انطلقت مساء الليلة، الأربعاء، فعاليات الدورة ال 11 للمهرجان الوطني لعبيدات الرما، الذي سيبتدئ من 21 إلى 23 دجنبر 2011 ، وذلك بتكريم الشيخ محمد العمراني، رئيس مجموعة السماعلة لعبيدات الرما و أحد رواد هذا الفن الشعبي على الصعيد الوطني، بحضور عامل إقليمخريبكة ونائب رئيس المجلس البلدي، وفعاليات المجتمع المدني وممثلي الصحافة الوطنية. وقال الكاتب العام للوزارة احمد كويطع في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الجديدة تعكس قيمة الشراكة بين الوزارة وعدد من الجهات، وذلك بهدف الحفاظ على هذا التراث الوطني اللامادي، مما يشكل احد المرتكزات الحقيقية على استمرارية هذا المهرجان الذي يحتفي في العمق بالفنون الشعبية التراثية. كما اعتبر هذه التظاهرة الثقافية المهمة موعدا للانخراط في المبادرات التنموية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مؤكدا أن الدورة المقبلة ستشهد تنويعا من حيث الشراكات وتوسيعها، فضلا عن توفير الظروف المادية الملائمة للفنانين المشاركين. من جهته، أكد الفنان الحسين الدجيتي الذي قدم فقرات المهرجان، أن هذا الأخير يعد من المهرجانات الوطنية المتميزة، كما ان اعبيدات الرما كفن رفيع يجمع بين الإبداع الحادق الرقصات الشاعرية والشادية والصور البديعة. وقال "إن المهرجان ببلوغه الدورة 11 باث جوهرة مضيئة تزين عقد المهرجانات الوطنية لما لها سحر فني أصيل،انه شهادة على تناغم الفن في أبهى تجلياته الاحتفالية العريقة، ومساحة ضوء تشرق في مساحات الساحة الثقافية ببلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وعلى عكس الدورات السابقة، شهد افتتاح الدورة تقديم عرض فني مسرحي جميل، حيث قدم فيه الفنان عبد الغني الصناك المندوب الإقليمي للثقافة بخريبكة، رؤية إخراجية بهية ممزوجة بفيض من الفنون، التي جعلت الفنون التشكيلية تمتزج بالرقص، والغناء، والحكاية الشعبية لعب فها الفنان الحسين ميسخون دور القائد. وبدت الحكاية من عمق القاعة، حيث خرج مناديا ينادي بسحر الفنون الشعبية على إيقاع طبول أسطورية، تعلن بداية الاحتفال، بمهرجان عبيدات الرما، ليتحول الركح إلى مشهد مسرحي أنيق، فيه شخوص يتحركون، ويرقصون، فيما آخرون يبنون من أجسادهم الآدمية شجرة خرافية تتساقط أوراقها في مشهد بديع، كأن الجمهور يتابع سيركا جميلا، أو العابا بهلوانية بساحة جامع الفنا. وقال الصناك مخرج العمل في تصريح خاص للبوابة إن فكرة إخراج حفل الافتتاح بهذه الطريقة ينبع من قيمة عبيدات الرما، كشكل فرجوي، يستحق أن يعاش على المسرح، موضحا أن المبادرة تحاول قدر الإمكان أن تبصم على ضرورة إخراج رقصات عبيدات الرما في مشاهد حية، تضفي نوعا من الحميمية الفجوية لدى الجمهور، وهو الأمر الذي استحسنه الجمهور كثيرا. ويشارك في الدورة الجديدة، التي أطرتها بشكل كبير المندوبة الجهوية للثقافة الاستاذه خديجة العريم، 30 مجموعة و فرقة ممارسة لهذا الفن على الصعيد الوطني، و تمثل أقاليم خريبكة - الفقيه بن صالح - بني ملال - بن سليمان - الخميسات - البيضاء - سطات - آسفي - قلعة السراغنة. وستحيي هاته الفرق والمجموعات الوطنية سهرات حية لهذا الفن بمدن خريبكة، وادي زم و أبي الجعد. كما ستنظم في إطار هذا المهرجان ندوة فكرية في موضوع"قصيدة اعبيدات الرما : البناء الإيقاع، الموضوعات و اللغة" بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين في هذا الموروث الثقافي، غدا الخميس ابتداء من العاشرة صباحا بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة.