رغم صدور قرار كتابي من باشوية مدينة سيدي إفني، يقضي بمنع نشطاء 20 فبراير بالمدينة من تنظيم وقفة تضامنية مع متدربي ومتدربات المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بميرلفت، المعتصمين أمام مقر العمالة منذ اليوم الثاني من شهر نونبر الجاري، لم تفلح السلطات المحلية في منع مظاهرة تضامنية للحركة نظمت، أول أمس الأحد، أمام مقر العمالة، احتجاجا على ما أسمته «عدم التعامل الإيجابي للسلطات الإقليمية مع ملفهم المطلبي». وينص القرار، الذي عملت السلطات على تبليغه لخمسة نشطاء، (يحمل رقم 6/2011)، على منع الوقفة التضامنية لأسباب أمنية، ولعدم خضوعها حسب السلطة- لمقتضيات القانون المنظم للتجمعات العمومية. وخلال وقفتهم التضامنية، رفع المحتجون شعارات تطالب السلطات الإقليمية والمنتخبة بإيجاد حل جدري لمعضلة النقل المدرسي لفائدة متدربي ومتدربات التكوين، وإلزام الشركة باحترام دفتر التحملات الموقع مع الجماعات القروية والبلديات، كما حملوا المسؤولية الكاملة للسلطات الإقليمية والمنتخبين في حالة عدم إيجاد حل لمشكل النقل بالإقليم عموما، خاصة أن هذه الشركة ألغت عدة خطوط تربط إفني بباقي الجماعات، مما جعل هذه الأخيرة تعيش في عزلة تامة. وكان متدربو التكوين المهني بجماعة ميراللفت بسيدي إفني قد دخلوا في اعتصام مفتوح أمام مقر العمالة، احتجاجا على المشاكل الناتجة عن خطوط النقل الحضري الرابطة بين مدينتي تيزنيت وسيدي إفني، وقال المحتجون إنه بعد سنتين من الحوار، والتهديدات الموجهة من طرف السلطة للعديد من المتدربين، قرروا الدخول في اعتصام مفتوح أمام العمالة إلى حين معالجة الإشكالات المرتبطة بالنقل، وخاصة ما يتعلق منها بتأخر الحافلات عن موعدها، والحالة الميكانيكية المتردية لمعظمها، وضعف الصيانة الدورية للحافلات وغيرها. وطالب المتدربون بالإسراع في افتتاح مركز التكوين المهني في سيدي إفني، وتوفير النقل المدرسي الخاص بالمتدربين والمتدربات في أقرب الآجال، كما طالبوا بتوفير الحماية للمتدربين والمتدربات خارج أسوار التكوين المهني، نظرا إلى تسجيل مجموعة من الاعتداءات بالسلاح الأبيض، وشددوا على ضرورة تمكينهم من المنح المدرسية، محملين المسؤولية للسلطات العمومية في أية تداعيات قد تنتج عن أي تصرف وصفوه ب»الطائش» في حق المتدربين والمتدربات، كما طلبوا من سكان مدينة سيدي إفني وفعاليات المجتمع المدني الوقوف معهم ومساندتهم لإيجاد حلول لهذا المشكل المشترك بين جميع سكان المنطقة. من جهتها، أعلنت 18 هيئة محلية بسيدي إفني عن تضامنها المبدئي مع المتدربين والمتدربات، الذين دخلوا في أشكال نضالية وصفتها ب»الحضارية»، دفاعا عن حقهم في توفير أجواء ملائمة للتعلم، واستنكرت الهيئات ما أسمته «صمت رؤساء جماعات الإقليم أمام خروقات شركة النقل الحضري، التي أقدمت على إلغاء مجموعة من خطوط النقل»، مستغربة في الآن نفسه عجز السلطات الإقليمية عن إيجاد حل مناسب لهذا المشكل الاجتماعي، الذي يعاني منه أكثر من % 70 من مجموع متدربي ومتدربات معهد التكنولوجيا التطبيقية بميراللفت، وحملتها مسؤولية حرمان ساكنة بوادي الإقليم من خدمات النقل، كما دعت كل من يهمهم الأمر إلى الإسراع في إيجاد حلول ملموسة وواقعية لهذا المشكل. وذكرت الهيئات بما أسمته «المسار الأسود» لشركة النقل الحضري، المتمثل، حسب قولها، في جملة من حوادث السير المختلفة، وإلغاء الخطوط الرابطة بين إفني وجماعات «اصبويا وتنكرفا وآيت عبلا وأملو وإمي نفاست ومستي»، في خرق واضح لدفتر التحملات الموقع مع المجلس الإقليمي وتغاضي سلطات الوصاية عن ذلك، كما أشارت إلى الحالة الميكانيكية المتردية للحافلات، والتي لا تستجيب لشروط السلامة، وإلى غياب مراقبة المصالح المختصة، وإعمال المنتخبين لمنطق «الصمت واللامبالاة» تجاه ملفات النقل العمومي بالمنطقة. لمدة تزيد عن السنتين ومتدربو ومتدربات المعهد التكنولوجي بميرلفت يعانون من مشكل النقل بحافلات أزغار، الخط الرابط بين مدينتي إفني وتزنيت، والذي يمر بمركز ميرلفت. وبعد تفاقم هذا المشكل: أعطاب متكررة – حوادث السير – عدم احترام المواعيد لساعات طويلة... وما ينجم عنه من ضياع حصص دراسية وضعف التحصيل وجودته، اضطر المعنيون إلى الدخول في أشكال نضالية للفت انتباه المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا لمشكلتهم، التي تمس حقهم في التعلم في ظروف سليمة. ودفاعا عن هذا الحق - وبدون خلفيات سياسية - اعتصم العشرات من المعنيين أمام باب عمالة سيدي إفني ابتداء من الأربعاء 02 نونبر 2011 دون أن يتلقوا حلولا واقعية تراعي أوضاعهم الاجتماعية .