صفعة جديدة للجزائر.. بنما تقرر سحب الاعتراف بالبوليساريو    تنسيق أمني مغربي إسباني يطيح بخلية إرهابية موالية ل"داعش"        لقجع يؤكد "واقعية" الفرضيات التي يرتكز عليها مشروع قانون المالية الجديد    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب    السلطات الجزائرية توقف الكاتب بوعلام صنصال إثر تصريحات تمس بالوحدة الترابية لبلده    بنما تعلق الاعتراف ب "الجمهورية الوهمية"    البحرين تشيد بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز حقوق الإنسان    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    جنايات طنجة تدين المتهمين في ملف فتاة الكورنيش ب 12 سنة سجنا نافذا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'            المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حبيب المالكي ل «الاتحاد الاشتراكي».. أعلن من آسفي ترشيحي لمسؤولية الكاتب الأول للحزب في المؤتمر القادم ..

أكد حبيب المالكي، أنه سيترشح لمسؤولية الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية طبقا للمساطر التي سيضعها الحزب . معتبرا أن ترشيحه مساهمة في إغناء النقاش، وفي إعادة الاعتبار للفكر وللأسس الثقافية للعمل السياسي.
وأضاف المالكي أن الاتحاد كحزب يساري لابد أن يقوم بمهمته التاريخية المتجلية في توفير كل الشروط رغم الصعوبات لتأسيس قطب يساري منسجم و تاريخي، مؤكدا أن دور الاتحاد اليوم أهم بكثير مما قام به في الأمس، لأن الوضع الحالي يتسم بقلق كبير، وتخوف من التراجع عن المكتسبات والتراكم الذي عاشه المغرب منذ سنين و خاصة منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي، مضيفا أن طموح الاتحاد هو أن يصبح قوة معارضة بديلة وذلك في أقرب وقت ممكن ضد محاولة استنبات سلوكات وممارسات تساهم في خلق جو غير سليم وتوفير شروط لا تساعد على تسريع عملية البناء الديمقراطي.
- بداية و نحن نخوض معا في قضايا و مستجدات الحياة السياسية الوطنية، لابد أن يأخذنا الحديث إلى مآل الكتلة الديمقراطية .. هل ماتت .. هل خارت قواها ..؟ هل انتهت كما انتهى ربما حلم توحيد اليسار .. والحسم في الاصطفافات التي لابد أن تكون مميزة بمرجعيتها الفكرية و طابعها الإيديولوجي .. موقع الحزب داخل كل هذا ..؟
- توجه الاتحاد الاشتراكي دائما كان وحدويا ، لذلك ناضل إلى جانب القوى الوطنية الديمقراطية الأخرى منذ سبعينيات القرن الفائت إلى حدود اليوم.. في إطار تنسيقي توجيهي لتغيير الأوضاع، ونحن لا زلنا منتسبين للعمل الوحدوي، بطبيعة الحال الكتلة التي ميزت المسار السياسي في بلادنا طيلة التسعينيات توجد في وضعية التشتت و التشرذم جراء المواقف المتضاربة، بعد صعود التشكيلة الحكومية الحالية.
هذا لم يمنعنا من جعل العمل الوحدوي مع اليسار خيارا استراتيجيا واختيارا لا يرضخ لحسابات ظرفية أو انتخابوية . الاتحاد كحزب يساري لابد أن يقوم بمهمته التاريخية المتجلية في توفير كل الشروط رغم الصعوبات لتأسيس قطب يساري منسجم وتاريخي. انطلاقا من أرضية تحدد القواسم المشتركة خلال هذه المرحلة . نحن حاسمون في تموقعنا الإيديولوجي والسياسي داخل العائلة الوطنية و اليسارية .
