"من أجل توحيد وتنسيق النضال الطلابي, دفاعا عن المطالب الملحة للجماهير الطلابية" تخلد الجماهير الطلابية ذكرى يوم المعتقل الذي يوافق يوم 24 يناير 1973 تاريخ فرض الحظر القانوني على منظمتنا العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب, وعلى مقربة من الذكرى السنوية الأولى لحركة 20 فبراير المجيدة, في ظرف دولي وإقليمي ووطني يتسم بنهوض جماهيري عارم و مهام نضالية ملحة تطرح على كل القوى الديمقراطية والتقدمية مسؤولية نضالية تاريخية. فعلى المستوى الدولي مافتئت وحشية النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية تزداد بشاعة عبر إشعال فتيل الحروب وإنشاء القواعد العسكرية والتدخل في مصائر الشعوب وفرض الحصار ونهب الثروات الطبيعية, كل هذه الجرائم ترتكبها ضد الإنسانية والطبيعة خدمة لمصلحة الرأسمال ومن اجل تأبيد سيطرتها وهيمنتها والحفاظ على موقعها الاستراتيجي. كما تشتد أزمة النظام الرأسمالي نتيجة احتداد غير مسبوق للتناقض الملازم للرأسمالية بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج التي تركز قوى الإنتاج في يد عدد محدود من الشركات المتعددة الاستيطان, وأمام الانكماش الاقتصادي المتزايد والأزمة الخانقة التي تهدد الدول الرأسمالية الكبرى (فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا), وأمام الكوارث الاجتماعية والانهيارات المتوقعة لاقتصاد بعض الحلقات الضعيفة للامبريالية ( اسبانيا -اليونان -البرتغال ) لم تتردد الدول الرأسمالية في تحميل الطبقة العاملة عبأ هذه الأزمات عبر سن سياسات تقشفية متزايدة ( تقليص الأجور- التسريحات الجماعية- تدهور مستوى الخدمات الاجتماعية, ارتفاع نسبة البطالة, وكذا سن قوانين عنصرية ضد المهاجرين الأجانب,...) الشئ الذي نتج عنه احتجاجات جماهيرية واسعة (أمريكا, فرنسا, بريطانيا, اليونان,...) كان الشباب وخصوصا الشبيبة المدرسية طليعتها و قلبها النابض. على المستوى الجهوي و الوطني, انطلقت شرارة الثورات العربية والمغاربية من تونس لتمتد نيرانها إلى باقي الشعوب (مصر, ليبيا, سوريا, اليمن, البحرين, المغرب...) المكتوية بنيران الفساد والاستبداد والاستغلال الذي انتهجته الأنظمة الرجعية التابعية, فكسرت حاجز الخوف و انطلقت في مسيرتها النضالية من أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية مشكلة ملحمة تاريخية تحالف فيها كل بنات و أبناء الطبقات الشعبية من كادحين وفلاحين وعمال وطلبة وتلاميذ, و قد لعبت الطبقة العاملة دورا مركزيا أساسيا في حسم الصراع لصالح الجماهير الشعبية الشئ الذي نتج عنه إسقاط بعض رموز الديكتاتورية و إجبار مجموعة من الأنظمة الاستبدادية على تقديم العديد من التنازلات, و في المغرب, فبالإضافة إلى استمرار احتكار الثروات المعدنية و البحرية و الفلاحية من طرف حفنة من كبار العائلات الكمبرادورية و على رأسهم الإخطبوط الاقتصادي للعائلة الملكية (أونا), عمل التكتل الطبقي المسيطر على التخفيف من حدة أزمة الرأسمالية العالمية على حساب الجماهير الشعبية عبر التسريحات الجماعية للعمال من طرف الباطرونا, و نهب أراضي الفلاحين و السلالات من طرف مافيا العقار ووضع مخططات تضع ثروات الشعب المغربي في جيوب المافيا المخزنية (مخطط المغرب الأخضر, المغرب الأزرق,...) وخوصصة المرافق العمومية والخدمات الاجتماعية (المؤسسات العمومية, الصحة, التعليم,...), وكرد فعل على الهجوم على قوتها اليومي و تفقيرها الممنهج, انتفضت الجماهير الشعبية ضد الحكم الفردي المطلق وسياساته اللاشعبية واللاديمقراطية. وفجرت معركة بطولية في إطار حركة 20 فبراير رافضة كل محاولات الالتفاف على مطالبها (الدستور الممنوح, الانتخابات الصورية, الحكومة الشكلية,...) ومواصلة النضال رغم القمع والاغتيالات و كل المؤامرات. و على المستوى الطلابي, تشهد الجامعة المغربية تدهورا خطيرا و متواصلا لأوضاع الجماهير الطلابية (طرد الطلاب بالجملة, الاجهاز على الحق في المنحة والسكن و الماستر, اعتقالات تعسفية و محاكمات صورية, بنية تحتية