تحتضن مدينة الفقيه بن صالح, خلال الفترة ما بين 27 و29 يناير الجاري, "الملتقى الدولي الثاني للهجرة" بمشاركة مسؤولين وخبراء وباحثين في مجال الهجرة من المغرب والخارج. ويهدف الملتقى, الذي تنظمه جمعية "منتدى بن عمير" بتعاون مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج, إلى المساهمة في إعداد استراتيجية لحل مشكل الهجرة على الصعيدين الوطني والدولي, وتمكين الجمعيات المهتمة بالموضوع من الانخراط في شبكة وطنية, وتأطير المهاجرين ومساعدتهم على تجاوز المشاكل التي يعانون منها. كما يروم إقامة رابط بين سياسات الهجرة في بلدان الاستقبال والدول المصدرة للهجرة, وبحث ومناقشة مختلف القضايا المرتبطة بالمهاجرين, باعتبار جهة تادلة أزيلال من بين المناطق الأولى بالمملكة التي تتوفر على أكبر عدد من أفراد الجالية المغربية بالخارج. وجاء في أرضية أعدتها الجمعية أن اللقاء يتوخى المساهمة في خلق فضاء للحوار والتأمل والعمل والتأطير والتحسيس بمجمل القضايا المتعلقة بالهجرة, خاصة وأن "السياسات العمومية سواء في دول الاستقبال أو في البلدان الأصلية لم تجد حتى الآن حلا ناجعا لإشكالية الهجرة". وسيتناول المشاركون في المنتدى إشكالية الهجرة من خلال موضوعين أساسيين يحللان ويناقشان تباعا محوري "الحق في الهجرة بين الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية" و"المشاكل الاجتماعية لعائلات المهاجرين", بالاضافة إلى ورشات عمل وندوات ينشطها أساتذة جامعيون وخبراء متخصصون في المجالين الاقتصادي والقانوني وممثلون عن بعض المنظمات الدولية. ومن المقرر أن يتوج المنتدى بخلق لجينة لتتبع وتنفيذ التوصيات والاقتراحات الصادرة في ختام أشغاله, وبإحداث شبكة وطنية للجمعيات المهتمة بقضايا الهجرة في أفق تشكيل فدرالية وطنية تعنى بالموضوع. وقال السيد سعيد العلام رئيس جمعية "منتدى بن عمير", في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, إن الجمعية فكرت في تنظيم هذه التظاهرة, المقامة بتعاون مع مجلس جهة تادلة أزيلال وعمالة الإقليم, لإثارة الانتباه إلى عدم وجود دراسات أو أبحاث تتناول موضوع الهجرة بهذه المنطقة, على الرغم من أهمية التحويلات المالية لأفراد هذه الجالية بالخارج والمقيمين على وجه الخصوص بإيطاليا واسبانيا. وأبرز أهمية مثل هذه الأبحاث والدراسات حول ظاهرة الهجرة التي كان لها تأثير كبير على البنيات الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة, مشيرا إلى أنه بات من الضروري في الوقت الراهن معرفة طبيعة وحجم التحويلات المالية لأفراد هذه الجالية واستثماراتها وطريقة عيشها والتغيرات التي طرأت على بنياتها الأسرية بعد هجرة واحد أو أكثر من أفراد العائلة إلى الخارج, وكذا مساهمتها في دعم قيم الحداثة والديموقراطية بالمغرب وغيرها من القضايا. وأضاف أن بحث ظاهرة الهجرة بالمنطقة له علاقة وثيقة بإشكالية الهجرة على الصعيد الوطني, باعتبار أن تحليل الظاهرة يساعد الباحثين وأصحاب القرار السياسي والمنتخبين على السواء على اتخاذ الحلول وتبني التوصيات الملائمة لتدبير موضوع الهجرة بطريقة عملية. وجدير بالذكر أن جمعية "منتدى بن عمير", التي تأسست في يناير 2010 من طرف عدد من الأطر الشابة المقيمة بالمدينة, تهدف إلى إنعاش الحركة الثقافية والبحث العلمي بالمنطقة عن طريق إنجاز دراسات أكاديمية وأبحاث ميدانية وتنظيم ملتقيات وندوات وموائد مستديرة حول موضوع الهجرة, وذلك لجعلهما أداة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على الأصعدة المحلية والجهوية والوطنية.