- علاقة بكل هذا.. الاصطفافات الجديدة في الساحة، تظهر معالم تحالف قوى يمينية محافظة في المغرب، من أبرز معالمها تشكيلة الحكومة الحالية.. الاتحاد الاشتراكي يوجد كمعارضة وسط معارضات لا «تعمر العين» ما هي الصيغة التي ستسمح للحزب بتقوية موقعه السياسي والبرلماني دون التفريط في علاقته بالعائلة الفكرية التي ينتمي إليها تاريخيا .. يبدو أن بعض الالتباسات في السلوك السياسي تدفع الملاحظ إلى عدم تلمس الموقع الحقيقي لتنظيم يساري كبير مثل الاتحاد الاشتراكي ..؟
- بالرجوع إلى سؤال اليسار لتحليل ما عاشه المغرب منذ 1998 من حكومة التناوب التوافقي.. يمكن الجزم بالضرورة الحاسمة و الصارمة لتغيير الرؤية لدى جزء كبير من مكونات اليسار .. عليها التسلح برؤية إلى المستقبل و أن تتجاوز الأنانيات الضيقة، لأنه في العمق لنا مرجعية فكرية و منظومة قيمية مشتركة . فالمرحلة الحالية تفرض سلوكات من نوع جديد، وهذا يتطلب اتخاذ مبادرات ملموسة، حيث من غير المحبذ ألا نبقى سجناء المواقف المبدئية, خاصة أن 2012 سنة حاسمة ، تتميز بمجموعة من الاستحقاقات (جهوية ومحلية)، وهذه مناسبة لجعل اليسار يمارس العمل المشترك في إطار التنسيق على أسس وحدوية.
- تاريخ اليسار هو تاريخ قلاقل مع السلطة ومع نفسه و مسار انشقاقات أيضا .. وضعية اليسار - الأستاذ المالكي - وضعية لا ترضاها وتتمناها «لعدوك» .. كما يقال ..
- تجاوز الأنانيات أساسا هي المخرج الحقيقي والمدخل أيضا للوحدة الحقيقية..
المقولات التبريرية الخاصة بهيمنة الاتحاد على باقي مكونات اليسار .. وأن خطاب الاتحاد خطاب مهيمن ويمارس نوعا من الأبوية،هذه أمور لا علاقة لها بالواقع ، فهي تبريز لمواقف جامدة تطبعها نوع من الدوغمائية، إزاء وحدة اليسار و إزاء الاتحاد الاشتراكي خاصة.
- هزيمة اليسار أو هزائم اليسار .. «الصعود» المدوي للإسلام السياسي ..كأكاديمي بعيدا عن بروفايل القائد السياسي .. أمر مزعج ومستفز للفكرة التقدمية .. كيف رأيت ذلك ..؟
- تشتت اليسار هو نتيجة غياب رؤية استراتيجية لما يجب أن يكون عليه اليسار. وعدد من مكونات اليسار.. كدت أقول إنها امتدادات للاتحاد الاشتراكي ...
مجموعة من الانشقاقات كما سبق في سؤالكم تمت على أسس ليست مرتبطة في العمق بالخط السياسي وبالتوجهات الاستراتيجية للاتحاد. ولكن سأقول.. لقد كان التحليل المزاجي هو السائد وهو المتحكم في «قوانين» الانشقاق واستنبات أحزاب يسارية أخرى.
- العديد من المنتبهين لمسار اليسار المغربي يقولون بالحاجة الملحة لمراجعات فكرية تستحضر التحولات السوسيولوجية و الديمغرافية من أجل تجديد الفهم لطبيعة هاته التحولات التي تخترق المجتمع المغربي..؟
- اليسار كان دائما سباقا إلى تحليل تحولات المجتمع المغربي منذ الستينيات ، كان جريئا في منهجية عمله، بمعنى انه كان يعتبر أن التغيير لا يمكن أن يتم إلا من خلال تَمَلُّكْ معرفي عميق لطبيعة المجتمع المغربي، و هذا ما أعطى معنى و بعدا شعبيا لكل مبادرات الاتحاد منذ الستينات . إذا أردنا أن نغير المجتمع لابد أن ننطلق من طبيعة هذا المجتمع الذي نريد تصحيحه من أجل بنائه بشكل جديد يراعي الإبداع و الاجتهاد و الرصانة.
لكن في السنوات الأخيرة هجرنا إلى حد ما المجتمع.. و هاجرَنا الفكر.. وهذه الهجرة المزدوجة قد أفقدت الاتحاد قدرته على استيعاب التحولات التي عرفها المجتمع ، خاصة منذ أواخر التسعينيات من القرن الماضي إلى اليوم، كذلك الرجوع إلى المجتمع هو الرجوع إلى الفكر، وهو ما يساعد على فهم مكونات المجتمع ..
