هل قلبت خريبكة دفة الهجرة ؟ هل كان من الضروري حقن دماء أبنائها بهذا الشكل حتى تنفجر بالشكل الذي رأيناه في أحداث خريبكة الدامية ؟ لماذا لم يضع في حساباته المكتب الشريف للفوسفاط مشاكل بطالة المدينة ،كما يضع في تحليلاته مجموعة مشاكل أخرى ؟ هل العملية برمتها محاولة لاحتواء الثورة التي اندلعت في أحداث 15 مارس بخريبكة ؟ خريبكة العاصمة الصامدة ، عاصمة للفوسفاط بامتياز أضحت قبلة للعاطلين عن العمل سواء داخل الوطن او خارجه فبعد تنازل المكتب الشريف للفوسفاط عن سياساته المنتهجة في توظيف أبناء المغرب من الشمال إلى الجنوب وفتحه المجال أمام أبناء المدينة وأبناء المتقاعدين في الفوسفاط الشئ الذي جعل مكتب التشغيل للفوسفاط يفتح أبواب الملحقة الحضرية الأولى في وجه كل عاطل عن العمل حيث صارت هذه الأخيرة وجهة العديد من الحالمين بالعيش الكريم في أحضان هذه المؤسسة ... امتلأت جنبات الملحقة الحضرية بالمواطنين شباب وفتيات أمهات وآباء حملة الشواهد وحتى من لا شهادة له ، والذي لفت أنظار العاملين بالملحقة هو عدد السيارات الفارهة التي تحمل لوحات أجنبية تعود للمهاجرين بالديار الأوروبية والذين هم أيضا لم يتركوا الفرصة لتفوتهم دون تقديم طلب العمل في المكتب الشريف للفوسفاط محملين في ذلك بشواهد وتجارب مهنية من البلدان التي كانوا يعيشون بها ،الشئ الذي أثار امتعاض الكثير من معطلي المدينة خصوصا بعد أن تسربت أخبار عن تقديم ملفات لأشخاص لم يحضروا من الديار الأوروبية ، وذلك عن طريق السماسرة الذين ينتهزون دائما الفرصة للاسترزاق من مثل هذه الأحداث ،علما أن الشرط الذي كان أساسيا في العملية هو حضور المعني بالأمر شخصيا للإدلاء بوثائقه ... واقع الحال أدى لوقوع حالات شغب بسبب الاحتكاك بعناصر جهاز الأمن الإقليمي ، كما جرت العادة منهم من يؤدي مهمته على أكمل وجه ومنهم من يستأنس بخلق الفوضى تاركا الأبواب مفتوحة في لحظات حرجة تضطر الموظفين لوقف عملية التسجيل غيرما مرة ،ناهيك عن أوقات الانفلات الأمني حيت تسيطر ثقافة القمع والتسلط والتحقير للمتواجدين ، وكأن رجال الأمن لازالوا لم يستوعبوا ظرفية التغيير الحالية، التي غيرت وجه الساحة العربية ككل فما بالك بالتسيير البسيط اليومي وفي مدينة بسيطة كخريبكة ... هذا وقد انتظرنا إحصائيات حول عملية التشغيل هذه ....