غرفة الجنايات الابتدائية اعتبرت المسؤولية الجنائية للمتهم وقت ارتكابه الجريمة ناقصة لاحظ المتهم أن سلوك زوجته تغير في الفترة الأخيرة، فأصبح شديد الانفعال لأتفه الأسباب. وعندما دخل معها في نزاع، أقدم على قتلها بضربات خطيرة في الرأس، وحاول الانتحار في مسرح الجريمة. قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات، أخيرا، بمؤاخذة متهم بقتل زوجته، وأصدرت في حقه حكما بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات. وصدر الحكم المخفف بعدما اعتبرت المحكمة أن المسؤولية الجنائية لدى الظنين ناقصة وقت ارتكاب الفعل الجريمة. وأحيل المدعو (غ) وهو بائع متجول، على الغرفة سالفة الذكر بمقتضى الأمر بالإحالة الذي أصدره المستشار المكلف بالتحقيق بالغرفة الأولى لمحاكمته من أجل جريمة القتل العمد طبقا للفصل 392 من القانون الجنائي. وألقي القبض على المتهم من طرف الدرك الملكي بمركز «أولاد فريحة» التابع لسرية سطات، بعد أن أشعر رئيس الضابطة القضائية بخبر مفاده أن شخصا أقدم على وضع حد لحياة زوجته. وحسب محاضر الضابطة القضائية، فإن فرقة البحث، بعد أن انتقلت إلى المنزل مسرح الجريمة، وجدت المتهم ممددا فوق حصيرا ويحمل جرح في بطنه وبجانبه سكين ذو قبضة حديدية، إذ اتضح أنه استخدم السكين في محاولة الانتحار، فتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات لوقف نزيفه ومعالجته. وفي الغرفة نفسها، وجدت فرقة الدرك الملكي جثة الهالكة ممددة على ظهرها. وعاين الباحثون على جسدها جرحا عميقا في الرأس وآخر في عينها اليسرى وجرحا ثالثا في الكتف. وتبين من التحريات الميدانية أن الأمر يتعلق بالمسماة قيد حياتها امباركة. واستهلت الضابطة القضائية البحث بالاستماع إلى ابن الضحية، الذي صرح بأنه شاهد والده وهو يعتدي على والدته بالضرب بواسطة أداة حادة عثر عليها بمسرح الجريمة داخل المنزل. وعند الاستماع إلى الزوج المتهم، بعد تماثله للشفاء، أفاد بأنه دخل في نزاع مع زوجته فرماها من بعيد بقطعة من حديد أصابتها في وجهها، فسقطت إثر ذلك على الأرض، فالتحق بها وواصل الاعتداء عليها بضربها في عنقها وكتفها إلى أن خارت قواها فتركها تحتضر وأخفى أداة الجريمة في ثقب بالحائط ودخل إلى غرفته وحاول أن يضع حدا لحياته بطعن بطنه بواسطة سكين، فسقط مغمى عليه. وبعد إنهاء البحث مع المتهم قدم أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف، والذي التمس إجراء تحقيق في مواجهته في إطار تهمة القتل العمد. واستنطق قاضي التحقيق المتهم ابتدائيا فصرح بأنه لاحظ بأن سلوك زوجته تغير في المدة الأخيرة، فاشتد غضبه واعتدى عليها بالضرب بواسطة قضيب حديدي. وأوضح أنه لم يكن ينوي إزهاق روحها. ولدى استنطاقه تفصيليا أكد بأنه ضرب زوجته عندما قامت بسبه وشتمه، مضيفا أنه طعن بطنه بسكين بسبب النوبات العصبية التي يعانيها. وعلل قاضي التحقيق أمر الإحالة بأن المتهم اعتدى على زوجته بالضرب والجرح بواسطة أداة حادة، وهو اعتراف قضائي، بالإضافة إلى تقرير الطبيب الشرعي بمستشفى الحسن الثاني، والذي خلص إلى أن موت الضحية كان بسبب رضوض خطيرة في الجمجمة، وهي العلاقة السببية التي يؤكدها اعتراف المتهم بتوجيهه عدة ضربات إلى المجني عليها، وإصابتها في الرأس، ومواصلته الاعتداء عليها إلى أن فارقت الحياة، الشيء الذي يفيد بأنه كان يتوخى إزهاق روحها.