- من الصعب أن نطمح إلى التغيير بدون اتحاد .. المهمة التاريخية للاتحاد الاشتراكي ما تزال في بدايتها .. مقولات خرجت من فيك.. والواقع السياسي الوطني يزاحم هذا الكلام .. بل يضعفه ..؟
- صحيح أن مواصلة البناء الديمقراطي حاليا، تحصين المكتسبات الدستورية و السياسية والحقوقية مرتبط بنيويا بقوة الاتحاد الاشتراكي، لسبب بسيط هو أن الاتحاد كقوة فاعلة مناضلة لعقود من أجل فتح أوراش الإصلاح. وما نعيشه اليوم على مستويات مختلفة مرتبط إلى حد بعيد بنضالات الاتحاد الاشتراكي، بمستويات مختلفة، وذلك على جبهات متعددة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ودور الاتحاد اليوم أهم بكثير مما قام به في الأمس، لأننا نعيش وضعا يتسم بقلق كبير، وما نتخوف منه هو التراجع عن المكتسبات والتراكم الذي عشناه منذ سنين وخاصة منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي.. دور الاتحاد هو دور الإنقاذ حتى يستمر البناء الديمقراطي في بلادنا.. وعندما نقول إن الاتحاد الاشتراكي ما تزال المهمة التاريخية التي يحمل على كاهله في بدايتها .. فأنا أعني ما أقول .
- من المؤكد أن المشروع الديمقراطي الحداثي الذي اختاره الاتحاد.. تقاطع في لحظة تاريخية مع مشروع المؤسسة الملكية.. على الأقل في العشرية الأخيرة ، على مستوى الخطاب و النوايا .. اليوم نلاحظ إسقاط هذا «المشروع» في البرنامج الحكومي الحالي.. ألا يتعلق الأمر ب «تقية سياسية» تختفي وراءها نخب حكومية محافظة..؟
- المغرب يعيش زجرا سياسيا بعد المد الذي عشناه في السنوات الأخيرة ولا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون ربطها بالحداثة، ولا الحديث عن الحداثة دون ربطها بالديمقراطية.. في العمق تاريخيا ثقافيا وسياسيا .. التاريخ يؤكد أن هذه الازدواجية كانت الفاعل المركزي والمدَوِّر الأساس في حركة التغيير داخل المجتمعات منذ قرون . لذلك الحديث فقط عن الديمقراطية هو بتر لهذا المشروع المجتمعي الشامل المتكامل.
ولا أعتقد أن اليمين المحافظ يؤمن بالديمقراطية والحداثة. لأن الإيمان بذلك يقتضي التشبث بالقيم الديمقراطية. بثقافة الديمقراطية، والسلوك الديمقراطي. وما نلاحظه بالنسبة للقوى المحافظة التي لها مرجعية تدعي أنها إسلامية، هو أن الديمقراطي بالنسبة لها .. تأثيث و محض وظيفية للوصول إلى أهداف وغايات في نهاية المطاف، نقيض المنطلقات المتحدث عنها حاليا.
نتخوف .. أن يعيش المجتمع المغربي تراجعات عميقة تهدد كل المكتسبات و كل التراكمات التي ساهمنا بكيفية فاعلة في التأسيس لها منذ عقود .
- رهانات الاتحاد الاشتراكي تبدو كبيرة وعميقة ووازنة .. لكن الآلة التنظيمية تعوزها القوة اللازمة لتمثل وتحمل هذا المجهود الفكري والسياسي .. فالأعطاب واضحة و مشخصة .. الكبوات ومسبباتها باتت معلومة لدى كل المناضلين .. أفقيا و عموديا .. نعم الحزب في المعارضة اليوم .. الماذا و الكيف و الأين والمتى والمن .. تنتصب كبداية أسئلة أمام توجه وموقف وخط سياسي مغاير ..؟
- صحيح ان موقف المعارضة هو الموقف الصائب والحكيم، لا يمكن أن تكون طرفا في تشكيلة حكومية حاملة لمشروع مجتمعي نقيض في عمقه مقارنة مع المشروع الذي ناضلنا من أجله في الاتحاد الاشتراكي، و طموحنا هو أن نصبح قوة معارضة بديلة وذلك في أقرب وقت ممكن ضد محاولة استنبات سلوكات وممارسات تساهم في خلق جو غير سليم وتوفير شروط لا تساعد على تسريع عملية البناء الديمقراطي .. معركتنا السياسية معركة حاسمة لأنها هذه المرحلة مرتبطة أساسا بالتطبيق الديمقراطي السليم والشفاف للدستور الجديد. وهذا يتطلب منا تقوية الأداة الحزبية، يتطلب معالجة أوضاعنا الداخلية، على أساس الوحدة والتجديد ورصيد الاتحاد الاشتراكي ، طاقات الاتحاد في هذا السياق سيتم استنهاضها لتمارس مهمتها التاريخية في هذه المرحلة التاريخية .
