لازالت القاعة المغطاة بخريبكة مغلقة وفي انتظار تشريع أبوابها في وجه ممارسي الرياضات الجماعية، رغم مرور أكثر من سنة على نهاية الأشغال، جراء خلاف كبير وعملية شد الحبل بين جميع الأطراف المعنية فيما يخص التسيير، إذ أن كل طرف يتملص من المسؤولية ويرمي بها في معترك الآخر، فبلدية خريبكة تشتكي من عدم توفرها على الاعتمادات والضمانات المالية اللازمة، ومندوبية الشباب والرياضة رفعت راية عدم وجود العدد الكافي من الأطر، التي يمكن أن تسخر للقيام بهذه المهمة، لكنهما فضلا اللجوء إلى المجمع الشريف للفوسفاط للتكفل بالجانب المالي والشروع في استعمال القاعة، التي ستكون المتنفس الوحيد بالمنطقة ككل. وعلمت «المساء» من مصادر مقربة أن مهمة التسيير الإداري وكذا المالي يجب أن يتكفل بها المجمع الشريف للفوسفاط، بصفته المحتضن لفروع نادي أولمبيك خريبكة، خاصة الرياضات الجماعية من كرة السلة واليد والطائرة، لا سيما أنها تفتقر تماما إلى قاعة مغطاة مقننة وذات مواصفات جيدة، بدليل أن قاعة الفوسفاط لا تتلاءم مع أبسط شروط الممارسة الطبيعية، لتواجدها في مكان يصعب الحلول به وسط مجموعة من الحفر وبقايا التراب والأوحال والبرك المائية، التي تشل الحركة وتعيد للأذهان ما كانت عليه القاعة في السابق، قبل أن تتحول إلى ما هي عليه في تسعينيات القرن الماضي، مع العلم أن الممارسة بها ستكون منعدمة هذا الموسم، والجميع ينتظر الفرج ومكان الاستقبال. إلى ذلك، أصبح الرأي العام الخريبكي ومعه ممارسي الفروع الرياضية بعاصمة الفوسفاط، يشتكي، وقبل أي وقت مضى، من الإهمال والتهميش، الذي قد يتلف المرافق الخارجية، وكذا أسوار القاعة المغطاة الجديدةبخريبكة، جراء عملية شد الحبل التي لا زالت متواصلة، وتملص كل طرف من تحمل المسؤولية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن تواجدها على مقربة من السوق الأسبوعي وبجانب الملعب البلدي بعيدا عن الساكنة، قد يحولها إلى مأوى وملجىء للمنحرفين في صورة قد تخدش الرياضة بالمنطقة والإقليم. وفي نفس السياق، كانت القاعة المغطاة بخريبكة تصنف في خانة المشاريع موقوفة التنفيذ أو الميتة ببطء، بعد 25 سنة من التوقفات، عندما أعطيت انطلاقة الأشغال بها منذ العام 1986، حيث كان مسارها مرادفا للتماطل والتأخير عبر تعاقب المجالس البلدية والمسؤولين الإقليميين، الذين توالوا على تسيير هذه المنطقة. يذكر أن القاعة المغطاة بخريبكة، في حالة استعمالها مع بداية الموسم الرياضي الجاري، ستشكل متنفسا ملحوظا لكل الممارسين، الذين انتظروا انتهاء هذا الفضاء، بالرغم من هندسته الداخلية، التي مازالت محل نقاش، وقد تصيب الرياضيين وكذا المتتبعين بمشاكل بدت للعيان منذ أول وهلة، خاصة أن الرؤية ستكون عسيرة ومن الصعوبة بمكان، وتحديدا المعاينة الشمولية لكل ما يجري ويدور في هذه القاعة الفريدة من نوعها بعاصمة الفوسفاط، حيث تقدر طاقتها الاستيعابية بأكثر من ألفي متفرج.