لا أقول حكي أو أشيع أو... بأن مدينة خريبكة بالمزاد العلني أو عرض أسعار يتبادر الى ذهن القارىء أنها سلعة للتبضع و(التضبع) صحيح لكن كيف ؟ناقشت مع عدد من الموظفين الذين باشروا مهامهم بالمدينة لا ينتمون إليها بل ظروف الحياة والعمل أجبرتهم على الانتقال والعمل بها ليس حبا أو عشقا رغم افتقارها لعدة مرافق حيوية،بل للاسترزاق والاستغناء، تطرقنا إلى عدة جوانب ملمة بالمدينة منها البنية التحتية ،النشأة،الطاقات،الفضاءات،التاريخ ،الجغرافية، البيئة العنصر البشري ،الهجرة إلى غير ذلك ،لكن قبل أن أزف إلى واحد منهم، سبب رغبته في العمل بها وهو يشتغل بوظيفة تدر عليه مبالغ خيالية تحت وطأة من يعلم ومن لايعلم،فكان جوابه ببرودة: إذا أردت أن تنتقل إلى مدينة خريبكة للعمل بها عليك أن تقدم شيكا على بياض حتى يستقر السعر الأقصى ،ثم تمضي عليه لتكون وجهتك المفضلة،وقبل ذلك يشترط عليك بانه هنالك تنقلات ومناصب شاغرة بالمدينة فمن له الرغبة فليتقدم مشكورا وله ما عليه،ونقطة أخرى أفاضت الكأس ، حيث شخصيا ، زرت يوما ما مديرية سلامة النقل على الطرق واستقبلت من طرف أحد المدراء من شمال المغرب وبعد مناقشة و أخذ ورد،أجبر على قول حقيقة مرة على حد قوله لتفادي التعب ،وهي أنه هناك تعليمات بعدم توظيف أبناء خريبكة لذيه، لمشاكستهم،وعنادهم وعدم الاكتراث بالمسؤولين ،بعبارته انهم (قباح)،قلت كيف ؟ أليست لهم أخلاق؟ ، إذن ماذا؟: فقال لا يصغون إلى من هو أعلى منهم مرتبة.... انسللت دون إثارة أية أفكار أخرى، فتبين بأنه هناك سياسة ممنهجة تجاه أبناء الإقليم، هذا ما خلصت له بعد إعادة التفكير في التهميش الذي يطال الاقليم وخاصة عزوف المكتب الشريف على توظيف أبناء المنطقة والإدارات الأخرى،في حين نرى اناسا يستقدمون من مدن أخرى، فهذا المخاض الى اين؟ ومدينة خريبكة أكبر مدينة ذات دخل يفوق باقي المدن وابناؤها منهم من ابتلعه البحر، ومنهم تآكلت الجدران من جراء الاستناد عليها ،ومنهم من الفت العيون وجهه،هذه حقيقة مرة يصعب التكهن والتفكير فيها ،فاذا كان الوطن غفورا رحيما فماذا ستكون مدينة خريبكة؟ وهي اول اقليم اشعل فتيل المقاومة لطرد الغزاة ،ربما ان هذه النقطة هي التي افاضت الكاس واصبحت مرجعية يقتدى بها لتفادي اي تماس من شانه اطلاق الشرارة الاولى للنار،لتبقى مدينة خريبكة بالمزاد العلني الى ان يرث الله المنجم وما تحته.