- الاتحاد رصيد تاريخي كبير ..وطن رابح و حزب خاسر .. هكذا يردد بعض الملاحظين و المناضلين أيضا .. أنجزنا وساهمنا في انفتاح يتجه نحو التحول الديمقراطي رغم بعض الترددات الواضحة في ذلك..؟
هذا طرح يغلب عليه المنطق التجاري ، منطق الربح والخسارة ..
(مقاطعا ).. ستحلل بخلفية اقتصادية .. ؟
- أكيد (يضحك) .. إذا أنقذنا وطننا فهذا ربح للجميع و الرابح الأكبر بعد الوطن هو الاتحاد الاشتراكي .. دفعنا الضريبة كوطنيين وكتقدميين و ديمقراطيين اشتراكيين من أجل أن يستمر الوطن و هذا المكسب الكبير هو الذي جعل الاتحاد يستمر.. واستمرار الاتحاد هو من أجل ألا يتم السطو على المكاسب من طرف بعض الجهات كيفما كانت .
قاومنا بالأمس مناهضي الإصلاح من أجل التغيير وسنقاوم اليوم و غدا من يسعى إلى استهلاك كل المكتسبات التي راكمها المغرب خاصة في السنوات الأخيرة .
- ما يزال الحزب «غارقا» في تفعيل مبادرات تعيد الاعتبار لوظيفة المعارضة، والمضمون السياسي للمعارضة بعيدا عن المنبرية إلى جانب الرجة الفكرية المتساوقة مع الرجة التنظيمية الحقيقية وتجديد النخب الحزبية.. والخروج من النمطية التي «ميزت» مؤتمراته الوطنية، نمطية إنتاج قيادات سياسية بنفس «الظل» و«المعنى» الكلاسيكي للقيادة ، نمطية إعادة إنتاج نفس الخطاب .. الشعب يريد اتحادا بصورة مغايرة أخانا حبيب المالكي .. وليس اتحادا بصورة قد تكون استهلكت وهي سبب من أسباب ضعف جاذبية الاتحاد، ماهي اللمسة المطلوبة في هذه المرحلة أو حتى الخضخضة إن شئنا ذلك ..؟
- إعادة الاعتبار للفكر.. فالعمل السياسي بدون أسس ثقافية .. بدون أسس فكرية لا يمكن أن يعبد و ينير الطريق.. ويخاطب الأجيال الجديدة من الشباب والنساء.. هاجرنا الفكر لأننا أصبحنا سجناء التدبير اليومي، سجناء ثقافة التدبير على جميع المستويات وفي مجالات مختلفة .
الاتحاد تميز دائما في وضع أولا وأخيرا الأفق الاستراتيجي لكل ما بادر إليه و من أجله . الفكر والأفق الاستراتيجي ركيزتان للعمل السياسي الجريء ، للعمل السياسي الهادف . أصبحنا نستهلك .. لأننا لم نستطع أن نبادر من أجل صنع الأحداث .
التحول في العمل السياسي داخل المغرب، ساهم في تراجع الاتحاد الاشتراكي .. لذلك علينا من خلال إعادة الاعتبار للثقافي وأسس ثقافية، العمل على تجديد مفهوم العمل السياسي اليوم .
المشهد السياسي في مغرب اليوم يتطلب من الاتحاد الاشتراكي أن يكون حاملا لمشروع مجتمعي واضح.
الوضوح هو أساس التعبئة ، هو أساس الثقة . المشروع المجتمعي الواضح الذي سيميزنا هنا عن باقي القوى السياسية والتنظيمات الأخرى، هو الذي ستكون له جاذبيته بالنسبة للشباب والنساء. خاصة أن هذا المشروع وضعه يتطلب منا تجديد الجواب عن سؤال يحرقنا جميعا .. من نحن ؟؟
- إعادة التعريف .. تقصد ..؟
- نعم كل هذا يتطلب اجتهادا جماعيا في أفق التحضير للمؤتمر المقبل، لكن في نفس الآن لا يجب أن نحمل المؤتمر المقبل ما لا طاقة له ، بمعنى أن نضغط لتحميل لحظة المؤتمر كل الأسئلة التي تحتاج إلى تصويبات و تعديلات وتحاليل.
