توصلت خريبكة أون لاين ببلاغ التنسيقية الإقليمية للشبيبة الاتحادية بخريبكة توضح الدوافع و الأسباب الكامنة وراء دعمها ترشيح الحبيب المالكي لمنصب الكتابة الأولى لحزب الوردة. وجاء البلاغ كمايلي: لعله من المأمول أن يشكل السباق نحو الكتابة الأولى للحزب محركا فعالا قصد رفع حالة الاستثناء السياسي التي جمدت شرايين حزبنا و تهدده بالسكتة القاتلة، هذا السباق السياسي الذي نعتبره خطوة إيجابية نحو عقد المؤتمر الوطني التاسع و ما يستلزم من تراكمات اجتهادية تؤسس لأرضيات فكرية عميقة. و كذلك ما يتطلبه من تحضير تنظيمي مرن ذا بعد تجميعي تصالحي. إننا جميعا، كاتحاديات و اتحاديين، لدينا أسئلتنا التي تنتظر الأجوبة و ما علينا جميعا إلا أن نكون مستعدين للإقناع. لذلك فنحن كجيل متشبث بسلوك الاختيار الديمقراطي الرزين و متطلع لمغرب موحد حداثي عادل، نعتبر أن من حق جميع الأخوات و الإخوة الراغبين في الترشيح طرح مشاريعهم السياسية التنافسية، و الإعلان عن دخولهم في سباق الكتابة الأولى بكل شفافية و حرية مع فتح حلقات المقارعة الفكرية وفق مقاربة تشاركيه في الجدال و اعترافية في حالة الخطأ. إنه فعلا الزمن المناسب لانتزاع حرية التفكير و الإبداع و الحسم مع منطق الفكر الوحيد الذي ساد لمراحل عديدة داخل حزبنا، و كان ضحيته خيرة كوادرنا الحزبية. لن نمارس السياسة بالأحقاد و لا بصراعات الماضي غير أننا ارتأينا الجهر بحقيقتنا في واضحة النهار. إن تفاعل الأحداث السياسية كان نتاجه تواجدنا بموقع المعارضة الدستورية، و حيث أن حزبنا قد حسم الجواب عن سؤال الإصلاح الدستوري بالتصويت بنعم على أحكام التعاقد الدستوري الجديد فإن اختلافنا مع باقي مكونات اليسار الرافضة يظل اختلافا جوهريا و عميقا ليس من حيث الجذور الفكرية و إنما من حيث مواقفنا السياسية من العقد الاجتماعي الجديد الذي ساهم فيه حزبنا و أقرته أجهزته. إن رغبتنا الصادقة في توحيد اليسار لا يجب أن تتحول إلى حالة انفصام سياسي داخلي ،بل لابد أن ترتبط بمدى استعدادنا المتبادل للقيام بالمراجعات السياسية الضرورية، فهل حزبنا مستعد للتراجع عن دعمه الديمقراطي للمسار الدستوري المغربي المتميز؟ أم أن مكونات اليسار الرافضة مستعدة لمراجعة رفضها لهذا المسار. إن من شروط ممارسة السياسة اقترابها من عقلانية العقل و ابتعادها عن هوس الأنا اللامعقول لأن المستقبل لن تنفع معه حلول الماضي التي زامنت ظرفيتها السياسية ،و التي أفرطنا في استهلاك مكتسباتها طيلة عقد من المشاركة الحكومية. نحن هنا لسنا بمقام المحاسبة بل نعلنها بكل جرأة و مسؤولية كفانا من جلد الذات و تمزيقها، فلنجعل من محطة المؤتمر الوطني التاسع للحزب صفحة حزبية جديدة عنوانها الصريح الحوار الاتحادي المصالحة على أساس الوحدة من أجل التغيير من أجل العودة القوية لحزب القوات الشعبية. و حرصا من الشبيبة الاتحادية بإقليم خريبكة على ترسيخ ثقافة سياسية تواصلية شفافة، نعلن للرأي العام الحزبي دعمنا لترشيح الأخ الحبيب المالكي لمنصب الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و ذلك تبعا لمساره السياسي المناضل و تدرجه بمختلف الأجهزة الحزبية و حنكته المشهود له بها ، و دفاعه الدؤوب عن التواجد الحزبي داخل المجتمع من خلال نظرياته الاقتصادية الحاملة لحلول التسوية الاجتماعية و ارتباطها الوثيق بقضايا الشباب. رجل التوافقات الكبرى بامتياز بين الاتحاديين على اختلاف أرائهم . مسار بعيد عن الحسابات الشخصية أو الصراعات الداخلية، ظهر دائما رجل إجماع، لا خلاف حوله، وقاد الحركات التصحيحية داخل حزبه ، من دعاة المشاركة اليقظة في تسيير شؤون الدولة ، عرفناه رجلا كبيرا في الفكر والسياسة والأخلاق، اجتمعت فيه شخصية المناضل اليساري رفيقا لليوسفي بوعبيد وعمر والمهدي واليازغي والراضي وآخرون، خبيرا دوليا في الاقتصاد ،وزيرا في الحكومة ،مفكرا و مؤلفا يروض القلم في مجموعة من الكتب نذكر منها: ثلاثون سنة من الاقتصاد المغربي ،أوراش المستقبل ، تراكمات وكتاب الانتقال السياسي بالمغرب هو ابن أبي الجعد العزيزة على قلوبنا مدينة العلم و التعبد و الطقوس الروحية زرعت في هذا الابن البار عمق و رزانة التفكير، حكامة الرأي و حب التواضع. كما أن الوضع الاقتصادي العسير الذي يمر منه وطننا يتطلب الشخصية الحزبية الديمقراطية الخبيرة بمتاريس الاقتصاد السياسي. كما قررنا طرح وثيقة: “المصالحة على أساس الوحدة من أجل التغيير.. من اجل معارضة مجتمعية شجاعة " كمشروع أرضية سياسية مفتوحة للنقاش و قابلة للتفاعل الحواري السليم. ختاما، نود التأكيد على أن المعركة الأساسية لمرحلة التحول الديمقراطي هي مطلب المصالحة والوحدة كجواب ملموس عن سؤال الديمقراطية و حقوق الإنسان بالمغرب؟