أكد رئيس جمعية السوق القديم للتنمية والتضامن السيد عبد الرحيم الشبوكي أن ساكنة حي السوق القديم " البلوك " قد ضاقت درعا بتجاوزات وتهديد شركة ديار المدينة المملوكة للدولة وطريقة "إرهابها " لها بوسائل تزيد من درجة الاحتقان الشعبي ، وان الجمعية لم يبقى لها أي خيار سوى الاستنجاد بجلالة الملك من اجل رفع الحيف الذي يطال الساكنة وتمليكهم سكنا ظلوا يدفعون سومته الكرائية منذ الخمسينات ، ويضيف رئيس الجمعية أنه سبق وأن راسل عدة جهات معنية ،آخرها عامل إقليمخريبكة الذي لم يعر الأمر أي اهتمام . ويعاني ساكنة حي السوق القديم من " إرهاب شركة ديار المدينة " وكذلك من هشاشة البنية التحتية .فمنذ مدة بدأت «شركة ديار المدينة» (الشركة المغربية للأملاك والعقارات سابقا) في القيام بحملات تهديدية واستفزازية لسكان حي السوق القديم (البلوك) من أجل تمليك السكن وفق شروطها المجحفة . وإذا كانت الأقدمية في التعمير لهذه الدور معيارا للاستفادة كباقي المدن السالفة أو بشكل أفضل ، فإن حي السوق القديم تم بناؤه مباشرة بعد الاستقلال ومنذ ذلك التاريخ فإن الشركة لم تساهم في أي إصلاح أو ترميم بل كانت تستخلص ثمن كراء تلك الدور فقط وإلى حدود اليوم. ولقد أصدرت وكالة الشركة بخريبكة إعلانا رقم (01/2009) تطالب القاطنين باقتناء الدور وتأدية المبلغ دفعة واحدة أو بالتقسيط وحددت المبلغ الأدنى للدفعة في20 %من ثمن البيع ومعدل الفائدة في3%وتمديد مدة أداء الأقساط الشهرية إلى180شهرا... وفي حالة الرفض هددت الشركة القاطنين بالإفراغ وتفويت السكن للقاطنين السابقين!!!! إن مباني حي السوق القديم (البلوك) قد تقادمت وتآكلت وجهتها مما شوه منظرها المعماري كما أن قنوات صرفها الصحي قد تلاشت وأغلقت و سطوحها تشققت وتآكلت، ناهيك عن مشاكل في الكهرباء والماء الصالح للشرب وانعدام المناطق الخضراء وهناك صعوبات إدارية من أجل إصلاحها لأن رخصة الإصلاح مرتبطة بشهادة الملكية وبالتالي لا يمكن الحصول عليها! وتتم بعض الإصلاحات الطفيفة بطرق غير قانونية وبوسائل غير مشروعة و ملوثة.. ومن أجل مواجهة هذه الإشكالية العقارية راسلت جمعية السوق القديم للتنمية والتضامن مدير الشركة بالدار البيضاء تطالبه بتسهيل عملية التمليك وفي أقرب الآجال وعقدت لقاء مع ممثلي الشركة يوم الجمعة29ماي2009وناقشت مع الإدارة مسألة التخفيض و مشكل الرسم العقاري المزدوج ... وأسفر اللقاء عن وعود الشركة للقيام ببحث ميداني ومراسلة الوزارة الوصية (المالية) وطالبت من الجمعية بتقرير تقني حول ازدواجية الرسم العقاري وبتقرير حول الوضعية الاجتماعية للقاطنين والحالة المعمارية للدور.... إلا أنه ومنذ اللقاء ؛ عمدت شركة ديار المدينة إلى أساليب التحايل والتهديد برفع السومة الكرائية ، وإلغاء نسبة الثلث في تخفيض السومة الكرائية التي تضمنها الخطاب الملكي في بداية الثمانينيات من القرن الماضي . أو التمليك وفق شروط غير مقبولة وبسعر غير معقول إذا ما نظرنا بعين العقل إلى وضعية سكان هذه الدور السكنية التي توشك على الانهيار ، وكذلك الى الوضعية الاجتماعية للسكان ( أيتام – أرامل – عاطلين عن العمل او موظفين بسطاء .. ) و الأزمة الاقتصادية الخانقة. وكذلك ان الحي محاصر بالباعة المتجولين و" الجوطيات " ، وهو قلب المدينة الذي رجح أبناؤه كفة الحوار على المشاركة في الحراك الاجتماعي لما في ذلك من خطورة على استقرار المدينة برمتها ، ولكن السلطة التي وعدت الساكنة بالكثير لا تبدو منشغلة في الوقت الراهن سوى بالمقاربة الأمنية عبر توزيع الوعود ، ولهذا فضلت الجمعية الاستنجاد بجلالة الملك بعد أن فقدت الثقة في كل المتدخلين ووعودهم الزائفة.