علينا أن نحضر للمؤتمر المقبل من منظور جديد .. من منطلقات جديدة ونعمل من أجل الإجابة عن الأسئلة التي تفرضها المرحلة الحالية.
العمل السياسي لا يتطلب الجواب عن كل شيء في وقت معين .. من الصعب جدا إنجاز ذلك في يومين أو ثلاثة.
لكن من نحن ؟؟ .. وماهي الأسس الفكرية والإيديولوجية والسياسية ..هي وهو الذي يهمنا في مؤتمرنا القادم إن شاء الله .
أيضا وضع خط سياسي واضح يستجيب لمتطلبات المرحلة .. خط سياسي معبأ، بدون شك أن هذين المحورين أساسيين، وعلينا أن نتجاوز «المفهوم الجهازي» لتحضير المؤتمر المقبل، فهذا المفهوم الجهازي يختزل كل الإشكاليات الكبرى.. في المساطر وفي احترام بعض القواعد رغم أهميتها .
- لتحصيل وتحصين المواقع.. ؟؟
- بدون شك ..
لذلك أن نحضر من أجل التجديد، إعادة البناء .. تلك هي المعادلة المطروحة علينا جميعا، و لابد من احترام الديمقراطية الداخلية، إعادة الاعتبار للمناضل الاتحادي على مستوى القواعد، وفتح المجال لمنافسة شريفة ومسؤولة على أسس تقديم المساهمات من طرف كل الأخوات والإخوة .. يجب أن يكون مؤتمر لإعادة البناء على أسس احترام الديمقراطية الداخلية في جو يطبعه التنافس المسؤول. وأقولها و أكررها ..
- ألا يقتضي الأمر إجراء توفير ظروف تعبئة قبلية لإنجاح المؤتمر؟
- علينا أن نضع خطة تنظيمية شاملة لتحضير المؤتمر يحترم تمثيلية كل التنظيمات الحزبية على المستوى الجهوي والإقليمي والفروع، وكذلك على مستوى القطاعات يجب أن نتجنب القفز على التنظيمات.
- أو توظيف التنظيم .. و«استعمال» الأجهزة؟؟
- أو إقحام التنظيمات في صراعات لا تساعد على تحضير جدي نضالي للمؤتمر القادم . و هنا سيكون من غير الصائب أن نلجأ إلى التوافق ، التوافق هو نقيض الديمقراطية .. التوافق يجمد النقاش والحوار الداخلي والاجتهاد الداخلي، الديمقراطية الداخلية تفرض على الجميع فتح المجال للجميع لقول كلمته ، لذلك التوافق دائما أدى إلى حلول عرجاء .
لهذا انتقدنا منهجية التوافق في المجال السياسي خارج الحزب، فكيف نقبلها داخله..؟
هذه المفارقة يجب تجنبها حتى لا يكون هناك تشويش قبلي على عملية التحضير للمؤتمر.
وأقول لكم من هنا في آسفي .. أنني سأترشح لمسؤولية الكتابة الأولى طبقا للمساطر التي سيضعها حزبنا . وترشيحي هو مساهمة في إغناء النقاش، مساهمة في إعادة الاعتبار للفكر وللأسس الثقافية للعمل السياسي.
سأطرح أرضية بدون شك ستساهم على توضيح الرؤية، نحن في حاجة إلى الجميع انطلاقا من توفير الشروط لحوار عميق و جدي حتى لا نفوت مرة أخرى الفرصة على حزبنا بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني المقبل .