متدهورة, غياب الشروط البسيطة للتحصيل العلمي, عسكرة الجامعة و هجومات بوليسية همجية متواصلة...), وقد عرفت مختلف المواقع الجامعية معارك نضالية مستمرة ضد المخطط الاستعجالي الطبقي, الذي يهدف لخوصصة التعليم و حرمان أبناء الجماهير الشعبية من تعليم يضمن لهم المعرفة و العيش الكريم, حيث خاضت العديد من المواقع الجامعية معارك بطولية (أكادير, تطوان, خريبكة, فاس, القنيطرة, مراكش, وجدة,...) ووجهت بالقمع الشرس و الاعتقالات و المحاكمات الصورية. ورغم حجم المعارك و كفاحيتها, إلا أنها لم تحقق سوى مكتسبات جزئية (التسريع بصرف المنح, تأجيل الامتحانات, تسجيل بعض الطلبة, وعود كلامية,...) لا ترقى لتطلعات الجماهير الطلابية و لا تجيب عن مشاكلهم الأساسية. وقد شكل غياب الأداة التنظيمية للجماهير الطلابية (إوطم) و تجزئ المعارك النضالية و غياب تنسيق وطني عائقا أمام بناء فعل نضالي قادر على توحيد كافة نضالات الحركة الطلابية وطنيا من أجل انتزاع حقوق الجماهير الطلابية والنهوض بأوضاعها ماديا ومعنويا, و استرجاع الحركة الطلابية لدورها التاريخي في معركة الشعب المغربي من أجل التحرر و الإنعتاق. وبناء على ما سبق, ومن موقع مسؤليتنا نحن طلبة اليسار التقدمي, وإذ نحيي صمود الجماهير الطلابية والطبقة العاملة والحركات الاحتجاجية للمعطلين وحركة 20 فبراير, فاننا نعلن للراي العام الوطني و الدولي مايلي : -تحيتنا تحية المجد و الخلود لشهداء الشعب المغربي الذين سقطوا خلال معركة التحرر و الإنعتاق المستمرة, -تشبثنا بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي الوحيد لكافة الجماهير الطلابية بالداخل و للطلبة المغاربة بالخارج, -تحياتنا لكل الشعوب المنتفضة ضد الاستبداد والاستغلال ومساندتنا لكل نضالات قوى التحرر والديمقراطية والاشتراكية في العالم من اجل جبهة عالمية لمناهضة الامبريالية بقيادة القوى المنحازة للطبقة العاملة, -دعمنا الدائم لنضال الشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية كقضية وطنية ضد ثالوث الامبرايالية والرجعية والصهيونية من اجل بناء الدولة الفلسطينية الموحدة واطلاق سراح الاسرى وعودة جميع اللاجئين, -نضالنا المستمر في المعركة البطولية التي يخوضها الشعب المغربي في إطار حركة 20 فبراير من أجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و المساواة, -رفضنا لتهميش اللغة الأمازيغية في التعليم و الاعلام وباقي مؤسسات الدولة, و مطالبتنا بإقرارها بشكل واضح لغة رسمية إلى جانب العربية, و إعطاءها مكانتها المستحقة, -تضامننا مع كافة نضالات الحركة الطلابية العالمية ومن بينها نضالات الطلبة المغاربة بالخارج الذين يرزحون تحت نير السياسات العنصرية ضدهم بالخارح (مرسوم 31 ماي 2011 بفرنسا, قوانين تمييزية, اضطهاد عرقي, غياب الأمن,...) و سياسات إقصائية بالداخل ( عراقيل في المعادلة, غياب فرص العمل,...), -دعوتنا كافة الفصائل التقدمية والجماهير الطلابية إلى توحيد الجهود و تكثيفها من أجل معركة وطنية موحدة بناءا على: • لف نضالات الحركة الطلابية في مختلف المواقع الجامعية على أرضية ملف مطلبي وطني يشمل كافة الإشكالات التي يعاني منها الطلبة( إطلاق سراح مناضلي أوطم المعتقلين و رفع كافة أشكال المتابعة في حقهم, سحب المخططات الطبقية التصفوية من الجامعة و إعادة النظر في نظام الامتحانات و الوحدات أخذا بعين الاعتبار رأي الطلبة و ممثليهم, الزيادة في قيمة المنحة وتعميمها وإضافة المنحة الرابعة ومنحة البحث عن العمل لمدة سنتين, تسجيل كافة الطلبة دون قيد أو شرط, توفير السكن و المطاعم الجامعية لكافة الطلبة, احترام حرمة الجامعة و استقلاليتها,...) • توحيد النضالات عن طريق لجان المعركة الوطنية المنبثقة بشكل ديمقراطي عن معارك الجماهير الطلابية و النابعة من صميم القواعد الطلابية. "عهدنا الشهداء على الاستمرار في النضال و الوفاء حتى التحرر و الانعتاق" عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب منظمة جماهيرية تقدمية ديمقراطية و مستقلة 24يناير2012