بقلم : عبد لله الفادي إذ كانت كرة القدم نقطة ضوء ساطعة رغم الظرفية الحالية فأغلبية فروع نادي اولمبيك خريبكة إذا لم تكن أسيرة عنق الزجاجة ومنذ زمن ليس بالقصير وهي تعيش في أقسام الظل وحضورها جد محتشم ولا يسمع لهل حس، دخلت منذ زمن ليس بالقصير عهد الكبوات والتراجع والنكسات ومنها من تحتضر في صمت رهيب ومن النادر جدا ما نسمع عن انجاز طيب حققه هذا الفرع أو ذاك، ولكن ذلك لا يكون إلا صحوة عابرة سرعان ما تعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة ووضعها غير الصحي الذي لا يشرف ، وما يدعو إلى طرح كل علامات الاستغراب الموجودة على وجه الأرض هو كون هذا النادي الذي يعد واحدا من اعرق الأندية المغربية و يعود تاريخ ميلاد أول فروعه إلى سنة 1923 يتوفر على كل الضروريات والمتطلبات التي تخول له إذا لم نقل حصد الألقاب على الأقل التواجد في مصاف الكبار وتنشيط كل الملتقيات والبطولات بشكل مقتدر يشرف مدينة الأهرامات البيضاء ، وهي أشياء يحسد عليها من طرف أندية حاضرة بإمكانيات اقل من التي توفرها المؤسسة المواطنة المحتضنة لهذا النادي والمتجلية في دعم مادي سنوي قار يفوق مليار سنتيم ونصف ، دون احتساب المنح الاستثنائية وتوفير وسائل النقل والاتصال و وضع كل إمكانيات هذه الإدارة رهن إشارة النادي وبنيات تحتية جد هائلة من ملاعب وقاعات منها ذات الموصفات الدولية كما هو حال مدار الكارتينك ، دون إغفال الطاقات البشرية المتخصصة سواء في المجال التقني أو الإداري أو الطبي وكل ما له علاقة بأن يوفر السير الطبيعي لنادي رياضي ، وهو ما يدل بالواضح أن هذه الأشياء لا يتم استثمارها بشكل صحيح يعود بالنفع على نادي لوصيكا وان المشكل ليس بالمرة مشكل إمكانيات بل هو اكبر من ذلك بداية من الاستسلام لهذه الوضعية التي لم تعد مجرد مرحلة فراغ بل هي واقع تمكن من جسد الاولمبيك و أنهكه. و إذا ما نظرنا للأمور بعين الجد سنجد أن وضع اولمبيك خريبكة الحالي هي نتيجة طبيعية لمجموعة من السلبيات التي تحول دون استعادة توازنه منها التي لا يعرفها إلا الجالسون على كرسي القرار داخل قلعة لوصيكا ولكن لا نفهم لماذا لا يتحركون للنهوض بناديهم وتصحيح ما يمكن تصحيحه، ومن أول العوامل كما اشرنا في سابق الحديث أن البعض داخل فروع هذا النادي استسلموا للوضعية الراهنة وأصبح التواجد في أقسام الظل بالنسبة إليهم أمرا عاديا واللعب فقط من اجل اللعب دون أي طموح . الاهتمام بالقاعدة والتكوين عند عدد من الفرق داخل النادي شبه معدوم ومحتشم وإذا كان فانه لا يحقق المطلوب . عدم الاستفادة من خبرة وتجربة عدد من الأسماء الكبيرة التي تألقت داخل هذا النادي في أيام عزه وبمقدورها تقديم الشيء الكثير للجيل الحالي . بعض الأشخاص داخل المكاتب المسيرة لمختلف فرق النادي أبانت الأيام على أن وجودهم كعدمه وبدون أية فائدة ولم يقدموا أي شيء ومع ذلك مازالوا ومنذ سنوات طوال متمسكين بمقاعدهم رغم فشلهم ولا يعلم إلا الله إلى متى ؟ . بعض وجوه التسيير تعمل داخل مكاتب عدد من الفروع وكأنها الوحيدة الموجودة . عدم الاهتمام بتكريم قدماء الممارسين والنهوض بأوضاعهم اللهم بعض الالتفاتات المحتشمة التي لا تليق بهم وبما قدموه من عطاء كما يحدث في ليلة النجوم وهو ما لا يحفز ممارسي اليوم على العطاء. الجموع العامة التي من المفروض أن تكون مناسبة للمحاسبة وتدارس الواقع و رسم أفاق المستقبل وتصحيح ما يمكن تصحيحه تتحول إلى جلسات لتنشيط وترديد العام زين وتغني بانجازات ليست سوى في مخيلة أهل الحل بل منها من تلغي النقاش كليا وكيف لا والمكتب المديري هو الأخر في أخر جمع عام عقده اختيار نفس النهج ولم نسجل تدخل أي فرع وطرح مشاكله على طاولة الحوار جموع إذا ما استثنينا فرع كرة القدم تعقد في شبه سرية ويتم تغيب الصحافة اللهم البعض من الأقلام كما كان الحال هذا الموسم وهذا يجرنا لطرح سؤال هل تغييب الصحافة مجرد تجاهل لها أم أن هناك أشياء يجب التستر عليها وليس من حق الرأي العام الاطلاع عليها ؟؟... كما أن المصادقة