ينتصب الحمراوي البطل الرياضي المغربي السابق في كمال الأجسام و المتوج بعدة ألقاب وطنية في الستينات و السبعينات ، ليحول الأشكال الضخمة الى أشكال مختصرة تنطق بالقوة و العظمة و الجمال تضاهي التحف العالمية الراكنة في كبريات المتاحف و ذلك من خلال فن نحث المجسمات الخشبية ومحاورة الحديد ليرفع عنه الجمود و يقدمه في أشكال ناطقة و متحركة ، و يملك هذا الفنان طاقة خارقة في ابتكار أشكال جمالية تتوزع بين الاشتغال على الحديد و الخشب اشتغال مثلما يفرض التوفر على ذكاء و موهبة يفرض كذلك حضور الساعد القوي في تطويع صلابة المادتين المشتغل عليهما لصنع مجسمات فنية تجسد سفنا شراعية مبحرة أو عربات ملكية و ابراج يمتزج فيها الواقع بالخيال و يجمع فيها بين الشكل المستوحى و بين الألوان و يحلق بها في سماء تاريخ و فن من نوع خاص ، و قد ساهم بمجسم باخرة من الخشب في تكريم الفنانة ثورية جبران بمناسبة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة . و يوازي الحاج الحمراوي بين عشقه للرياضة و بين نحت مجسمات خشبية تتوزع بين محاكاة المنشآت العمرانية و البواخر و العربات و الطائرات القديمة ، حيث يمضي معظم وقته بعد حصوله على التقاعد بالمكتب الشريف للفوسفاط في ورشته الصغيرة في بيته بمدينة خريبكة لينجز أعماله الفنية و تحفه النادرة التي تثير كل من شاهدها . الاشتغال على المجسمات في المغرب مازال محصورا بين فئة تكابد الكثير من أجل أن تعطي لهذا الفن إشعاعه الوطني و المحلي و الحمراوي واحد من المبدعين في هذا المجال و الذي يتطلع من خلال فنه لعناق الجمهور في معرض خاص ، إلا ان إمكاناته المادية لا تسمح له بمغامرة عرض اعماله التي تتطلب اعتمادات مالية هامة لنقل مجسماته التي تقبع في البيت ليتحين فرصة الخروج . يأمل الحاج الحمراوي أن يجد من التشجيع من الجهات المعنية و الساهرين على المجال الفني و الثقافي ما يسهل له الطريق لإقامة معرض يوصل فنه و عمله الإبداعي النادر الى كل الناس .