تحت شعار " التطور الاقتصادي والاجتماعي رهانات وتحديات: ودور المجتمع المدني والمفكرين " نظمت جمعية تحالف الأطر العليا للمجمع الشريف للفوسفاط ندوة علمية عقدت بالمركب الثقافي بخريبكة على هامش انعقاد الدورة الأولى للاقتصاد الاجتماعي والتي استضافت خلالها الجمعية السيد شكيب بنموسى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي ووزير الداخلية الأسبق، وذلك بحضور عامل إقليمخريبكة السيد عبد اللطيف شدالي، والسيد الحسين بوحياوي مدير موقع خريبكة للمجمع الشريف للفوسفاط، وعدد من الأطر والخبراء والمفكرين" - الأنتلجانسيا"، والسادة رؤساء المصالح الخارجية والمدنية والعسكرية وحشد من أطر المجمع الشريف للفوسفاط والصحافة والإعلام. وفي بداية النشاط تدخل السيد المتوكل البركة رئيس جمعية تحالف الأطر العليا للمجمع الشريف للفوسفاط بين في مستهلها للأهداف العامة التي دعت إلى تأسيس الجمعية بتاريخ 26 يوليوز 2012 مبينا دعم المجمع الشريف للفوسفاط للجمعية مما ترتب عنه تحقيق العديد من النتائج على المستوى الاجتماعي إن على المستوى المحلي أو الجهوي، وبين أهمية تواجد الأطر بالمكتب الشريف للفوسفاط بشتى أرجاء العالم، مبينا في الوقت ذاته انفتاح مجمع الشريف للفوسفاط على الشركاء الأساسيين ومن ضمنهم الجامعات المغربية والجمعيات والغرف التجارية من أجل تنمية الجهات. كما بين السيد المتوكل البركة لأهداف الجمعية وتبيان مراميها وكيفية تنمية المبادرة وتشجيع الشباب لإنشاء المقاولات الصغرى والمتوسطة بالإشتغال طبعا مع الفيدرالية و غرفة التجارة والصناعة والخدمات لإنجاز البرامج المسطرة عبر آليات التكوين والتاطير وتشجيع الكفاءات والمواهب، تم أن الجمعية يقول السيد الرئيس تريد أن تكون قوة حية ملتزمة ومتضامنة في مواكبة التنمية بالإقليم، عبر مصاحبة المقاولات الصغرى والمتوسطة ووضع خبراتها رهن إشارة الجميع لتحقيق التنمية المنتجة، ناهيك عن البحث في مشاكل النقابات، أما في مايخص المستقبل فهناك أهداف مرسومة على مستوى المبادرات وخلق طاقات متجددة ومنفتحة على العالم الخارجي، مشددا في نفس الوقت على كون أن المكتب الشريف للفوسفاط غير من استراتيجيته ويشتغل بدينامية جديدة أضفت للمشهد الاقتصادي قيمة مضافة نفتخر بنتائجها. وذكر أن هناك استراتيجية جديدة لوضع منحة خاصة في المستقبل، كما أبرز أهمية الاشتغال مع الجامعة على مستوى تأطير الجمعيات والمقاولات وخلق شراكات مع الفاعلين الأساسين في مجال التنمية المستدامة لتكريس مبدأ المقاربة التشاركية مذكرا في الأخير كون أن العمل داخل الجمعية يعد عملا جماعيا لحل كل المشاكل العالقة ولبلوغ الأهداف المسطرة خدمة لقضايا التنمية ومستقبل البلاد. وفي كلمة السيد شكيب بنموسى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الحالي ووزير الداخلية الأسبق التي استأثرت انتباه جل الحاضرين تحدث في مستهلها لدور المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي تأسس في شهر فبراير 2011 في التنمية البشرية والمبادرة الحرة، وبين قيمته المضافة للمشهد المغربي وأبرز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعمله المتواصل مع الجمعيات البيئية والتنموية والاجتماعية ليكون قوة اقتراح للأجهزة التشريعية والتنفيذية، وتحدث على أهمية الاقتصاد الاجتماعي ودور المؤسسات المدنية وكل المتدخلين الأساسين في مجال التنمية المحلية، محللا للعديد من الإشكاليات العامة التي يتخبط فيها المغرب من قبيل أزمة البطالة وسوق الشغل ونسبة أمد الحياة ومشكل الماء، ومشكل الطاقة بالرغم من أن المغرب سيصبح مستقبلا مصدرا للطاقة المتجددة، ومشكل