعاقد مع راوول وتشافي إلى نقل تجربتهما إلى الدوري القطري ومحاولة تأثيرهما في اللاعبين الشباب، إضافة إلى رغبة المسؤولين القطريين في تلميع صورة الدوري أكثر من خلال جلب نجوم في إطار التسويق للمنتوج القطري، وبالتالي الحفاظ على الطموحات السياسية والرياضية المتعبة في قطر. وأعتقد أن هذه السياسة ساهمت في إكساب الفريق مكانة عالمية من خلال المتابعة الإعلامية التي بات يحظى بها فريق السد. وإلى أي مدى يمكن أن يقدم تشافي الإضافة المطلوبة؟ إن تشافي قادر على تقديم إضافة تقنية وتكتيكية، فهو لاعب ذكي ومهاري، وأتمنى أن يتأثر اللاعبون الشباب بجديته وثقافته الكروية، لهذا فحضوره في الدوري القطري سيفيد كثيرا فريق السد. لماذا لا يحظى اللاعبون المغاربة باهتمام السد، هل أن مستواهم لا يستجيب وتطلعات الفريق القطري؟ أولا أنا مدرب مغربي، ولا أمانع في وجود لاعبين مغاربة يلعبون في السد القطري. لقد حاولنا جاهدا ضم عادل تاعرابت في الموسم الماضي، إلا أن المفاوضات فشلت في آخر لحظة، وربما كان يرغب في البقاء لمواسم أخرى في الدوري الأوربي. كما كنا قريبا من جلب اللاعب أسامة السعيدي على سبيل الإعارة، إلا أن فريقه السابق ستوك سيتي تراجع عن موافقته المبدئية، لنفاجأ في ما بعد أن انضم إلى أهلي الإماراتي، دون رغبة السد في الاستفادة من خدمات حسين خرجة في وقت سابق، بإيعاز مني شخصيا. وأعتقد أن اللاعب المغربي يحظى بمكانة في الخليج العربي. هل ستبقى مع السد أم ستغير وجهتك؟ باق مع فريق السد القطري لموسم إضافي، برغبة من المسؤولين القطريين، الذين جددوا الثقة في شخصي. وأتمنى أن أقدم المطلوب مني، وأسعد جماهير السد. إذن، أنت راض على حصيلتك بالفريق القطري؟ بكل تأكيد، وهو ما يفسر استمراري بالفريق لخمس سنوات متتالية، حصلت فيها على خمسة ألقاب، ويتعلق الأمر بكأس الأمير مرتان والكأس الممتازة مرة واحدة ولقب الدوري مرة واحدة ودوري أبطال آسيا مرة واحدة، إضافة إلى وصيف بطل كأس الأمير وكأس ولي العهد في مناسبتين. عموما، فالسد سيكون حاله أفضل في المواسم المقبلة، خاصة أن معدل سن لاعبيه لا يتجاوز 23 عاما. اخترت أحسن مدرب في الدوري القطري، ما هي المعايير المحددة لهذا الاختيار الأول بالنسبة إلى الأطر الوطنية؟ هناك إحصائيات يقوم بها الاتحاد القطري من خلال متابعة جميع التفاصيل التقنية والتكتيكية والبدنية. ومن بين المعايير المعتمدة، رصد نسبة استحواذ الكرة وعدد التمريرات والتسديد والهجوم والوجود داخل منطقة عمليات المنافس، إضافة إلى عدد الكيلومترات التي يقطعها اللاعبون، وهي إحصائيات تقيم عمل المدرب وعلى ضوئها يتوج فائزا. ترى من هو منافس عموتة في قطر؟ إنهما لخويا والجيش القطريان، بحكم أنهما ينافسان السد على ألقاب الدوري والكأس، كما يتوفران على لاعبين متميزين. ومن هو المدرب المنافس لعموتة؟ هما اثنان، ويتعلق الأمر بالدنماركي مكاييل لاودروب، مدرب لخويا والفرنسي لا موشيا، مدرب الجيش، وهما مدربان ينافسانني كذلك على لقب أفضل مدرب في قطر. يرى البعض أن اللاعب المغربي خفت بريقه في الخليج، هل هذا صحيح؟ أرى الأمر عكس ذلك، ذلك أن جميع اللاعبين أدوا موسما ناجحا على كافة المستويات، ويشكلون النواة الأساسية في فرقهم، ويتعلق الأمر بمحسن متولي وسعيد بوطاهر وإسماعيل بلمعلم وياسين الحواصي. وأعتقد أن هؤلاء يحظون بتقدير واهتمام كبيرين. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يحظون باهتمام الناخب الوطني؟ إن ذلك يعود بالدرجة الأولى لاختيارات المدرب بادو الزاكي، الذي يستدعي اللاعبين وفق حاجياته. كما أن حسين عموتة عاد للدفاع عن القميص الوطني بعد تجربة قضاها قبل سنتين في الدوري القطري. إن استدعاء لاعب دون غيره يرجع إلى قناعة المدرب، فهو من يعرف مكامن وقوة المنتخب الوطني. في نظرك، ما الذي جعل المنتخب الوطني غير مقنع أمام ليبيا؟ لم تكن هذه المباراة سهلة، كما اعتقد عديدون، بل كانت صعبة للغاية، لأنها مباراة فخ. لقد تابعت مباراة إعدادية جمعت المنتخب الوطني بنظيره الليبي في مراكش وأبان فيها المنتخب عرضا قويا، فيما جاءت مباراته الرسمية مختلفة. وأعتقد أن التماسك الدفاعي الذي نهجه مدرب المنتخب الليبي وتأخر إحراز السبق جعل الارتباك والشك يتسربان إلى اللاعبين. لكن المهم أن المنتخب الوطني نجح في كسب نقاط الفوز في انتظار تحقيق الأهم في المباراة المقبلة أمام ساوتومي. ولكن المنتخب الليبي نفسه اندحر أمام المحليين بثلاثة أهداف لصفر؟ ربما أن المنتخب الليبي عانى أمام المنتخب إرهاقا وتعبا جراء المباراتين اللتين خاضهما أمام المنتخب الأول وتونس، إضافة إلى أن ظروف المباراة تختلف، ذلك أن الليبيين فتحوا الممرات بعد إحراز المنتخب الوطني الهدف الأول، ما جعل لاعبين يستغلون الفرص المتاحة. وأنا طبعا لا أقلل من قيمة المباراة التي قدمها المنتخب المحلي بقيادة مدربه امحمد فاخر. هل مازالت فكرة العودة إلى المغرب تراودك بين حين وآخر؟ طبعا مازالت تراودني، لكنني لم أتلق أي عرض إلى الآن (يضحك). سبق أن صرحت أنك تتمنى العودة عبر بوابة المنتخب؟ سيكون ذلك أفضل وأحسن بالنسبة إلي، لأن تدريب أحد المنتخبات في المستقبل سيشكل بالنسبة إلي تحديا جديدا وطموحات أكبر. عموما سأعود يوما إلى أحضان بلدي، سواء مدربا للمنتخب أو مدربا لإحدى الفرق، ممن تتنافس على لقب الدوري البطولة. هل تعتقد أن كثرة المدربين الأجانب في البطولة في صالح الكرة الوطنية؟ أظن أنها ظاهرة غير إيجابية بالنسبة إلى المدربين المغاربة، ممن كانوا إلى وقت قريب يحظون بثقة أغلب مسيري الفرق الوطنية، كما كانوا وراء تتويج فرق بالألقاب. الآن رجعت الثقة للمدرب الأجنبي، وما أظن أنهم الأفضل من نظرائهم المغاربة، فلدينا مدربون جيدون. وأتمنى أن تشكل هذه الظاهرة حافزا للأطر الوطنية للاجتهاد أكثر وإعادة التكوين والتعامل باحترافية مع الأندية وتجنب انتقاد بعضهم البعض، لأن تتويج ونجاح أي مدرب، هو في حد ذاته تتويج لكافة الأطر المغربية. إذن أنت تقر بوجود مدربين مغاربة يشوشون على زملاء لهم بين حين وآخر؟ هناك مدربون تعرضوا لطعنات من زملاء لهم، وهذا يرجع إلى تربية بعضهم، فلا يوجد أي مدرب يسلم من الانتقادات، لكن يجب أن تكون في حدود اللباقة والاحترام المتبادل. كما جرت العادة أنه يمنع على أي مدرب توجيه انتقادات لزميل له، لأن كل مدرب يعرف مشاكل فريقه دون غيره. ما رأيك في بعض التصريحات التي شككت في مصداقية البطولة إلى حد تأكيد وجود تلاعبات؟ شكلت هذه التصريحات نقطة سوداء في بطولتنا، خاصة أن بعضها صادر عن مسؤولين مغاربة من خلال التأكيد على تهاون فرق بعينها في أداء واجبها، وهي تصريحات لا تخدم كرتنا بشيء، بل أساءت لها كثيرا. يلاحظ عدم إقبال فرق الخليج على الأطر الوطنية باستثناء بعض فرق القسم الثاني؟ أعتقد أن هناك مدربين مروا بفرق خليجية وأبانوا علو كعبهم، فيما تأرجح أداء البعض الآخر بين المتوسط واللابأس به. ففي قطر مثلا هناك مدربون واعدون، كما هو الحال بالنسبة إلى مولود مذكر، الذي فاز مع شباب السد أقل من 17 سنة بلقب الدوري عن جدارة واستحقاق، كما سبق لمحمد مديح أن توج بلقب الدوري المحلي. يلزم علينا أن نطور أنفسنا أكثر حتى نساير الركب لا أقل ولا أكثر. أجرى الحوار: عيسى الكامحي