شهدت جماعة القصيبية في إقليمسيدي قاسم، أول أمس، مظاهرات تلاميذية حاشدة، احتجاجا على حرمان تلاميذ مجموعة من دواوير الجماعة المذكورة من حافلات النقل المدرسي التي كانت تُقلُّهم بشكل اعتيادي إلى مؤسستهم التعليمية التي يدرسون فيها. وقد تجمَّع العشرات من تلاميذ ثانوية للا يطو أمام مبنى الجماعة القروية القصيبية، التي يرأسها البرلماني عبد الواحد الراضي، متهمين برلمانيا بالشروع في «تصفية حساباته» مع المناطق التي لم تصوت لفائدته في انتخابات 25 نونبر الأخير وفي «الانتقام» منها و»«عاقبتها»، بحرمان تلاميذها من حافلات النقل المدرسي، التي اعتادوا استعمالها للتنقل إلى مدارسهم. وقد ردد التلاميذ الغاضبون، وهم يحملون الأعلام الوطنية، شعارات تُدين ما أسموه السياسة الانتقامية المُمارَسة في حقهم من طرف شخصية سياسية نافذة، ودعوا السلطات إلى تحمّل مسؤولياتها كاملة لتوفير النقل المدرسي، الذي يؤدي المحتجون واجباته المالية بشكل منتظم، قبل أن يفاجؤوا ب»تهريب» الحافلات إلى مدينة سيدي سليمان، مباشرة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، كما قال أحد المحتجين، حيث حُرموا من الدراسة ليومين متتاليين، لانعدام وسيلة النقل المعتادة قبل إجراء عملية الاقتراع. وقال جواد الخني، رئيس المكتب الإقليمي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في سيدي سليمان، إن هيأته تابعت، بقلق بالغ، حرمان تلاميذ المؤسسة التعليمية من حافلات النقل المدرسي بمبررات واهية تحمل، في نظره، خلفية عقابية وانتقامية من تصويت آبائهم، معربا عن رفضه القاطع استعمال حافلات النقل لمساومة الساكنة في مواقفها وقناعاتها السياسية وطالب، في الوقت نفسه، بتدخل النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في الإقليم، باعتبار أن النقل المدرسي المعنيَّ موضوع شراكة مع النيابة التعليمية والجماعة القروية وجمعية آباء وأولياء التلاميذ. من جانبها، شجبت «حركة الشباب القروي لمحاربة الفساد» لجوء جهة نافذة سياسيا وماديا، تمكّنت من ولوج قبة البرلمان، إلى «الانتقام» من تلاميذ الدواوير التي صوتت على مرشح آخر، عبر مصادرة حقهم في التمدرس وتأمين الزمن المدرسي، وأعلنت، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، رفضها إقحام التلاميذ في لعبة سياسية وصفتْها بالقذرة، ودعت وزير العدل إلى فتح تحقيق عاجل حول الجهة أو الجهات التي تورّطت في اتخاذ هذا القرار المجحف وفي تحريك مسطرة المتابَعة في حقها.