مسار غني وتجربة فذة، أهلت الفنان محمد خيي، أو ( قايد لقياد)، كما أحببنا أن نناديه، إحالة على دوره البطولي في مسلسل،" جنان الكرمة"، لفريدة بورقية، لكي يتبوأ مكانة ممتازة بين الفنانين المغاربة والعرب، واستطاع أن يتنقل بين المسرح والتلفزيون والسينما، بشكل ناجع. في إحدى الحدائق الجميلة، وتحت شمس الصيف القاسية، جلسنا معه، وهو يستقبلنا بابتسامة عريضة ونظرات تشح بفرح غامض.. وبعد أن مج دخان سيجارته بشراهة، ورشف من كاس قهوته، رحب بنا وأبدى استعدادا للحوار والمناقشة. بداية رحبنا به على عادتنا، وتمنينا له مقاما سعيدا بيننا، في مدينة خريبكة المناضلة. حدثنا ؤول الأمر، عن بدايته الفنية، مع الأستاذ عباس إبراهيم في عمل مسرحي تحت عنوان" الصعود إلى المنحدر الرمادي"، ثم أعمال أخرى، إلى جانب محمد بسطاوي وثريا جبران والخمولي. وظل سي محمد يبحث له عن اسم وهوية فنية تليق بموهبته وعطاءاته الجيدة، فدخل غمار التجربة التلفزيونية، حيث أثمرت بعدة أفلام ومسلسلات، نذكر منها: " صراع"، ظلال الماضي"،" أولاد الناس"،" جنان الكرمة"، وأشرطة أخرى مثل: " ولد الحمرية" و" المهمة" لعادل الفضيلي ." طلب عمل"، وهو شريط تلفزيوني من إخراج سعد الشرايبي،" الحراز" سلسلة من إخراج عبد الحي العراقي ، و" ديما جيران" لإدريس الروخ. وعن هذه السلسلة التي أثارت زوبعة من الانتقادات، أكد محمد خيي، أن مشاركته في هذه السلسلة، كان عن اقتناع، ولأنها تجربة جديدة ، يجس من خلالها نبضه، كفنان كوميدي، كما أن المخرج نبيل عيوش شجعه على هذه التجربة التي كانت موفقة، مؤكدا على أن الفنان لابد له من خوض كل التجارب، ويخرج من النمطية التي قد تقتله في أوج عطاءاته، مشيرا إلى انه، على أبواب خوض تجربة من هذا النوع في فيلم " ما يريده الرجال" لنورالدين دوكنا. في مناقشتنا معه، عرجنا على الحديث عن واقع السينما المغربية، وهل حققت ما كان مرجوا منها؟ فأكد لنا أنها بخير، وأنها وصلت إلى مستوى جيد، بدليل مشاركاتها في مهرجانات عالمية، وان عدة أفلام مغربية، حازت على جوائز عربية ودولية. مضيفا أن إنتاج أزيد من 20 فيلما في السنة، مؤشر على أن السينما المغربية بخير، وأنها تسير في الطريق الصحيح، وان لابد للشباب من الاستفادة من هذا الزخم. وحول مشكل استثمار التاريخ في أعمالنا السينمائية والتلفزيونية، أشار محمد خيي إلى أن تاريخ المغرب غني بالأحداث الكبيرة والمهمة، وانه لابد من التفكير في استثماره على أحسن وجه، سيما أننا في حاجة إلى معرفته، محبذا في الوقت ذاته، خوض غمار أي تجربة من هذا النوع، سيما انه نجح بشكل لافت في تقمص دور القائد في مسلسل " جنان الكرمة"، حيث أكد أن مشاركته في هذا المسلسل، تطلبت منه وقتا طويلا في التأمل ومشاهدة أفلام تاريخية، عربية وغربية، وتدرب بشكل متعب على تقمص هذه الشخصية التاريخية، وهو فخور بتلقيه تنويهات وتشكرات وتشجعيات، النقاد والمهتمين على حد سواء، مضيفا أن نجاح مثل هذه الأفلام، يتطلب إمكانيات ضخمة.