ارتفاع سن الزواج في صفوف شباب المغرب من 28 إلى 30 سنة، ومشكل ارتفاع الأسعار، متحدثا في الوقت ذاته عن العولمة وتداعياتها الخطيرة إن على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي ومبرزا أهمية الثورة المعلوماتية لوسائل الإعلام المرئية، المكتوبة، المسموعة، الفضائية، المستفيدة من الأقمار الاصطناعية، وتكنولوجيات الشبكة العنكبوتية الانترنيت في ترسيخ قيم العولمة وإبراز النظام العالمي الجديد. كما تحدث في كلمته ليبين السيد شكيب بنموسى التأثير الذي يعرفه التضامن التقليدي وتعرفه الهوية مبرزا كيفية تهيئ قواعد اللعب لحل كل المشاكل العالقة وتحقيق الحداثة، مبينا فحوى العلاقة التي تجمع الساكنة مع المنتخبين والأحزاب السياسية والنقابية وكل المتدخلين الرئيسين في مجال التنمية، كما تحدث عن الأفاق المستقبلية لتنمية الجهة والأقطاب التنافسية وخلق البنية التحتية والبرامج الجيدة. ومن جهة أخرى بين السيد شكيب بنموسى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي لحجم استثمارات المكتب الشريف للفوسفاط الذي يعد قطاعا منتجا على الصعيد الوطني والدولي، وأبرز دور تنمية الاقتصاد الاجتماعي المحلي في خلق الأنشطة المدرة للدخل مثل ما جاءت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمحاربة الهشاشة والفقر والإقصاء الاجتماعي وخلق مبادرات تنموية للساكنة المحلية. وهناك أسئلة تهم الحكامة المحلية ومسألة تسيير المقاولة المواطنة الاجتماعية يقول السيد شكيب بن موسى لاسيما وأن الدستور المراجع للمملكة المغربية في شهر يوليوز 2011 حث على أولوية الحكامة والمراقبة والمساءلة وربط عنصر المسؤولية بالمحاسبة. ومن جهة أخرى بين للدور الذي يلعبه المجتمع المدني والجمعيات التي يفوق عددها 60000 ألف جمعية على الصعيد الوطني وكل المتدخلين في القطاعين العام والخاص والجامعات والمؤسسات المنتخبة في خلق المبادرات الخاصة بالساكنة للنهوض بالتنمية في جل المستويات المحلية، الإقليمية، الجهوية والوطنية. مما وجب معه استثمار الدينامية التي يتحرك بها صناع القرار بالمغرب من أجل ترسيخ قيم المواطنة، والعمل على خلق شراكات متينة بين الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات المدنية، مبينا دور الحكومة في حل المشاكل العالقة بناءا على مقتضيات الدستور الذي وسع من اختصاصاتها ومبينا في الوقت نفسه منهجية العمل لحل مشكل تشغيل الشباب، ومشكل الاقتصاد البيئي، ومشكل حقوق الإنسان، ومشكل تكوين الشباب في الحياة العملية. وبعض عرضه المطول فتح باب النقاش تساءل خلاله المتدخلون حول العديد من النقط أبرزها دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يترأسه السيد شكيب بنموسى في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية رغم غياب دراسات ميدانية ومعطيات واقعية ينبني عليها عمل المجلس ناهيك عن غياب الحكامة التي دعت لها حركة 20 فبراير حيث أجاب في رده لدور تنمية الجهات والأقاليم في مختلف الميادين الحيوية وأبرز أن العولمة التي ترخي بضلالها على كل المناحي تستدعي منا بدل مجهود كبير لتنمية الجهات وتحديد الأولويات والأهداف والآليات في إطار الجهوية الموسعة التي دعا لها جلالة الملك محمد السادس وخلق ما يسمى بالتضامن الجهوي. أما على المستوى المحلي الاقتصادي والاجتماعي فإن المجلس يشتغل على أجندة محددة وسيقوم بعرض تقرير في شهر يناير 2013 لوضع ألية جديدة لجهوية متقدمة على المستوى الجهوي لاسيما في الأقاليم الجنوبية للمملكة وتحديد الإطارات المؤهلة بالجهات وتنمية الموارد البشرية بكل الوحدات الترابية والهيئات المنتخبة والقطاع الخاص