حرمان التلاميذ من هبة ملكية للنقل المدرسي والمسؤولون يختبؤون وراء "الإكراهات" خاض تلاميذ جماعة الفقراء إقليمخريبكة وقفة احتجاجية رفقة آبائهم، نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة لإيصال معاناتهم مع تدهور النقل المدرسي. و تمت معاينة استعمال التلاميذ المحتجين لشاحنة كبيرة الحجم "لنقل البضائع"، في قطع مسافة 16كيلومترا للوصول إلى مقر العمالة، وهي وسيلة النقل الممكنة التي يستعين بها تلاميذ أربعة دواوير، في التنقل بين مؤسساتهم التعليمية ومنازلهم. وأشهر العشرات من تلاميذ جماعة الفقراء، خلال وقوفهم أمام بوابة عمالة اقليمخريبكة، كتبهم لتوضيح طبيعة مطالبهم الاستعجالية، في حين حمل آباؤهم وأولياء أمورهم صور صاحب الجلالة، وهو يشرف على تقديم سيارتين للنقل المدرسي لمسؤولي جماعتهم القروية، واكتفوا بحمل لافتة تتساءل عن مصير"الهبة الملكية". ويبقى احتجاج التلميذ "عمر" صورة بدون تعليق، وقد وضع على يمينه محفظته المدرسية، وعلى يساره أكياسا بلاستيكية وبينهما عبارة "اختاروا"، في إشارة منه للمسؤولين عن تدبير الشأن العام، بين مساعدته على الدراسة والتحصيل، ودفعه الاضطراري إلى بيع الأكياس البلاستيكية بالأسواق. واختار التلاميذ المحتجون، مخاطبة عبد اللطيف شذالي، عامل إقليمخريبكة بصفة "الأب"، وطالبوه بإنقاذهم من خطر الجهل والعطالة والضياع، التي باتت تهدد استكمال تعليمهم، بسبب صعوبة التنقل بين مؤسساتهم التعليمية ومقرات سكنهم، وطالبوا ممثل جلالة الملك بالتدخل للافراج عن سيارتين للنقل المدرسي، خصصهما لهم الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للاقليم، استجابة منه لمطالب متعددة سبق أن رفعها السكان الى المسؤولين. واستغرب محمد الصمودي، رئيس فدرالية جمعية التنمية والبيئة بجماعة الفقراء، تعطيل رئاسة الجماعة القروية قرار تفعيل العمل بالحافلتين المسلمتين من طرف جلالة الملك، بداية الدخول المدرسي الحالي مما حطم نفسية المتمدرسين، وحرمهم من سعادة وفرحة معانقة الفصول الدراسية، ليضيف أن لقاء جمعه مع آباء التلاميذ بمسؤولين عن عمالة الاقليم، فأكدوا أن الحافلتين وضعتا بمرأب جماعة الفقراء، بعد تسوية كل من وزارة التربية الوطنية والمكتب الشريف للفوسفاط، الواجبات المالية السنوية لتأمين تنقلات السيارتين، فيما يبقى دور المجلس القروي توفير السائقين والمحروقات، طبقا لنص الشراكة المبرمة بين جميع الفاعلين. وأكد الصمودي أن الفدرالية ربطت اتصالا برئيس الجماعة، من أجل إيجاد الحلول المناسبة لتفادي زلزال الهدر المدرسي، الذي بات يهدد العشرات من التلاميذ القاطنين بدواوير شرقاوة وفيلالة والغفافرة والتوانسة، ليضيف أنها تفاجئت بعقم الحوار والتواصل، الذي اختاره رئيس الجماعة عنوانا لجلسة الحوار. واكتفى بمبرر عجز الجماعة عن توفير سائقين للحافلات المدرسية. قبل أن يؤكد المتحدث نفسه أن جماعة الفقراء، تتوفرعلى موارد بشرية تتجاوز حاجياتها اليومية، بدليل وجود موظفين أشباح (السلم 11) يتقاضون ملايين السنتيمات، من ضرائب المواطنين دون أن تطأ أقدامهم مقر الجماعة. ودعا رئيس فيدرالية جمعية التنمية والبيئة بجماعة الفقراء، عامل الإقليم إلى إيفاد لجنة تحقيق إلى مقر جماعة الفقراء، للوقوف على العديد من التجاوزات التي يعيش على وقعها مركز الجماعة، والتي كانت موضوع العديد من الشكايات الموجهة إلى السلطة الإقليمية دون جواب. ومن جهته، أكد رئيس جماعة الفقراء في اتصال هاتفي، أن الجماعة استلمت حافلتين للنقل المدرسي إبان الزيارة الملكية للاقليم في إطار تنمية العالم القروي، لكن تفعيل التجربة مع بداية السنة الدراسية اصطدم ببعض الاكراهات المتمثلة في توفير سائقين للحافلتين، علما أن الجماعة تتوفر على ثلاثة أعوان اثنان منهم مقبلان على التقاعد، اضافة الى ضعف الميزانية المخصصة للمحروقات، والتي يمكن تجاوزها مع التغييرات التي يمكن إدخالها على الميزانية المقبلة، مشيرا الى أن اجتماع رؤساء الجماعات مع عامل الإقليم، تطرق إلى الاكراهات التي تعانيها مختلف الجماعات في تدبيرها حافلات النقل المدرسي، خاصة على مستوى توفير السائقين، وأصررئيس الجماعة القروية للفقراء على دعوة المجمع الشريف للفوسفاط كشريك استراتيجي بالمنطقة، إلى تخصيص منحة مالية تلبي المستلزمات الضرورية للحافلتين.