ان الباحث في شؤون المجتمع المدني يسجل عدة مؤشرات، طالما خدشت جبين الفاعلين الاجتماعيين، فمرة يطبعها الطموح لتفعيل انشطة كلها شراكة وتعاون ، ومرات عديدة تجد هذه الأنشطة منفردة وذات صورة مزدوجة الرؤيا. كأنما يطبعها انطباع كله اكراهات وهواجس منيعة الاقتراب ، تفوح منها معاناة المتطوعين ، منذ بداية التأسيس وعبر مراحل كلها طموح للتواصل والتنسيق . فالمساهمة في الحقل الجمعوي تبلورت ، حتىصارت سدا منيعا يستوجب ان تكون متأصلة بنبل التطوع وروح المبادرة الذاتية . لتحفز المتدخلين وتناديهم اكثر من انتظاراتهم للتعاون المشترك وخدمة المصلحة العامة . فالوضعية الجمعوية تعبر اكثرعن مجموع ارهاصات ومحطات ، وآفاق محدودة وصفحات كلها فضاء مفتوح لشتى فعاليات المجتمع المدني، بتنوع مهامه. فالدعوة تبقى مفتوحة ، تأسيسا على التشريعات الجديدة احتفاء بالدور الرائد لمضامين الدستور الجديد، و للدورالمثمر لجمعيات المجتمع المدني بكل أطيافه ،يحفز خلق دينامية جديدة ، لبلورة دوره كي يكون فاعلا وشريكا في التنمية المستدامة . فالدعوة تعتبر دعوة مواطنة تحفز قبل كل شئ ، للرقى بالعمل التطوعي والتعالي عن نقط التنافر والصراعات النفعية المحدودة والضيقة . لان رهاناتنا الحالية تتطلب تكثيف جميع الجهود بيننا ، بروح من المسؤولية . لبناء جسور التواصل المستمر بين مختلف مكونات المجتمع المدني ، به نعبر عن هويتنا وعروبتنا المزدهرة بروح المبادرة المواطنة ونمط الابتكار. سيما و التضامن ولم الشمل بيننا لكفيل باستشراف اليات العولمة الحديثة ، والانفتاح على الثقافات ، وبلوغ مستوى كسب رهانات اوراش الاصلاح الكبرى . كما ان هذه الدعوة الجمعوية ،وفي طابعها التضامني، تستلزم منا ترسيخ مبادئ الاشتغال وتنظيم أنشطة وورقات ثقافية جادة، لبلورة الاهداف موازاة مع الوسائل . التي لا زالت متواضعة ، ان لم نقل مجهودات شخصية من طرف غالبية اعضاء الجمعيات المحلية . وحيثما كانت المبادرة نبيلة ، وليس اقتصارنا في الحضور فقط لتأثيث المشهد الجمعوي . فان اشتغالنا حتما سيتوج بروح من الحرية في التعبير عن قضايا المواطنين ، وسيبلغ رسالة اجتماعية للمساهمة في التنمية المستدامة. لان الدفاع عن اليات المنظومة الجمعوية لسبيل ومبتغى كل الفاعلين ، وجسر يجمع الكلمة ويوحد الصفوف ، و سيجعل مختلف الفعاليات في أوج مهامها ، وتحقيق العدالة الاجتماعية . لأنها فعلا بجميع اطيافها تطمح الى العدالة الاجتماعية ، وتهدف الى ان يكون مشعل المجتمع المدني :حرية وكرامة