والجامعات. وعن موضوع الحكامة وأهدافها العامة المبنية على المحاسبة، الشفافية، المسؤولية، العدالة الاجتماعية، و مسألة توزيع الثروات أوضح السيد شكيب بن موسى أن الدستور المغربي أعطى إشارات واضحة في هذا الإطار وحدد القواعد الأساسية للحكامة والتي نجدها حاضرة في تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي سيقدم بالمناسبة تقرير عن حكامة المرافق العمومية خلال شهر يناير 2013 والذي سيتطرق فيه لمشاكل المواطنين وإبراز الصعوبات التي تعترضهم. تم ذكر كون أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي صادق على الإصلاح الجبائي وتطرق له من جميع النواحي أهمها التماسك الاجتماعي ووضع الحلول التي تطرح وتحسين الجانب الصحي والتقاعد والأمور الأخرى التي تدخل في إطار التماسك الاجتماعي داخل الإطار العملي، وطلب من الجميع الاطلاع على التقارير الموضوعة رهن إشارتهم بموقع المجلس وسيقف الجميع على مختلف الاشكاليات التي يعانيها المجتمع بدءا من العدالة الاجتماعية والإنصاف بين الرجال والنساء ومسألة العدالة الضريبية والاقتصاد الاجتماعي. أما مداخلة السيد عباد الأندلسي الإطار البنكي ورئيس جمعية إنجاز المغرب التي ركز في مستهلها للتعريف بدور الجمعية وأهدافها التي تأسست من أجلها منذ خمس سنوات، حيث تهتم بمبادرات الشباب في المؤسسات العمومية وتأطير المقاولين الشباب الذين عمل حوالي 30 % منهم على خلق مقاولات خاصة، حيث تشتغل على برنامج ضخمة، و عملت الجمعية خلال أسبوعين على تكوين 50 إطار بكل من البيضاء والجديدة، كما أن للجمعية تجربة محترمة في تغيير ظروف حياة الشباب والتأثير في شخصيتهم لأن المسألة لاترتبط دائما بالمادة بل بالثقة والعمل الجاد. تم ذكر أن الجمعية تظم 31 إطار وهي رهن إشارة المجمع الشريف للفوسفاط في أي وقت وحين، تم قدم بعد ذلك عرض مقتضب من نشرة إخبارية للقناة الثانية تبين حجم نشاطات جمعية إنجاز واستشرافات عملها في حدود 2015. وفي كلمة السيد أحمد نجم الدين رئيس جامعة الحسن الأول بسطات، أبرز في مضمنها أن الجامعة تحتوي على سبع مؤسسات تقنية وتشتغل حاليا في سلك الماستر والدكتوراه وتخصص حوالي 70% من عملها للتكوين من أجل تلبية الحاجيات الوطنية، الاقتصادية والاجتماعية، وتعد بالتالي من بين 15 مؤسسة عمومية أولى في المغرب ويتواجد بها 3000 مستفيد على مستوى مدينة سطات، حيث قامت الجامعة بتأطير شباب " ocp skils"كما أن جامعة الحسن الأول تعد الجامعة الأولى في المغرب التي اشتغل خريجوها حيث تشكل 17 %على الصعيد الوطني وقامت الجامعة بخلق المدرسة العليا للمناجم، وفي إطار مغرب الابتكار تعد الجامعة الوحيدة التي مثلت المغرب هذه السنة في كل من ماليزيا وواشنطن وهو ماكان محور شريط قصير تم عرضه على أنظار الحاضرين والذي صور تجارب مجموعة شبان يشتغلون في إطار الاقتصاد الاجتماعي بمصاحبة نساء ينحدرن من منطقة جهة الشاوية ورديغة مع تبيان المشاريع والبرامج التي تشتغل عليها الجامعة. أما كلمة السيد عبد اللطيف شدالي عامل إقليمخريبكة والتي استهلها بتقديم تشكراته للجهة المنظمة للندوة وللسيد شكيب بنموسى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي على حضوره في النشاط المميز مغتنما فرصة اللقاء ليبين للحاضرين وللمدعوين دور موقع خريبكة الاستراتيجي الذي سيتحول في المستقبل القريب إلى قطب تنافسي بحكم إطلاق العديد من المشاريع التنموية الكبرى التي يحظى بها الإقليم، ومنها انجاز الطريق السيار الرابط بين مدينة برشيد وبني ملال، وهو إنجاز مهم يقول السيد العامل حيث سيتم فقط قطع المسافة الرابطة بين مطار محمد الخامس وخريبكة في ظرف لا