- المشروع المتكامل والأرضية المطروحة لكل مرشح .. بصيغة قبلية.. الإعلان عن النوايا في الترشيح والكشف عن المشاريع والتباري حولها و فتح نقاش داخلي بين الاتحاديين والمتعاطفين ..قبل لحظة المؤتمر، يشكل طفرة تنظيمية متقدمة، حتى لا تبقى نوايا الترشيح حبيسة الكواليس، لكن ينبغي أن يكون كل هذا موضوعا تحت يافطة ومشمولا أيضا بتعاقد واضح وصريح تجاه المناضلين .. يتم فيه الكشف عن طريقة تدبير الحزب في المرحلة القادمة، تقديم الضمانات لكل الحساسيات طبعا داخل العائلة الاتحادية . هل تفكر القيادة السياسية حاليا .. بالتأسيس لكل ذلك الذي ذكرنا، وتجعله حقا مشاعا بضوابط محددة، حتى يسمح للاتحاديين بالانخراط في نقاش داخلي بناء على مشاريع مدققة وأيضا بناء على رهانات سياسية و تنظيمية واضحة..؟
- أعتقد أن المؤتمر الثامن كرس رغم الظروف الصعبة تحولا عميقا في كل ما لا علاقة له بانتخاب الهيئات داخل حزبنا .. وسنعمل على تكريس هذا التقليد.. وتمنيع مداخل الحوار العميق..
من نحن اليوم ؟؟ هذه المقولة سنفككها .. لأنها مركزية و جوهرية في التأسيس لانطلاقة جديدة .. لهذا أعيدها على أسماعكم و أسماع القراء.
سنستمع إلى بعضنا البعض، الثوابت تجمعنا، لكن تحليلنا يجب أن ينحو نحو التغيير والخروج بقرارات تاريخية .. هذا يتطلب نقاشا وتقديم اجتهادات، من كل من له طموح في أن يتحمل المسؤولية.. إذن ماهو إيجابي وما اعتبرناه إيجابيا لا يجب أن تتم مراجعته في المؤتمر التاسع.. لقد كانت هناك لحظة حضارية قوية بامتياز ..عندما استمع المؤتمرون لمواقف و توجهات المترشحين، لحظة مؤثرة جدا، لأول مرة في تاريخ حزبنا، يجب أن نقبل الاختلاف على أساس احترام الثوابت.
بمعنى على كل واحد منا .. انطلاقا من اجتهاداته التقدم أمام المؤتمر بما يعتبره أساسيا .
- بالنسبة للمرحلة الحالية وبعيدا عن «صهد» المؤتمر .. ماذا يقع في الفريق الاشتراكي بالبرلمان .. من حق الجميع أن يعرف .. ما الذي يحدث مناضلين و غير مناضلين ..
- المعارضة تبنى ولا تملى، الاتحاديون يحتاجون معارضة مسؤولة وبناءة ومواطنة..
الفريق البرلماني هو في (الفران).. في الواجهة مطالب باتخاذ مواقف آنية تمليها ظروف ضاغطة, كان هناك نقاش بين مكونات الفريق، وخلص إلى التدقيق أكثر في مقاربتنا للمعارضة الاتحادية اليوم.
ما يجب أن نبرزه في هذه الظروف أن معارضة اليوم ليست هي معارضة الأمس، معارضتنا ستكون من أجل تطبيق سليم وديمقراطي للدستور.
- معارضة الاتحاد و المعارضات الأخرى .. الملاحظ و المناضل والمواطن العادي حائر .. هل هناك تنسيق .. أم تحالف .. وهل ذلك سيتراوح بين التكتيكي أو الاستراتيجي .. ؟
- التنسيق في دلالاته مختلف عن التحالف ، من الممكن في بعض القضايا الخاصة كمشاريع قوانين، أن نلتقي مع أحزاب أخرى معارضة للحكومة الحالية.. لكن هذا لا يعني أن نتحالف مع هؤلاء ، العمل البرلماني له سياقه الخاص، منطقه الخاص، ما يهمنا أن نجعل من كل مبادرة.. مبادرة ناجحة.
- بعيدا عن الذاتي والموضوعي .. النخبة السياسية، قديمها، مخضرمها، جديدها، مهووسة بالكتمان ومع ذلك تجدها تطالب بالحق في الوصول إلى المعلومة..!
- الاحتفاظ بالمعلومة هو وسيلة وصيغة لممارسة السلطة من طرف البعض.
- حبيب المالكي والجامعة حب قديم ..؟
- كل شيء تم في الجامعة و ما تبقى سيتم في هذا السياق الذي نعيشه ونحياه..
- الاقتصاد والتحليل الاقتصادي ..؟
- الاقتصاديون الحاليون يفتقرون لرؤية واضحة . الاقتصادي حاليا فقد إشعاعه وقدرته على بلورة الحلول البنيوية لمعالجة الأزمات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.