في هذه الجموع على التقريرين دائما يكون بالإجماع عن طريق التصفيق والمرشح للرئاسة وانتخابه كذلك بالتصفيق و الإجماع بدون أي اقتراع سري وتمنحه الثقة لتشكيل مكتبه المسير، ولعل الطريقة التي مر فيها جمع كرة السلة الأخير الذي تحولت أشغاله إلى وليمة عشاء دليل صارخ على حالة جموع فروع النادي التي بالمناسبة بعضها كما كان حال جمع العاب القوى هللت للإصلاحات والبناء الذي قامت به أكتر من الحديث عن الجانب الرياضي وكأن الأمر يهم مقاولة وليس فرق رياضية . ممارسي بعض الفروع يعيشون أوضاعا جد مزرية ويفتقرون لكل شيء ورقم المنح التي يتوصلون بها عند الفوز نخجل من ذكره و هو ما يحد من طموحهم . كل الفروع وبدون أي استثناء من النادر جدا ما تعقد ندوات صحفية لوضع الرأي العام أمام حقائق الأشياء وإذا ما حدث ذلك لا توجه الدعوة لكل ممثلي المنابر الإعلامية ويظل غياب التواصل هو سيد الموقف والمعلومات معدومة ولم تعد حق مشروع بل امتياز ممنوح للبعض عل حساب البقية . بعض الفروع تعيش الفقر المدقع و العوز والحرمان رغم الدعم المادي من إدارة الفوسفاط لكون فرع كرة القدم يظفر بحصة الأسد وإذا كان هذا أمر طبيعي فلا يجب أن يكون على حساب عطاء فروع أخرى. ومن الأشياء التي نعدها غير مقبولة بالمرة ولا تليق بنادي عريق ليس على المستوى الوطني فقط بل الدولي أن المكتب المديري لا يتوفر على مقر إداري خاص به فكيف لنا أن نتحدث عن متحف أو حتى مكان يضم كل الأشياء التي تؤرخ لمسيرة تقارب التسعون سنة بكل أجيالها وإنجازاتها ؟ بعض التظاهرات والدوريات التي تنظم من طرف بعض الفروع رغم قلتها لا ترقى للمستوى ولا تجد أي إشعاع والترويج لها ضعيف وهذا ما يجعل الإقبال عليها من طرف ساكنة المدينة شبه معدوم لذلك لا تلعب دورها رغم ما يصرف عليها. الانفتاح على القرى المنجمية والمؤسسات التعليمة من أجل البحت عن المواهب مزال محتشم ومناسباتي ولا يلعب دوره الحقيقي . ومن بين الأسباب التي لها دور مهم في حالة الاولمبيك هذه أن البرامج والمخططات التي توضع من اجل الإصلاح و تصحيح الأوضاع أغلبيتها لا تطبق على ارض الواقع ودفينة دواليب ورفوف مكاتب أهل القرار ولا يتم تذكرها إلا خلال الجموع العامة والندوات الصحفية التي كما قلنا تكون محصورة على أقلام محددة (....) وتغني بها وبعد انفضاض هذه المناسبات تستمر دار لقمان على حالها الطبيعي ويبقى نادي اولمبيك خريبكة يبكي حاله ويبكي عليه الجمهور الخريبكي الذي يكن لناديه كل الحب هذا الجمهور الذي يتأسف كلما رجعت به الذاكرة إلى الوراء وتذكر أيام المجد أيام كان فرع كرة اليد فريق لا يقهر فريق أحلام لم تفلح الفرق الوطنية في إنجاب مثيلا له، أما فرع الجيدو فكان مصدر فخر و اعتزاز ليس لخريبكة فقط بل لكل الوطن بفضل أبطال من ذهب أمثال "عبدالعزيز السلماني"الذي كانت ترتعش لحضوره فرائص الخصوم على طول القارة السمراء وكذاك شقيقه "بوبكر" زيادة على الحسنية دون نسيان فرع العاب القوى والكرة الحديدية التي صنعت الإبهار بالجزائر وغيرها من الفروع التي كان يجمعها التألق تماما كما هي مشتركة في التراجع اليوم، يحدث كل هذا والمكتب المديري للنادي نعتبره غير فعال مادام عاجز عن تحقيق ولو القليل من الإصلاح كما نطرح اكتر من علامة استفهام عن دور رئيسه محمد القرموني ؟؟ الذي إبان تحمله المهمة وعد بتحقيق الكثير لكن إنجازاته لم تتجاوز حدود الوعود رغم أن منحة ناديه ارتفعت بشكل كبيرخلال فترة ولا يته لكن للأسف لم يوازها تحسن في الحصيلة،مع ذكر أن بعض أولياء أمور ممارسي بعض الفروع عبروا في الكثير من المرات عن سخطهم وتذمرهم من هدا الواقع في عهد الرئيس الحالي مثل فرع السباحة قبل المكتب الحالي وفرع الفروسية قبل أشهر قليلة بإصدار البيانات وتنظيم الوقفات... إن نادي اولمبيك خريبكة بفروعه 17 ليس بالنادي العادي بل هو نادي عريق وله ماضي مجيد ومن العيب أن يضل يتخبط في الارتجال لذلك يجب مراجعة الأوراق وتصحيح الأوضاع بدل استمرار سياسة اللامبالاة التي تتبعها بعض العقليات .