يتعدى 45 دقيقة. كما ثمن العديد من الأوراش التنموية بالإقليم، وهو ما يخلق دينامية حقيقية في المجال الاقتصادي والاستثماري، مبينا للركائز الثلاثة التي ينبني عليها العمل بإقليمخريبكة ومشددا على الدور الفعال للمجمع الشريف للفوسفاط كشريك كبير ومهم في إنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتطور الخدمات بالإقليم تم على الصعيد الوطني نظرا لتجربته الواسعة في المجال ليس فقط على مستوى استغلال الفوسفاط بل كذلك على مستوى تحقيق التنمية المستدامة. وفي مايخص العمود الثاني والمرتبط بتنمية التعاونيات والجمعيات إن على مستوى التسيير والتأطير في المجالين الحضري والقروي ذكر السيد العامل بخمس أولويات أساسية من ضمنها التربية والتعليم لكون أن خريبكة أصبحت مدينة جامعية بامتياز وذلك بتواجد الكلية المتعددة التخصصات، والأقسام التحضيرية، والمدرسة الوطنية للمهندسين، وفي مجال الصحة شدد السيد العامل بالدور الذي يقدمه برنامج "راميد" الذي يدخل ضمن المبادرة الملكية السامية والبرنامج الحكومي القاضي باستفادة المواطنين والأسر المعوزة المحتاجة بشتى أقاليم المملكة لتحقيق بعض احتياجات الساكنة والمواطنين، مركزا على أهمية تدبيرها والاستجابة لها داخل المدارين الحضري والقروي، وذلك بهدف تحقيق عيش كريم للمواطنين، مبينا في ذات السياق دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هذا المجال. ناهيك عن تبيان أهمية التنشيط الثقافي والرياضي والفني والموسيقي وبين لأهم المنجزات التي قام بتدشينها جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لإقليمخريبكة، ومن ضمنها الملاعب الرياضية والفضاءات السوسيو ثقافية والتي تذخل ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ونوه في الوقت ذاته بالكفاءات المحلية على مختلف الأصعدة، وبالثروة البشرية التي يزخر بها إقليمخريبكة، والتي تساهم إن شئتم أن نقول في الرفع من وثيرة عجلة التنمية المستدامة بالإقليم. وأبدى السيد عبد اللطيف شدالي في الأخير استعداده التام والكامل من أجل التعاون مع مختلف القطاعات والفاعلين والمهتمين والمسؤولين للنهوض بإقليمخريبكة لتحقيق النماء في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث أن عمالة إقليمخريبكة يقول السيد عبد اللطيف شدالي تشتغل بأريحية من أجل تنمية القدرات المحلية والمقاولات والشباب ومن أجل خلق أقطاب تنافسية في الإقليم. وتوج اللقاء بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين جمعية تحالف أطر المجمع الشريف للفوسفاط و جمعية انجاز وجامعة الحسن الأول بسطات. وتم التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم جمعية تحالف أطر المجمع الشريف للفوسفاط وفيدرالية الصناعات المعدنية والإلكتروميكانيكية، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لخريبكة تهدف مواكبة ووضع الخبرات العملية والمهنية والمعرفية للجمعية والفيدرالية والغرفة رهن إشارة المقاولات الصغرى والناشئة بالإقليم. تلاه حفل تسليم هدية وتذكار للسيد شكيب بنموسى عربونا على وفاء والتزام رجل دولة كرس حياته عبر مسار متدرج من المسؤوليات والمناصب لخدمة الوطن والمواطنين المغاربة على مختلف الأصعدة. وجدير بالذكر أنه عقب اللقاء مباشرة نظمت ندوة صحفية لرئيس تحالف الأطر العليا للمجمع الشريف للفوسفاط مع مختلف ممثلي الصحافة الوطنية والإلكترونية سلط خلالها رئيس الجمعية الضوء على العديد من النقط والملفات والبرامج التي تشتغل عليها الجمعية تحقيقا لأهدافها للإجابة على انتظارات المواطنين المستقبلية لعملها وتبيان فحوى مذكرات التفاهم التي تم توقيعها.