من المواهب العربية الواعدة التي قد يصبح لها شأن كبير في المستقبل القريب، يبرز المغربي هشام مستور الذي يلعب مع ميلان وهو لم يتخط ال 16 عاماً من العمر، وتلقى 500 ألف يورو لتوقيع العقد مع الروسونيري، وهذا رقم قياسي بالنسبة لصغر سنه بعدما صُنفَ من بين أفضل 100 موهبة تحترف كرة القدم، ولَقبه المغربيون ب "ميسي المغرب" نظراً لقدراته الفنية المذهلة. ويتميز مستور بالسرعة الفائقة في بناء الهجمات وبالقوة البدنية، إلى المهارات الفردية والقدرة على مراوغة المدافعين بشكل رائع وتخطيهم لمواجهة الشباك منفرداً. ورغم أن ميلان واجه بعض الانتقادات لتعاقده مع مستور نظراً لقيمة الصفقة العالية، إلا أنه أثبت للجميع أنهم أخطأوا في الحكم عليه قبل أن تلامس قدماه البساط الأخضر. وشبهت الصحف الإيطالية مستوى مستور بمستوى ليونيل ميسي نجم برشلونة، بينما قارن البعض الآخر موهبته بأسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان، وبأدائه الساحر، ما وضع حداً للانتقادات التي طالت ميلان لجهة التعاقد معه. بدأ مستور مشواره الكروي في إيطاليا مع ريجينا قبل أن ينتقل إلى الروسونيري الصيف الماضي، وأصبح موهبة تستحق اللعب مع الكبار نظراً للمديح الكبير والشهرة التي نالها خلال خوضه أبرز مباريات فريق ميلان تحت ال 16 عاماً، وتم اختياره كأفضل لاعب شاب في إيطاليا لعام 2014، في التصويت الذي أعده موقع "توتو ميركاتو"، بعدما سبق له الفوز بجائزة أفضل موهبة صاعدة في العالم. ومن الطبيعي أن يُبدع اللاعب العربي في أوروبا نظراً للراحة النفسية والذهنية التي تحيط به، يُضاف إلى ذلك الاهتمام المدروس بمواهب كهذه تحتاج إليها الأندية من أجل المحافظة على صورتها الكروية وبناء جيل مُتميز في عالم المستديرة الساحرة. ويبدو المنتخب الإيطالي الأوفر حظاً لخطف النجم المغربي الناشىء كونه ولد وترعرع في إيطاليا مع والديه، ولعب لأكثر من فريق إيطالي مثل ريجينا وإنترناسيونالي، وظهر في مناسبات عدة مع الآتزوري للناشئين، لهذه الأسباب ستشهد الكرة الأوروبية ولادة نجم مغربي سيمثل المنتخب في السنوات المقبلة، الأمر الذي سيجعل منه موهبة فريدة من نوعها تسير على خطى ستيفان الشعراوي الذي رفض تمثيل منتخب مصر واختار الآتزوري. وتبدو مهمة ضم مستور إلى المنتخب المغربي أمراً في غاية الصعوبة في ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به في إيطاليا والعيون التي بدأت ترصده خلال تدريبات ميلان. ولكن الأهم بالنسبة لجماهير الفريق اللومبادري أن تكون هذه الموهبة بادرة خير لعودة الروح إلى الفريق، واستعادة الرونق الذي فقده في السنوات الأخيرة، ولعله يكون نجماً في المستقبل يقود سفينة الروسونيري، ويعيدها إلى المسار الصحيح وإلى المجد الكروي الذي لطالما تميز به الفريق العريق. والعنصر الأهم بالنسبة لإيطاليا أنها ربما كسبت نجماً صاعداً سيضيف نكهة خاصة إلى منتخبها، وينقل السحر الكروي العربي إلى العالم، من أجل إثبات أن للمواهب العربية شأنا كبيرا في الملاعب الأوروبية أمام أبرز نجوم العالم.