افتتحت، مساء يوم الجمعة 17 ابريل 2015 بالمركب الثقافي بخريبكة، فعاليات الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني لفن عبيدات الرما، الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية، التي حضرها، بالأساس، عامل إقليمخريبكة السيد عبد اللطيف شدالي ورئيس المجلس الإقليمي والمنتخبون وأطر وزارة الثقافة وفعاليات المجتمع المدني، بتكريم الشيخ محمد لشهب من إقليم بن سليمان، والشيخ الشرقي السربوتي من دائرة وادي زم، وذلك اعترافا بعطائهما وبمساهمتهما في الحفاظ على هذا اللون التراثي الأصيل ونقله إلى الأجيال الصاعدة، وتقديرا لمساهمتهما الفنية التي امتدت لسنوات طويلة في خدمة فن اعبيدات الرما على الصعيد الوطني. كما تميز الحفل بتقديم عروض فنية لمجموعة من فرق اعبيدات الرما المشاركة في دورة هذه السنة، وتقديم لوحة فنية تحت عنوان "محبة الوطن" وعروض فنية وتراثية لمجموعة بنان، فضلا عن تنظيم معرض تشكيلي حول تيمة اعبيدات الرما. وقال مدير الفنون بوزارة الثقافة السيد عبد الحق أفندي، في كلمة باسم الوزارة، إن المهرجان الوطني لفن اعبيدات الرما يندرج في إطار استراتيجية وزارة الثقافة الهادفة بالأساس إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي والفني المغربي وضمان استمراريته عبر الأجيال وتشجيع ودعم ومواكبة الممارسين، مضيفا أن هذا المهرجان يمثل قيمة حضارية وثقافية وقبس من توهج الإبداعات والتعابير الفنية المغربية. وأبرز أن المهرجان يشكل مناسبة للاحتفاء بموروث ثقافي عريق يمثل مكونا هاما من الذاكرة المغربية والثقافة الوطنية الغنية والأصيلة وموروث متعدد الروافد والمصادر يحمل أبعادا فنية وجمالية تدل على أصالة الثقافة المغربية. وأكد، من جهة أخرى، أن فن اعبيدات الرما، بالإضافة إلى تحقيقه للفرجة والمتعة والترفيه بفضل حمولته الموسيقية والكوريغرافية، يعكس المعيش اليومي ويتعلق بالوجدان الشعبي وبقيمة الثقافة ودورها في بناء الإنسان. ويهدف هذا المهرجان، المنظم بشراكة مع عمالة إقليمخريبكة والمجلس الإقليمي والمجالس الجماعية لمدن خريبكةووادي زم وأبي الجعد، إلى إحياء فن اعبيدات الرما والحفاظ عليه وحمايته وصيانته، وكذا العناية والاهتمام بالشيوخ والجمعيات والفرق الممارسة في هذا المجال وتشجيعها وتحفيزها ماديا ومعنويا من أجل الإنتاج والعطاء المستمر. ويشكل المهرجان، المنظم بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط، مناسبة للاهتمام والعناية بجانب من الموروث الثقافي، وملتقى سنوي لاستمرار التواصل بين شيوخ اعبيدات الرما والباحثين بهدف التعريف بهذا النمط الغنائي التراثي الذي يربط الماضي بالحاضر في تلاحم يجسد غنى الثقافة المغربية بمختلف تعبيراتها وأشكالها. ويشارك في هذه الدورة ، التي ستتواصل إلى بعد غد الأحد، 44 فرقة ممارسة لهذا الفن الأصيل جهويا ووطنيا تمثل، على الخصوص، أقاليم خريبكة وبني ملال وقلعة السراغنة والفقيه بنصالح وآسفي وبن سليمان. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم عدة فقرات فنية وثقافية كتقديم عروض فنية متنوعة، وإحياء سهرات فنية في كل من خريبكةووادي زم وأبي الجعد، فضلا عن تنظيم حفل فني لفائدة نزلاء المؤسستين السجنيتين بخريبكةووادي زم، وندوة فكرية بالكلية المتعددة التخصصات حول موضوع "اعبيدات الرما ... تاريخ وتراث"